16‏/03‏/2012

سنة ثورة 1 "سقوط الخوف"

بعد عام كامل على انطلاق الثورة السورية يتسآل بعض المخلفين: ماذا حققت الثورة!!؟
ماذا حققت الثورة!!؟
بكل بساطة الثورة استطاعت إسقاط نظام من أعتى الأنظمة الاستبدادية في التاريخ الحديث
نعم، وأنا بكامل وعيي أقول أن نظام حافظ قد سقط.. ولا أقول سيسقط
إن أي نظام استبدادي يقوم على مجموعة قوائم، أولها وأهمها الخوف.. وهنا لا أعني الخوف كشعور بشري لا يستطيع احد سوي من البشر أن ينكر وجوده لديه.. ولكن ما أعنيه هو الخوف المفضي للإذعان لقوة غاشمة تترسخ في النفس اللاواعية بأنها قوة غير قابلة للزوال أو التزعزع.. وغير ممكنة المقاومة.. وتترسخ القناعة الداخلية بأنه لا طريقة للتعامل معها إلا بالإذعان لإرادتها دون أعتراض او ممانعة..
فإذا كانت الأنظمة الديمقراطية الحديثة تقوم على مبدأ العقد الاجتماعي فإن الأنظمة الاستبدادية تقوم على مبدأ عقد الإذعان الذي تتخلى بموجبه مجموعة بشرية عن حقوقها السياسية لسلطة مستبدة مقابل استقرار بشكل ما.. يتم قبوله العام نتيجة الخوف من عواقب أشد.. "وقد لعب النظام على هذا الوتر منذ البداية دون جدوى"
هل يشك أحد اليوم أن هذا الحاجز قد تحطم في سورية.. وأن الشرخ الصغير الذي أحدثته الأصابع الصغيرة في درعا قد اتسع وتشعب من بلدة لبلدة، ومن محافظة لأخرى حتى انهار نهائيا عندما اصبحت خارطة الثورة مطابقة تقريبا لخارطة سورية.
اليوم قد يكون هناك بعض الخائفين.. والكثير من المتخوفين.. والكثير من المستفيدين من وضع النظام أو ممن ربطوا مصيرهم بمصيره.. ولكن ذلك لا يغير الحقيقة بأن أهم ركيزة للنظام انهارت.. وأن هذا موضوع لا يقاس بالعدد.. كم مع؟ وكم ضد؟ وكم على الحياد؟.. لأن هذا من صفات الأنظمة الديمقراطية ولا ينطبق على انظمة الاستبداد المطلق.. وان الاختراق مجرد الاختراق يعادل الانهيار.. لقد أدرك النظام ذلك مبكرا، فبعد أن فشل رهانه بأن يصد حاجز الخوف –الذي شيده عبر أربعين عاما- وصول رياح الربيع إلى عقر داره.. فراهن بعد بدأ الأحداث في درعا على رفع الحاجز باستخدام مفرط –أكبر من المعقول- للعنف في سبيل قمعه.. ثم فشل رهانه الثالث في منع امتداده خارج حوران.. وفشلت بعدها كل رهانته الاخرى من اللعب على عامل الوقت وضغط الحاجات المعيشية.. حتى وصل إلى احتلال المدن عسكريا مع أقصى طاقات التدمير.. مع ذلك لم يستطع ولن يستطيع الترميم لأن الانهيار لا ينفع معه ترميم.. ولعل أصدق ما قيل في وصف ذلك ما ذكره معاون وزير النفط المنشق ردا على مقولة النظام انه يسيطر على الأرض: بأنه لا يسيطر إلا على موطئ الدبابات..
والحقيقة ان الأرض والشعب والزمن معا خارج نطاق سيطرة بشار المنهار
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق