اخواننا الفلسطنين عندهم متل حلو بقول: (شو نحن الحيطة الوطية) وببعض اللهجات عندهم بيقوله: (شو نحن الحيطة الهبيطة) وبيستخدم لما حدى يحس بالاستخفاف او التبخيس.. بس أنا بفضل الصيغة الأولى مو بس لإنها متناسبة اكتر مع عنوان المقال اللي اخترناه، كمان لإنه بيذكرني بالموشح اللي عمله زياد الرحباني لمرته بمسرحية من مسرحياته لما قالها: حيطك واطي.. صيتك واطي.. اسمك واطي.. لحد ما وصل لعند زوجك واطي
وبصراحة اللي ذكرني بهالمشهد.. واللي مخليني اتمنى إني صف هالشعوب العربية قدامي وأعمل لهم نفس الموشح.. هو هالحكي والعلاك المصدي اللي عم اسمعه يوميا من معظم العرب (مصريين وغيرهم)عن اللي عم بيصر بميدان التحرير في القاهرة.. وكأنهم استمرؤوا يكونوا الحيطة الوطية.. كأنهم مستكترين على حالهم وعلى غيرهم أنهم يكونوا أحرار.. وإنهم يصيروا أصحاب القرار.. أصحاب السلطة الحقيقية.. ويكون المسؤولين والوزراء موظفين عندهم.. ومسؤولين قدامهم.. وبتحس عندهم الرغبة بأي حل بدون مشاكل.. بدون تعب.. بدون مخاطرة.. وتعودوا يكون دائما سقفهم واطي.. بيرضوا بأي شي بدون ضمانات.. وما بدهم يزعلوا حدى.. وبيقولوا لك (هيك ساويتوا بعصام شرف؟ مو حرام؟.. هيك بتحكوا عالمجلس العسكري؟.. هيك عصبتوا المشير؟..شو لسى بدكم بعد؟.. لوين بدكم توصلوا!؟)
يعني هي العقلية المهادنة لدرجة السيولة.. المستعدة لقبول أي شي وكأنه نعمة أكتر مما نستاهل هي اللي صنعت مبارك ونظامه.. وهي اللي كانت بلحظة سابقة رح تنقذه بعد خطاب مبارك التاني لما فتحوا بواجيقهم هاللقد: (شو لسى بدكم هي الرجال قال ما رح يترشح.. ورح يساوي.. ورح يعمل ويفعل.. يالله على بيوتكم خلوا الناس تعيش وتشتغل..)
هلق بنفس العقلية والنفسية عم ينقذوا بقايا النظام.. وباقي الأنظمة كمان
هي العقلية اللي الثوار المعتصمين في ميدان التحرير وفي العباسية مصرين يغيروها.. ويغيروا معادلاتها.. وخلينا نقول: (ليش نقبل بالمطروح؟ ليش مو اكتر؟.. ليش نقبل بالأعذار؟ هي مرحلة انتقالية!!.. في ظروف استثنائية!! الخ.. الخ)
ليش نقبل بالسقف الواطي!! ليش نقبل نكون الحيطة الوطية!! اللي الكل بينط من فوقها، وليش نرضى بالقليل؟ وليش نصدق الوعود؟ ونستحي نطلب ضمانات!! ونرضى بالتبريرات والتسويفات والمماطلة.. طالما انه الشعب عرف مقدار قوته وقدرته وحقوقه ليش نستكتر على حالنا أننا نعيش متل البشر
هدا الكلام ما بينطبق على مصر وحدها، هدا نفسه مشان تونس واليمن وغيرها.. أما بسورية مو بس مشكلتنا ليش نقبل بالقليل هلق؟ مشكلتنا الأساسية شلون قبلنا أنه يكون سقفنا هو الأرض نفسها وإننا نكون ولا شي مدة تلاتين سنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق