إيمللي صديق (يعني شلفني إيميل) وقال لي: فلقتنا بقصة الحماية الدولية.. احكي لنا بشي تاني بقى..
طيب ما قلنا أنه سكرنا هالموضوع و جبر الله.. وفعلا اليوم كنت ناوي احكي بالحماية المحلية
بظن إنكم صرتو مقتنعين معي انه الحماية الدولية إلها تمن، ويمكن يكون تمن غالي، والمشكلة بسورية -على عكس اللي صار بليبيا- بإنه التمن مو معروف شو هو بالضبط، مشان هيك ما عم يصير توافق متل اللي صار هنيك لإنه كان معروف إنه جزء من النفط هو التمن ومعروف أكتر إنه القذافي كان شافطه كله،فإذا إجى حدى أخد جزء وترك جزء أربح.. وكان في قناعة كاملة إنه ما في قدرة على مواجهة النظام بدون تدخل خارجي، فالمعادلة كانت بمجهول واحد وانحلت بسهولة.
ما قلنا خلصنا من قصة الحماية الدولية، وبدنا نحكي بالحماية المحلية!!
بس يمكن يطلع لنا حدى يقول لنا: إنه الحماية المحلية إلها تمن كمان!!!
وأنا باعتقد: أنه معه حق كمان، مثلا: هدا الجيش المصري العظيم، حدى بيقدر يقول: أنه مو هو اللي حمى الثورة؟ طبعا بغض النظر عن أسلوب أداءه أثناء وبعد الثورة المصرية المستمرة.. فهدا ما بيغير هالحقيقة
طيب هلق الجيش المصري مو عم يطالب – بشكل معلن أو غير معلن – بتمن لموقفه، كمان بغض النظر عن الدوافع الأخلاقية والوطنية.. وكل المثاليات اللي ما إلها مكان محرز بمجال السياسة، بالأخص ما يتعلق بالمستوى الأعلى فيها (وهو السلطة)، وهدا التمن بحده الاعلى إنه يفرض حاله كمؤسسة فوق تقلبات السياسة.. وفوق القانون وحتى فوق القضاء.. أو الاحتفاظ بالسلطة (الفعلية) كليا.. وبحده الادنى أنه يحتفظ بجزء منها أو يحافظ على مميزات وامتيازات خاصة.
وما بعرف أنا ليش البعض مستغرب من هالشي ؟! ما هي طبيعة الاشياء بمجال السياسة
حتى بليبيا نفسها، هي ثوار مصراتا اللي قلبوا المعادلة اللي كان عم يخطط لها الناتو بمرحلة من المراحل، وهي إنهم يقتلوا القذافي أو يزيحوه ويساووا تسوية لو على حساب وحدة ليبيا.. فليش مستغربين إنهم كانوا عم يطالبوا بمناصب سيادية منها رئاسة الوزراء، أو إنهم يعترضوا على رئيس أركان أو قيادات همة مو موافقين عليهم!!!
ما هو اللي بيقدم حماية أو بيتحمل تضحيات مشان التغيير لازم رح يجي اليوم اللي يمد إيده ويطلب تمن للشي اللي ساواه.
منرجع لسورية اللي هي همنا واهتمامنا
مين اللي عم يقدم الحماية المحلية هلق؟؟
أكيد انه الجيش الحر إله دور مهم بهالمعادلة بالوضع الحالي.. وأكيد انه كل واحد من الشجعان اللي قرروا الانشقاق، وتحملوا المخاطرة بسلامتهم الشخصية وسلامة عائلاتهم وممتلكاتهم، أكيد بيستحقوا أكتر من الاعتزاز والتقدير..
وليش هالمثالية الزايدة ( والأبو خريون) من بعض الأطراف اتجاه هالموضوع ؟!!
والناشطين اللي عم يضحوا في سبيل تنسيق الحراك الشعبي وتطويره.. والتصوير والتوثيق اللي عم يتم على الارض بمخاطرة عالية، لازم يكون إلهم دور، ودور مهم بمستقبل سورية.. بغض النظر أنه ما عندهم تاريخ نضالي سابق أو عمق فكري أو وعي ايديولوجي أو أي شي من هالحكي..
قلت لكم سابقا: إنه كل الثورات بتاريخ العالم ما عندها مثاليات بالحد الأدنى، وبالحد الأعلى بتكون مجنونة، وبتحول بعض المناضلين بلحظات لخونة أو متقاعسين، وبتحول بعض الزعران أو الناس العاديين لأبطال بين ليلة وضحاها (وهدا مو اتهام او استنتاج عبقري، هي طبيعة الأشياء اللي مو الكل بيقدر يستوعبها لإنها خارجة عن التفكير النمطي)
وكل الثورات بتاريخ العالم بتنصب المقاصل (الجسدية أو السياسية).. فليش مستغربين!!
أنا حقيقة اللي مستغرب من بعض المعارضين والمثقفين اللي عم يحاولوا يتوهموا البرود وسط نيران الثورة.. أو عم يحاولوا يحطوا العقل بوجه طوفان الجنون..
وأنا مستغرب أكتر من طبقات التجار والصناعيين بحلب ودمشق.. إذا مو شايفين اللي عم يصير!! أو مو مدركين أنه الأمور انحسمت بسورية.. وإنه النظام سقط فعليا، وبس ضل نقطتين ما انحسموا وهمة الوقت اللازم لإعلان هالشي، والكلفة المادية والبشرية ليتحقق على الأرض.
ورح كون مستغرب أكتر إذا همة متوهمين انه اللي عم يدفع الفاتورة هلق لازم يكون ما بده شي مقابلها، وإذا متوهمين إنه إذا استمروا أكتر بموقفهم هدا ما رح تكون خسائرهم أكبر بكتير، و انه ما عاد فيه مجال تبقى دمشق وحلب مستأثرة بالقسم الأكبر من خيرات البلد على حساب المدن والمحافظات اللي صنعت الثورة وحمتها وضحت مشانها بالغالي والرخيص!!
بس لهلق الفرصة ما انعدمت لسى.. وأنا على يقين انه أكبر حماية محلية ممكن تتقدم للثورة هلق هي تحرك هي الطبقات والمدن اللي لسى ما استوعبت الوضع.. ولو ما بادرت بتقديم هالحماية والاشتراك الفعلي بالثورة.. رح يجي مين يقدمها ويحصد نتائجها.. فالطبيعة ما بتعرف الفراغ.. والسياسة ما بتعترف إلا بالقوة على الأرض..
اصحوا وصحصحوا بقى طلع الفجر وبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود
بس يحرق أخت أبر الهيروئين اللي عم توزعها قناة الدنيا وأخواتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق