طلب مني صديق عزيز أن أعيد نشر قصيدة غياث في اليوم الأول من العام الجديد لأنها قصيدة وداع لغياث الأب - رحمه الله- وتفاؤول بميلاد غياث الابن - حفظه الله - مثل لحظة الانتقال من عام مضى وطوى الألم إلى عام جديد يحمل الأمل
يفتح غياث عينيه قليلا
يبهره النور
يغمض غياث عينيه طويلا
يغمره الصمت
يحرك ذراعية الغضتين
يرسم في الفراغ كلمات غير مفهومة
يسكن غياث في بوتقته الصغيرة
يخجل من كثرة العيون التي تراقبه
يسكن تعبا.. مدهوشا
يستعجل غياث في الرحيل
ويتأخر غياث عن موعد الوصول
يخجل من كثرة العيون التي ترقبه
يأتي على مهل كعادته
لا يلوح للمنتظرين مثل الأبطال
ويبكي.. يصرخ.. مثل الأطفال
يسكن غياث في اللحد مثل الرجال
ويغمض عينيه طويلا
يسكن غياث في المهد مثل الأطفال
ويفتح عينيه طويلا
يغمره النور.. ونظرات ملهوفة
تحدق فيه طويلا
تتأمل قسماته غير المفهومة
يسمع تكبيرات.. لا يبصر قائلها
تنفرج الشفتان قليلا
وشُبه لهم.. طيف ابتسامة غير مفهومة
فيسكن في المهد قليلا
تتسمر نحوه العيون.. بنظرات مهمومة
يصرخ غياث.. يبكي منزعجا
خذوه فأرضعوه..
يسكن في المهد قليلا
يصرخ غياث.. يبكي ثانية..
خذوه فغسلوه
................
يبكي.. يصرخ من جديد
خذوه فغيروا ملابسه
.................
يبكي.. يصرخ
خذوه..
ماذا تريد يا غياث؟؟!
خذوه.. خذوه
اعطوه.. اعطوه
ماذا يريد فأعطوه
يصرخ.. يصرخ..
ماذا يريد من كان في المهد صبيا
لا أحد يفهم
أن غياث يريد: مطرا.. وحرية
مطرا.. وحرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق