"المهلهل والثأر غير المحدود"
بعد ما فشلت المفاوضات بين بكر وتغلب وانتهت كل الوساطات، ما عاد فيه غير
خيارين، الأول أنه بكر تسلم جساس للمهلهل ليقتله، وهدا خيار مستحيل بالنسبة لقبيلة
بكر او غيرها، لأنه بيهدم الأساس اللي بني عليه المفهوم القبلي ككل، وما ضل إلا
خيار الحرب على الرمل "لأنه ما كان فيه طاولة بوقتها"
وإذا كان طرفي الحرب خيارهم محسوم، فكانت كل الأنظار موجهة لمواقف القبائل
التانية اللي عايشة بنفس المنطقة بالأخص قبيلة ابن عباد، وإذا كان الرجل شارك
بمحاولات الوساطة بفترة المفاوضات، وهدا موقف انحسب أنه أقرب لبكر، فلما إجى قرار
الحرب أخد موقف الحياد وهدا كان بمصلحة تغلب الأكتر عددا وعدة، واخترع لنا المقولة
اللي لسى منقولها على الطالعة والنازلة: "هذه حرب لا ناقة لنا فيها ولا
جمل"
وهدا الموقف أعجب كل القبائل "الحياد السلبي" وقعدوا يتفرجوا على
الحرب كأنها فيلم سينما أو نشرة أخبار المسا!!!
لا ناقة ولا جمل!!.. لا ابيض ولا أسود!!.. خلت الرمل أحمر.. وخلت الدم مية!!!
وهيك بنى المهلهل شرعية حربه ضد بني بكر وهي من نفس الجذر القبلي لتغلب،
وهدا كان غريب على عادات العرب، اللي اتعودت على حروب القبائل المتباعدة بينما
التحالفات بتكون عادة بين القبائل المتقاربة، الأقرب فالأقرب!
وهيك يا سادة يا كرام بدأت حرب البسوس.. والغريب أنه بكل المعارك تعمد
المهلهل أن يتجنب المواهجة مع جساس شخصيا أو حتى يسمح لحدى من تغلب انه يقتله،
يمكن لأنه هدا كان رح يقتل شرعية الحرب اللي أرادها ممتدة بلا نهاية وكأنها غاية
بحد ذاتها وليست حرب لتحقيق هدف، ويمكن صارت حياته مستمدة من بقاء الصراع بلا
نهاية!!!
"لا حدى يقول لي اتذكرت شي، أنا بس عم قول لكم اللي صار بوقتها ما
دخلني باللي صار بعدين لهلق وللمستقبل"
ما بعرف إذا كان غريب والا هو الطبيعي أنه المهلهل اللي كان سكران
"مطبل بالدنيا مزمر بالآخرة" طوال السنين اللي كان كليب عم يصارع فيها
للسلطة والاحتفاظ فيها بدون ما يظهر اي اهتمام او موقف.. لا مع لا ضد.. لا بين
وبين!!! وبعدين وبلحظات ينقلب لهدا الموقف المتعنت لحد الجنون "وكان عصي على
تفسير الرواة لدرجة انه ما اتفق عليه اتنين منهم!!!"
والموقف الأغرب أنه بعد سلسلة معارك حقق فيها انتصارات كبيرة على ابناء
عمومته "وحطوا لي عشر خطوط تحت ابناء عمومته، لأنه لهلق كلنا أبطال على أبناء
العمومة والأخوال وما منتحمل منهم كلمة أو هفوة!!!" وقتل منهم كتير من
الرجال، وكل ما إجى لعنده وفد ليطرح عليه سؤال: أنه ما بيكفي هدا ثأر لكليب؟ وما
صار وقت المصالحة؟ كان يجاوب أجوبة غريبة أحسن وصف إلها إنها بتذكرني بأجوبة واحد
كل ما حكى بيقولوا عنه مفصول عن الواقع!
وأغربها –أو أجنها- مقولته لما قتل وائل ابن عباد!!!
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق