قال شريف شحادة امس على العربية: انه من المستحيل سقوط نظام بشار الآن او حتى بعد مئة سنة إلا إذا رأيت الشمس تشرق من الغرب..
وأظنه كان يعتقد أنه يستخدم حجة سيدنا إبراهيم!!! وربما ظن أيضا أننا سوف نبهت من هول ما قال!!!
فهو من الحمق أنه لم ينتبه أن إبراهيم الخليل كان يوجه خطابه هذا إلى الملك الجبار الذي اعتقد أنه يستطيع أن يفعل ما يريد بالعباد.. وأنه يحيي ويميت..
وهو من الغباء أنه لم ينتبه بأنه لا يستخدم حجة أبي الأنبياء بل يستخدم حجة (الملك الجبار)، أي الديكتاتور في أي زمان ومكان، وبأي اسم كان (امبراطور، ملك.. رئيس)، حجة الذي كفر إذ قال: لا أظن أن تبيد هذه ابدا.. غافلا عن سنن الكون الذي ابدعه رب العباد، فجعله قائما على التغير والنسبية.. مترابطا بين الأسباب والمسببات، بين الزمان والمكان.. وجعل ظواهره خارج إرادة الإنسان.. وهذا ما آمن فيه ونطق به خليل الله في وجه الملك.
أما حجة الديكتاتور - في كل زمان ومكان- وإيمانه باستحالة التغيير، أو فناء ما هو فيه.. ابتداء من الفراعنة إلى أباطرة روما إلى كياسر فارس.. إلى جنرالات أمريكا اللاتينية وصولا لرؤساء الجملكيات العربية
كلهم قالوا كلاما متشابها بنفس الحجة الباهتة.. ولعل أقرب الأمثلة لنا ما قاله الطغاة العرب –ليس بعيد- فقبل شهرين من سقوط نظام صدام، قال طارق عزيز في قلب دمشق – في مؤتمر الشيراتون- أنه لا يوجد قوة في الأرض، لا أمريكا ولا بريطانيا ولا روسيا.. ولا كلهم مجتمعين تستطيع اسقاط نظام صدام لأن الشعب العراقي معه بنسبة 100% حسب الانتخاب الأخير (طبعا شريف عامل شوية تخفيضات مشان هيك قال 97-98% مع بشار) وقد ظل الصحاف يقول مثل ذلك حتى بعد السقوط الفعلي لبغداد!!!!!!!!!
وقال القذافي وسيفه المكسور مثل ذلك.. وقال من قبله ومن بعده كثيرون.. ولكن لا تبديل لسنة الله في الأرض.. وطبيعة البشر واحدة.. وعقيدة الديكتاتور باستحالة التغيير واحدة.. فهي تمنعه من رؤية التغيير حتى وهو يحدث أمام عينيه، ويتجسد واقعا يتقدم نحو أسوار قصره الحصينة فتهتز وتشعر بها كل كائنات الأرض سواه، فعندما سئل تشاوشيسكو عن احتمال أن تصل عاصفة أوربة الشرقية إلى قصره أجاب بأنها كاحتمال ان تثمر اشجار الحور حبات السفرجل، ولكن عندما خرجت الملايين تحمل اغصان الحور معلق بها السفرجل بهت الذي كفر.
ومن قبل مئات السنين عندما أبدع شكسبير رائعته (مكبث) التي تناول فيها هذه الحقائق الإنسانية، والتقط صور رنين مغناطيسي عالية الدقة لما يدور داخل نفسية الديكتاتور.. فهذا الرجل الذي قتل الملك وانتزع السلطة.. وقد آمن بنبوءة العرافة التي قالت له: بأنه لا يمكن ان يقتل إلا إذا مشت غابة(بيرنام) إلى قصره وانه لا يستطيع قتله من ولدته النساء...
وعندما سارت الجموع الثائرة الى قصره، قصف كل منهم غصنا من شجر الغابة.. وعندما شاهدهم من شرفة قصره أحس أن الغابة تحركت وأدرك ان المستحلين الأولين قد كسرا فتزعزع، لكنه ظل مؤمنا بالمستحيل الثالث فخرج لمبارزة زعيم الثائرين، وقال له ليضعضع عزيمته، بنبوءة العرافة انه لا يقدر على قتله من ولدته النساء، فأجابه أنا الذي لم تلدني امرأة فقد استعصت ولادتي فشقوا بطن أمي وأخرجوني منها.. فبهت الذي كفر
فيا حضرة العبقري، أقول لك: أن الشمس ستشرق من الشرق – لأنها إرادة الله – فإذا كنت أنت وسيدك – الملك الجبار – ونظامكم المتجبر كما تعتقدون فامنعوها أن تشرق
أما أنا فقد وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما كنت من المشركين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق