"اليمان والمفاوضات المستحيلة"
ومتل طبيعة أي أزمة من هدا النوع في المجتمعات البشرية بالمستقبل او الحاضر
او الماضي بيكون الحل السلمي مقدم إذا كان فيه إمكانية للوصول لحل عبر المفاوضات
قبل إعلان الحرب
وهيك صار في تلك البقعة من صحراء العرب الواسعة، فإجت الوفود لمضارب قبيلة
تغلب، لتستكشف شو مطالبهم لنزع فتيل الحرب؟
وكان بهديك البقعة القصية من عقلي واحد سكران لحظة وقوع الحدث، وما بعرف
إذا كان صحي دغري لما بلغوه بمقتل كليب وإلا قال "متل ما قال صاحب المعلقة
الأشهر على الجدران الداخلية لرأسي": اليوم خمر وغدا..
وهدا السكران الثمل، هو اللي رح يكون أشهر ممثل بتاريخ الدراما العربية ما
قبل اختراع السينما والتلفزيون!
والقدر شاء أنه يكون هدا المدمن هو ولي الدم في أكبر أزمة تمر على الصحراء
العربية بوقتها، وكل الوفود كانت لازم تحكي مع المهلهل شخصيا لأنه مفتاح الحرب
والسلم في المنطقة
المهلهل ضل لابس دور السكران خلال المفاوضات "لو انه كان صاح"
وقال: أنا ما بدي شي بس تلبوا طلبات اليمان بنت كليب، وكان هدا شي غريب عن عادات
العرب أنه ينربط هيك قرار بطلبات بنت لم تصل البلوغ! وكان هدا بحد ذاته استفزاز
فظيع للوفود والوسطاء واستخفاف كبير، يمكن ما خلاهم يقبله إلا الخلفية التاريخية
لشخصية المهلهل اللي كانت ماتت أصلا يوم موت كليب، بس ما كان حدى حاسس بهدا
الانقلاب لسى
المهلهل كان لقن بنت أخوه كلمتين بس ما تحيد عنهم مهما صار: "أريد أبي
حيا"
وهيك نفذ المهلهل خطته الاولى بأنه ما رفض التفاوض والوسطات، وبنفس الوقت
ما ترك غير خيار الحرب اللي كان عم يستعد لها من أول لحظة، بين ما ترك أمل عند الأطراف التانية
انهم عم يفاوضوا بنت صغيرة ممكن تأثر عليها أمها أو أخوالها اللي الحرب رح تقوم
ضدهم، بدون ما ينتبهوا أن حملة ديماغوجية كبرى "مركزة على شخصية كليب وقيمته.."
كان المهلهل عم يمهد فيها للحرب خلت أم اليمان ذات نفسها في صف تغلب، وخلت تغلب
كتلة واحدة متراصة ورا قرار حرب "يمكن ما كانت قدرا مقدورا" وخلت
المفاوضات فاضية، ومجرد كسب وقت..
هلق أنا ما بدي أكون مبالغ إذا قلت أني حاسس أنه كل المفاوضات بالتاريخ
العربي اللاحق.. ويمكن لحد الآن صانعها المهلهل بطل هوليود العرب ما قبل السينما..
مفاوضات الشرط المستحيل، والحل الوحيد الذي لا ثان له
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق