21‏/08‏/2013

الأساطير المؤسسة للعقل العربي 9


"بكر وتغلب..الظلم والظلم المضاد"

بعد معركة "تحلاق اللمم" التي هزمت فيها تغلب هزيمة ساحقة.. وأسر معظم فرسانها وفي رأسهم المهلهل.. وتفرقت جموع الباقين.. وبعد أن وفا ابن عباد بعهده وعاد إلى صفوف العزلة، عندها اسيقظ حلم كليب متجسدا في قاتله جساس ذاته، فعزم على تنصيب نفسه ملكا على نفس حدود مملكة كليب التي مزقها سهمه سابقا..

ولكن جساس وقومه اللذين ذاقوا الذل والقهر والهوان على يدي المهلهل وقومه سنين طويلة.. لم تردعهم مرارة طعمه عن ممارسته من جديد على أبناء عمومتهم.. فأمعن جساس في إذلال رجالهم وقهر نساءهم سنين عددا

وكانت تبريره لذلك بحجة الظلم والحيف الذي وقع عليهم أيام كليب والمهلهل!!!

ولكن الأيام التي جعلها الله دولة بين الناس من الأزل إلى الأبد دون أن يتعلموا هذا الدرس "على الأقل في وطننا العربي" ما كانت لتمهل جساس أكثر بعد أن حان القدر، فجاءته الطعنة من حيث لم يحتسب.

فقد كانت الجليلة أخت جساس زوجة لكليب يوم قتله.. وفي بداية الأزمة كانت انحازت لقوم زوجها على حساب أهلها ولكن بعد انتهاء المفاوضات ونشوب الحرب لم يطق أبناء تغلب أن تبقى امرأة بكرية بين ظهرانيهم وقد سال الدم ولقحت الحرب الضروص واشتعل الثأر غضبا

ورغم أن المهلهل كان يميل إلى إبقائها إلى جانبه لغاية في نفسه، لكنه لم يستطع هو، ولم تستطع هي مقاومة الضغوط فرحلت إلى قوم أهلها مكرهة "يمكن على زمانهم ما كان في شي اسمه الانشقاق عن القبيلة"

وكانت الجليلة قد كتمت عن الجميع خبر حملها من كليب.. ولما علم أباها وأخاه بذلك.. أتموا لعبة القدر بأيديهم، فأحاطوا الأمر بسرية تامة حتى وضعت مولدا زعموه لجساس وسموه الهجرس ابن جساس وعاش وتربى على هذه الحقيقة وصار فارس بكر وولي عهدها

وفي يوم من الأيام كشفت له الحقيقة، وصار في مأزق عاطفي رهيب "ولا هملت تبع شكسبير" وفي نهاية صراع داخلي مرير قرر أن يدعوا خاله وابوه بالتبني للمبارزة أمام الأشهاد، وما كان لعربي بدوي في ذلك الحين –حتى لو كان ملكا- ان يستنكف عن ذلك وإلا لبسه العار والذل لأجيال

وبعد مبارزة طويلة بين عنفوان الشباب وخبرة الكهول قتل الهجرس أبوه بالتبني ثأرا لأبيه بالنسب..

وبعد مقتل جساس انتفضت تغلب من جديد، فجمعت صفوفها وعزمت على القتال، وراودوا الهجرس عن نفسه لينصبوه ملكا عليهم، لكنه رفض، وكان في حالة يرثى لها، وقال هذه الحرب انتهت بالنسبة لي بعد ثأر كليب.. وحاول أن يثنيهم عن عزمهم للحرب لكنه فشل.. ونشبت الحرب من جديد وانتصرت تغلب مرة أخرى.. وعادوا لظلم ابناء عمومتهم بحجة أنهم ظلموا وذاقوا الذل والهوان على يدي جساس "مغتصب السلطة"

واستمرت غارات تغلب على بكر مرارا وتكرارا يقتلون وينهبون.. ولا يشتفى غليلهم حتى قررت بكر في يوم من الأيام أن تهاجر بكامل جموعها وافرادها، بعد أن استحال التعايش أو الصلح.. فهجروا جنوب جزيرة العرب إلى شمال سورية واستوطنوا في المنطقة التي تسمى الآن "ديار بكر" وقد صارت جزءا من تركيا

" يعني الشباب صاروا أتراك ويمكن يصيروا جزء من الاتحاد الأوربي! بس ما بعرف إذا لسى موروثات العقل العربي رح تضل مؤثرة فيهم؟ وإلا الله رح يشفيهم؟"

هذا المرض العضال في العقل العربي تكرر عشرات المرات عبر تاريخنا، ويمكن أن نسميه مفهوم "المظلومية التاريخية"

وهو أن يكون تبرير الظلم والعدوان بالمظلومية السابقة التي وقعت على الطرف الأول وهكذا تدور الدوائر وتتكرر الأحداث مرة بعد مرة.. فالأموييون أمعنوا قتلا وظلما لآل البيت والهاشميين.. وعندما انتصر العباسيون قتلوا كل من ينتمي لبني أمية حتى الأجنة التي في الأرحام! والمماليك الذين استعبدوا في زمن الأيوبيين لما استلموا زمام السلطة قد أمعنوا فيهم قتلا وإذلا.. وكان الأيوبيين قد قضوا على الفاطمين في مصر ولم يكونوا رحماء مع خصومهم في الشام والعراق.. حتى العثمانيون لم يقصروا في المماليك...

ولا شك أن مفهوم المظلومية التاريخية هو أكبر دافع ومبرر لكل الظلم والقهر الذي مارسه حافظ الأسد ومن بعد بشار.. فماذا سوف يكون من بعده؟؟ وهل سوف نبقى في هذه الدائرة الجهنمية حتى يقضي الله امرا كان مفعولا؟!

يتبع

19‏/08‏/2013

الأساطير المؤسسة للعقل العربي 8


"عقدة البطل السلبي"

بعد انتصار القبائل المتحالفة على تغلب و أخذ الكثير من الأسرى، شك ابن عباد أن يكون المهلهل بينهم وكان بصره قد قارب على التلاشي فجاء يتحسسهم بحثا عنه، ثم صاح عارضا عليهم أن من يدله على المهلهل سيكون له الأمان وينجو من القتل..

على الفور، وبلا لحظة تردد، صاح رجل منهم أعطني الأمان وأقسم على ذلك..

فاقسم انه في آمان وبضمانته على مرأى الأشهاد..

عندها كشف الرجل وجهه وقال: أنا المهلهل، فهل تحنث بعهدك يا ابن عباد؟

تمزق ابن عباد غيظا.. وقال له: أكلت كبدي مرتين

وبعد لحظات صمت.. توجه إلى المهلهل قائلا: لن أحنث بعهدي وأنا على وعدي بالأمان، ولكن أريد منك طلبا على انفراد..

فلما اختلى به، قال: إني بلغ مني الكبر، وخارت القوى وانحسر البصر.. ولن أقوى على خوض حرب أخرى، فدلني على رجل من أشراف تغلب أقتله بدم ابني وائل.. ولك مني الأمان والعهد بأن أعود للعزلة عن هذه الحرب..

وهكذا اتفقا على حركة دل بها المهلهل على صديق عمره ورفيقه في الحرب والسلم منذ الأيام الخوالي.. فقتله بطرفة عين..

هذا هو بطلنا العتيد أبو ليلى المهلهل!!! الذي طلما قصت سيرته كمثال للبطولة والفروسية!!! فيا للعجب!!!

وإذا كان التصرف الأول يمكن تبريره بغريزة البقاء الطبيعية لكل فرد، وأنها لا تخلو من الدهاء والظرافة ربما، ولو أنها خاية من الرجولة والفروسية! فإن التصرف الثاني لا يمكن تبريره بأي مقياس لأنه مليء بالخسة والنذالة.. وما لا يمكن وصفه بكلمات!!!

وكامل سيرته الأسطورية من أولها إلى آخرها كانت حبلى بالتناقضات والسلبية، فمن سكير عربيد غير مبال لما كان كليب يحاول بناء مملكة لقبائل بني وائل ليغير حياتهم.. إلى انحرافه عن حلمه واستبداده كان المهلهل في المصفوفة الصفرية لا سلبا ولا إيجابا.. ثم بعد مقتله، عرقل محاولات المصالحة بين أبناء العمومة.. ثم حول حرب ثأر مشروعة إلى حرب ثأر مجنونة مدمرة للذات وللآخر.. وللماضي والحاضر والمستقبل.. الذي مات فيه وحيدا شريدا فوق رمال الصحراء الحارقة

مع كل هذه السيرة المخزية.. كان ومازال من ينظر له كبطل من أبطال العهد القديم الأسطوريين.. وقيل له وفيه الكثير من الأشعار والخطب والحكايات..

فهل مازال أحد منكم مستغربا أن ينظر الكثيرون إلى بشار أو حافظ كأبطال؟؟!!

ومن قبلهم،  صدام.. ونوري السعيد والشريف حسين.. والقائمة العربية تطول.. وحتى من غير العرب كان من نظر لهتلر أو استالين ورومل.. كأبطال أيضا!!

اعتقد أن أهم كتلة سرطانية في العقل العربي بحاجة للاستئصال والتنظيف هي مفهوم البطل


يتبع

18‏/08‏/2013

الأساطير المؤسسة للعقل العربي 7


"حرب وائل.. من الهزيمة إلى النصر"

بعد مقتل وائل وصحوة ابن عباد واقتناعه بأنه لا يمكن السكوت على هذا الرجل الذي يخوض حربا مدمرة لقبيلته أولا ولكل ما حولها من قبائل، ولن يسلم من شره أحد بشكل مباشر او غير مباشر..

عندها شرع ابن عباد في تحريض كل القبائل القريبة والبعيدة للانضمام لقتال المهلهل.. ولم يجد صعوبة كبيرة في ذلك انطلاقا من مشروعية الثأر في الواقع العربي انذاك، لا سيما ان ابنه قُتل وهو أعزل وكان رسولا في قضية سلام.. وترسخت قناعة الجميع أن المهلهل وصل ذروة الجنون في حرب مجنونة صارت تقوده هي، وليس يقودها هو!!

استطاع ابن عباد ضم الكثير من القبائل وجمع عددا كبيرا من الرجال في يوم معركة وائل.. ولكن هذا العدد الكبير جدا -قياسا للطرف الآخر من بني تغلب وحدها- لم يتم التنسيق بينهم أو تدريبهم أو وضع خطة محكمة أو قيادة واضحة.. ولكل كان قيادته ولكل كان أهدافه الخاصة من هذه الحرب.. حتى لم يتم تعارفهم قبل الذهاب للقتال..

وكان المهلهل في الطرف الآخر يتابع هذه التحركات بعيني ثعلب بري ماكر، ووضع خطة محكمة واضحة وبسيطة جدا وسهلة التنفيذ، ومفادها أن يقاتل جيشه ككتلة واحدة متماسكة لبرهة قصيرة يوضع فيها أقصى جهد ممكن، ثم يبدأ انسحاب تدريجي لعناصره.. واختار مكان المعركة قرب تلة رملية استطاع جيشه الاختفاء خلفها وترك القبائل الأخرى تتقاتل فيما بينها.. وحتى أدركوا الحقيقة المرة كانت هزيمتهم ساحقة..

بعد هذه الهزيمة الفاضحة التي دعت الكثير من القبائل للتراجع عن خيار القتال بدعاوى مختلفة، كان أمام ابن عباد خيارات صعبة، بالأخص أن حالة التلاوم وتحميل المسؤوليات التي تتلو كل هزيمة عربية كانت على أشدها بين الجميع.. لكنه رغم تقدم العمر ووهن القوة وانحسار البصر، لم تهن عزيمته، ولم تعمى بصيرته.. وتعلم الدروس بسرعة، واتخذ زمام المبادرة بدون انفعال أو تسرع، بحكمة وقوة.. فبدأ بترميم الصفوف بجمع القبائل التي كان لديها القناعة الحقيقية بمشروعية وضرورة هذه الحرب، ثم عمل على تشكيل قيادة واضحة محددة المهام.. وترسيخ القناعة بالحرب.. ورفع الروح المعنوية عبر حملة اعلامية قوية موحدة الرسالة "بوسائلها البدائية طبعا" واختار مظهرا واحدا لكل المقاتلين من كل القبائل ليتعارفوا به، وهو أن يحلقوا شعرهم ولحاهم صباح يوم المعركة "وكان هذا غريبا عن عادات العرب"

ووضع خطة مبتكرة واضحة وقابلة للتنفيذ.. وقد تم تدريب الفرسان عليها لشهور، ومفادها أن يقوم الفارس بحركة مباغتة اتجاه الخصم قبل أن يشهر سلاحه، وذلك باحتضانه بقوة واقتلاعه عن فرسه ليلقي به أرضا، بينما تقوم مجموعات مشاة مرافقة بأسره واقتياده فورا للصفوف الخلفية..

وفي يوم مشهود عرف في التاريخ العربي بيوم "تحلاق اللمم" استطاع ابن عباد وجيشه "الأقل عددا" هزيمة تغلب هزيمة ساحقة وأخذ من رجالهم الكثير من الأسرى من بينهم المهلهل نفسه بينما لاذ الآخرون بالفرار..

يتبع

15‏/08‏/2013

الاساطير المؤسسة للعقل العربي 6


"ابن عباد وكتلة الحياد السلبي"

طالت الحرب بين تغلب وبكر سنين، وكأنه قلبي عم يقول لي هلق أنه المهلهل من جهة وجساس من الجهة التانية، كانوا مستمتعين بهالحرب وصارت حياتهم وسلطتهم وهيبتهم.. وحتى تفكيرهم مرتبط فيها وباستمرارها.. ولا واحد منهم كان عنده الاستعداد يتنازل عنها، يمكن لأنه كان احساس كل واحد منهم أنه نهايته من نهايتها!!

بس بين هالاتنين "أبطال المسرحية التراجيدية العربية اللي طالت فصولها ومشاهدها" اللي كانت الأضواء مسلطة عليهم بشكل أساسي كان فيه بزوايا المسرح المعتمة الكتير من الناس من الطرفين صاروا كرهانين هالحرب وقرفانين عيشتهم من وراها، وكان احساسهم أنه هدا الموضوع زاد عن حده، وأنه ما إله آخر بهدا الشكل! وأنه الموضوع ما عاد إله معنى وإنه صار شي قريب من جنان العظمة للبطلين..

بس كمان بهداك الوقت ما كان من السهل أنه حدى يحكي أو يبوح بهي الهواجس والمشاعر لأنه القبيلة بحالة حرب، وأنه هدا رح يتفسر بأنه "إضعاف للروح المعنوية للقبيلة زمن الحرب" أو محاولة "للإضرار بالوحدة الوطنية للقبيلة"..

ومتل العادة الرواة والحكواتية اللي دونوا الخطوط الناظمة لعقلنا العربي اعتبروا أنه هدا شي على الهامش وما وقفوا عنده وكأنه شي ما إله قيمة قدام المشاهد المثيرة "الشو" تبع الحرب و"كاوبوي العرب" تبع رعاة الإبل

مشان هيك يمكن ما نلاقي عن هدا شي كتير من الشواهد!!! مجرد تناتيف حكي بين السطور هون وهنيك!!!

طبعا هدا كان الوضع بين القبيلتين المتحارتين بكر وتغلب، بس شو كان وضع باقي القبائل المنتمية لنفس الجذر القبلي؟

أكيد مثير للملاحظة، أنه شلون ضلوا ساكنين كل هالوقت؟.. وعم يتفرجوا على أبناء عمومتهم عم يدبحوا بعضهم سنين!!

وكأنهم عم يتفرجوا على فيلم سينما أو نشرة أخبار عن نيكارجوا!! "أو عن وادي تهامة مثلا لأنه أكيد بني وائل ما كانوا بيعرفوا نيكارجوا!"

أكيد ابن عباد صاحب مقولة لا ناقة ولا جمل مو فجأة انتخى وساوى مبادرة السلام الشخصية! أكيد أنه صار ضغط –حسب الشكل الطبيعي- من أطراف مختلفة من المتحاربين والمستائين من استمرار هالحرب

بس بعد سنين من الحياد السلبي المطلق، ويمكن حتى الانفصال عن الواقع الجديد اللي ساوته الحرب، شطح شطحة كبيرة، فبعت ابنه وائل مع وفد إلى المهلهل وارسل له: أنه إذا بيشفي غليلك وثأرك لكليب أنه تقتل ابني فأنا مسامح فيه ومتنازل عن دمه..

ما قدّر ابن عباد أنه توغل المهلهل بهذه الحرب المجنونة خلاه يوصل لمرحلة من الجنون ممكن يتوقع منه أي شي!

أكيد أنه ابن عباد حط احتمال لو ضعيف جدا أنه يقتل ابنه، وإن كنت استبعد انه فكر هيك! يمكن بنى حساباته أنه هدا زعيم و رجل دولة.. "قصدي رجل قبيلة"! وما رحت يساوي هيك تصرف، وأنه هيك رح يستحي ويرجع لعقله..

وحتى بعد قتل ابنه، ما قدر يشوف الواقع متل ما هو بكل بشاعته!!!

فبعت رسالة للمهلهل، قال له فيها: إذا كنت قتلت وائل بدم كليب، ورح تنهي هالحرب فأنا راض ومسامح..

وبصراحة، أنا أشك بنسبة تسعة وتسعين بالمية "اللي بينجحوا فيها زعماءنا" أنه المهلهل قتل وائل لأنه ما نسي أبدا أنه أبوه هو أكتر من حاول الوساطة قبل ما تبدى الحرب، وهدا فسره المهلهل أنه اصطفاف صريح مع أعداءه، وما شفع له أنه وقف هو وقبيلته على الحياد سنين!!!

مشان هيك لا حدى يسألني ليش أنا متفهم كل الناس اللي بتخاف من الانتقام المجنون للسلطة، رغم أنها كانت اقرب للحياد أو العطالة!!! ... وعقلنا الباطن متخم بمتل هيك حوادث!

والمهلهل جاوب ابن عباد: بأنه قتل وائل مقابل شسع نعل كليب. "يعني بالعربي فدا كعب صباطه.. هدا لو كان عنده صباط أصلا!"

هون بس فاق ابن عباد من سباته وطلع عن صمته، وصرخ: "لُقّحتْ حربُ وائل عن حيالِ.."

بس بعد إيش؟؟ بعد خراب مالطا!!! قصدي بعد خراب البصرة.. لأنه مين كان بيعرف مالطا وقتها.. بعدين ليش لنفاول عليهم.. عنا خربانة خربانة!!

تصبحوا على خير ولما تصحوا فيه حلقة جديدة

يتبع

14‏/08‏/2013

الأساطير المؤسسة للعقل العربي 5


"المهلهل والثأر غير المحدود"

بعد ما فشلت المفاوضات بين بكر وتغلب وانتهت كل الوساطات، ما عاد فيه غير خيارين، الأول أنه بكر تسلم جساس للمهلهل ليقتله، وهدا خيار مستحيل بالنسبة لقبيلة بكر او غيرها، لأنه بيهدم الأساس اللي بني عليه المفهوم القبلي ككل، وما ضل إلا خيار الحرب على الرمل "لأنه ما كان فيه طاولة بوقتها"

وإذا كان طرفي الحرب خيارهم محسوم، فكانت كل الأنظار موجهة لمواقف القبائل التانية اللي عايشة بنفس المنطقة بالأخص قبيلة ابن عباد، وإذا كان الرجل شارك بمحاولات الوساطة بفترة المفاوضات، وهدا موقف انحسب أنه أقرب لبكر، فلما إجى قرار الحرب أخد موقف الحياد وهدا كان بمصلحة تغلب الأكتر عددا وعدة، واخترع لنا المقولة اللي لسى منقولها على الطالعة والنازلة: "هذه حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"

وهدا الموقف أعجب كل القبائل "الحياد السلبي" وقعدوا يتفرجوا على الحرب كأنها فيلم سينما أو نشرة أخبار المسا!!!

لا ناقة ولا جمل!!.. لا ابيض ولا أسود!!.. خلت الرمل أحمر.. وخلت الدم مية!!!

وهيك بنى المهلهل شرعية حربه ضد بني بكر وهي من نفس الجذر القبلي لتغلب، وهدا كان غريب على عادات العرب، اللي اتعودت على حروب القبائل المتباعدة بينما التحالفات بتكون عادة بين القبائل المتقاربة، الأقرب فالأقرب!

وهيك يا سادة يا كرام بدأت حرب البسوس.. والغريب أنه بكل المعارك تعمد المهلهل أن يتجنب المواهجة مع جساس شخصيا أو حتى يسمح لحدى من تغلب انه يقتله، يمكن لأنه هدا كان رح يقتل شرعية الحرب اللي أرادها ممتدة بلا نهاية وكأنها غاية بحد ذاتها وليست حرب لتحقيق هدف، ويمكن صارت حياته مستمدة من بقاء الصراع بلا نهاية!!!

"لا حدى يقول لي اتذكرت شي، أنا بس عم قول لكم اللي صار بوقتها ما دخلني باللي صار بعدين لهلق وللمستقبل"

ما بعرف إذا كان غريب والا هو الطبيعي أنه المهلهل اللي كان سكران "مطبل بالدنيا مزمر بالآخرة" طوال السنين اللي كان كليب عم يصارع فيها للسلطة والاحتفاظ فيها بدون ما يظهر اي اهتمام او موقف.. لا مع لا ضد.. لا بين وبين!!! وبعدين وبلحظات ينقلب لهدا الموقف المتعنت لحد الجنون "وكان عصي على تفسير الرواة لدرجة انه ما اتفق عليه اتنين منهم!!!"

والموقف الأغرب أنه بعد سلسلة معارك حقق فيها انتصارات كبيرة على ابناء عمومته "وحطوا لي عشر خطوط تحت ابناء عمومته، لأنه لهلق كلنا أبطال على أبناء العمومة والأخوال وما منتحمل منهم كلمة أو هفوة!!!" وقتل منهم كتير من الرجال، وكل ما إجى لعنده وفد ليطرح عليه سؤال: أنه ما بيكفي هدا ثأر لكليب؟ وما صار وقت المصالحة؟ كان يجاوب أجوبة غريبة أحسن وصف إلها إنها بتذكرني بأجوبة واحد كل ما حكى بيقولوا عنه مفصول عن الواقع!

وأغربها –أو أجنها- مقولته لما قتل وائل ابن عباد!!!

يتبع

 

12‏/08‏/2013

الأساطير المؤسسة للعقل العربي 4


"اليمان والمفاوضات المستحيلة"

 متل أي أزمة هلق كانت أزمة ناقة البسوس اللي تصاعدت من تحدي العجوز للسلطة، للعنف في الرد بقتل الناقة، لرد الفعل الأعنف بقتل كليب.. صارت الأزمة في ذروتها، وصار لازم إلها حل سلمي "بالمفاوضات" أو حل عسكري "الحرب"

ومتل طبيعة أي أزمة من هدا النوع في المجتمعات البشرية بالمستقبل او الحاضر او الماضي بيكون الحل السلمي مقدم إذا كان فيه إمكانية للوصول لحل عبر المفاوضات قبل إعلان الحرب

وهيك صار في تلك البقعة من صحراء العرب الواسعة، فإجت الوفود لمضارب قبيلة تغلب، لتستكشف شو مطالبهم لنزع فتيل الحرب؟

وكان بهديك البقعة القصية من عقلي واحد سكران لحظة وقوع الحدث، وما بعرف إذا كان صحي دغري لما بلغوه بمقتل كليب وإلا قال "متل ما قال صاحب المعلقة الأشهر على الجدران الداخلية لرأسي": اليوم خمر وغدا..

وهدا السكران الثمل، هو اللي رح يكون أشهر ممثل بتاريخ الدراما العربية ما قبل اختراع السينما والتلفزيون!

والقدر شاء أنه يكون هدا المدمن هو ولي الدم في أكبر أزمة تمر على الصحراء العربية بوقتها، وكل الوفود كانت لازم تحكي مع المهلهل شخصيا لأنه مفتاح الحرب والسلم في المنطقة

المهلهل ضل لابس دور السكران خلال المفاوضات "لو انه كان صاح" وقال: أنا ما بدي شي بس تلبوا طلبات اليمان بنت كليب، وكان هدا شي غريب عن عادات العرب أنه ينربط هيك قرار بطلبات بنت لم تصل البلوغ! وكان هدا بحد ذاته استفزاز فظيع للوفود والوسطاء واستخفاف كبير، يمكن ما خلاهم يقبله إلا الخلفية التاريخية لشخصية المهلهل اللي كانت ماتت أصلا يوم موت كليب، بس ما كان حدى حاسس بهدا الانقلاب لسى

المهلهل كان لقن بنت أخوه كلمتين بس ما تحيد عنهم مهما صار: "أريد أبي حيا"

وهيك نفذ المهلهل خطته الاولى بأنه ما رفض التفاوض والوسطات، وبنفس الوقت ما ترك غير خيار الحرب اللي كان عم يستعد لها  من أول لحظة، بين ما ترك أمل عند الأطراف التانية انهم عم يفاوضوا بنت صغيرة ممكن تأثر عليها أمها أو أخوالها اللي الحرب رح تقوم ضدهم، بدون ما ينتبهوا أن حملة ديماغوجية كبرى "مركزة على شخصية كليب وقيمته.." كان المهلهل عم يمهد فيها للحرب خلت أم اليمان ذات نفسها في صف تغلب، وخلت تغلب كتلة واحدة متراصة ورا قرار حرب "يمكن ما كانت قدرا مقدورا" وخلت المفاوضات فاضية، ومجرد كسب وقت..

هلق أنا ما بدي أكون مبالغ إذا قلت أني حاسس أنه كل المفاوضات بالتاريخ العربي اللاحق.. ويمكن لحد الآن صانعها المهلهل بطل هوليود العرب ما قبل السينما.. مفاوضات الشرط المستحيل، والحل الوحيد الذي لا ثان له

يتبع

 

 

 

 

 

 

 

10‏/08‏/2013

الأساطير المؤسسة للعقل العربي 3

"جساس السلاح أسهل الحلول"
لو ما كانت القلوب مليانة والأمور واصلة لأخر حد، لكانت حادثة قتل ناقة البسوس مرت بدون تعقيد، مهما ندبت وانبحتت "العجوز الشمطاء" وقالت الأشعار.. ويمكن كان أكبر شي ممكن يصير أنه يقبلوا بدية "تعويض" أو يشتروا لها كم ناقة بدلها، أو..
بس أنه يصير كل هدا التهيج والتحريض خلال أيام على هالناقة اللي حلبت دم ما إله أول من أخر!
أكيد الموضوع كان أكبر من ناقة! وما بعرف اذا كان ممكن يكون أقل من حرب سبعين سنة!
المهم بلا طول سيرة، أنه جساس اللي كان فارس قبيلة بكر ونتيجة التحريض اللي صار اختار يكون بادي المواجهة متل ما كانت عمته البسوس بادية التحدي للسلطة وخسرت خلالها كل ما تملك في الدنيا "ناقة الدم"
وما بعرف إذا كان معقول أنه تروح الأمور للمواجهة المسلحة بين جساس وصهره -زوج أخته- كليب!!
بس حسب "ما وراء الخبر" في الجزيرة، أنه جساس كان موتور.. ودافن حقد عميق على ابن عمومته وصهره كليب من يوم ما اختارته القبائل ليكون ملك عليهم لما يتمتع به من شهامة وفروسية وكرم.. وما حدى اعطى صوته لجساس او جاب سيرته حتى!.. ومن يومها كان ناطر لحظة مناسبة يقدر فيها ينقض عليه.. وأنه هو اللي دفش عمته البسوس لترعى ناقتها بمرعى كليب ليستفزه، ويوقعه بالغلط..
وحسب ما جاء في حصاد اليوم: أن جساس الشرير لأنه ما كان قد مواجهة كليب لطى له في مكان مخفي واستناه لما مرق وقذفه بسهم مسموم في الظهر بكل حقد ولؤم بدون أي كلمة، وهرب بعد ما أتأكد أنه مات..
وعلى قولهم انه الشغلة واضحة وأنه جساس الشرير تبع الفيلم وباينة من اسمه "على أساس اسم كليب أنظم يعني!"
أما برنامج بانوراما عالعربية كان تحليلهم: أنه لما شاف جساس التهيج والغضب اللي صار بقبيلته لما عُقرت الناقة.. وأحس أنه الأمور ما جاية على خير.. فركب فرسه وراح يقابل صهره كليب ليطلب منه أنه يساوي شي يهدي فيه الخواطر ويمتص الغضب.. يعني مثلا يقدم اعتذار رسمي.. أو يبعت له وفد..
بس كليب الملك الجبار المتعنت.. اللي ما بيسمع النصيحة، رفض حتى مجرد أنه يقابله أو يسمع منه، ودار ضهره إله ومشي باستهزاء مهين.. ورفض كل مناشدات جساس أنه يلتفت إله ويسمع منه.. بالآخر لما يئس منه.. طلب منه أنه يبارزه وجه لوجه متل الرجال، بس كليب ضحك باستهزاء وضل ماشي
وحسب ما جاء في "آخر ساعة" أنه جساس انفعل وضرب الدم براسه وشد النبل لآخره وهو عم يترجى كليب أنه يستجيب لمطالب الناس بلا فائدة، وفجأة طلع السهم بالغلط وبلحظة وقع كليب عن حصانه وطب ساكت، وجساس وقف مذهول أمام الجثة وضل ساعات عم يبكي فوقها وهو مو مصدق أنه رمّل أخته ويتم أولادها.. بعدين توارى عن الأنظار وهو خجلان من حاله..
على كل نقوا لكم شي رواية من الروايتين لبين ما نرجع بالحلقة الجاية
يتبع
 

06‏/08‏/2013

الأساطير المؤسسة للعقل العربي 2


"البسوس ونزعة التمرد"

حكينا بالحلقة الماضية عن انبهار كليب بالتجربة اليمنية السعيدة وحلمه بنقل هالتجربة لمضارب قومه.. وبالنسبة إلي شخصيا أنا مصدق أنه كليب كان مقتنع بحلمه تماما "في البداية على الأقل".. ولولا هيك ما كان قدر يقنع الناس فيه، أو يجبرهم السكوت عليه "الله أعلم"

بس بالنهاية، السياسة ما بتعترف بالنوايا والأحلام.. وإذا صدقتها أو أعطتها فرصة فبتكون أقصر بكتير مما يتخيل صاحب المشروع.. لما يصير صاحب سلطة

الناس بدها نتائج تشوفها وتحسها على الأرض، وإذا ضلت الإنجازات مجرد قصائد شعر وشعارات.. وجرش حكي، فبتبدى حركة التململ، ثم يتلوها حركة التذمر.. وإذا ما قمعها النظام "لو كان ديكتاتوري" او عدّل وضعه "إذا كان ديمقراطي" فيمكن تتحول لحركة تمرد.. وكل حركة تمرد لازم يكون إلها رأس حربة يجاهر بهدا التحدي

وفي تلك المضارب كان في فيه وحدة اسمها البسوس، كنت مفكرها عجوز شمطاء من غابر التاريخ، أشعلت حربا ضروص، وقعدت تضحك وتقهقه، وما كنت عارف أنها ساكنة بزاوية مظلمة من زوايا رأسي

وأظن أن البسوس ظهرت بالرواية مو فجأة، ولكن بعد حركة تململ ثم تذمر من مجتمع بدوي ما كان عنده مشكلة يروح عالحرب او عالسلم –بدون مناقشة- ورا قرار سلطة "فردية" بس عنده مشكلة أكيدة بالانصياع لقواعد وقوانين تحد من حركته اوتلزمه بسلوك معين

والبسوس كان عندها ناقة واحدة بس، وحسب ما ذكرته قناة الجزيرة بأنها كانت ناقة عجفاء جرباء ما تسوى فلسين، أما قناة العربية تقول: أنها ناقة عفية جميلة ليس لها مثيل في جزيرة العرب!

وما بعرف إذا كان مجرد كيد نسوان عجايز بس خلاها ما تحب ترعى ناقتها إلا بالمرعى الملكي "المحرم" وإلا هي نزوة الإنسان الأبدية بالتمرد على المحرّم من لحظة آدم وحوى

وإلا هي الفعل الطبيعي لتحدي سلطة فقدت القناعة بشرعية وجودها أو جدواها.. والإحساس أنها سلطة محتكرة منحازة وغير عادلة.. ولا مؤتمنة على الحاضر او المستقبل

ويمكن سياق الاحداث التالية بيفسر كم كان الاحتقان كبير بين الطرفين اللي خلى الأمور تروح لحرب دامية بأسرع مما حدى اتخيل!

وهكذا قال الراوي يا سادة يا كرام نقلا عن قناة الجزيرة: أن كليب قد خاف على نياقه –اللي هي ثروة وطنية- من الجرب المتغلغل في ناقة البسوس وبعد ان وجه لها الكثير من الدعوات لسحب ناقتها من المرعى الملكي لكنها رفضت التجاوب مع دعواته مما أجبره على التخلص منها حرصا على الثروة القومية، وقد استخدم تقنبة القتل الرحيم لعملية الانقاذ الوطنية..

أما الراوي الذي نقل عن العربية: أن كليبا أول ما رأى ناقة البسوس في مرعاه المحتكر استعرت الغيرة في قلبه واشتعل الغضب والحقد.. فأطلق عليها سهما مسموما في ضرعها العفي، فجعل اللبن مختلطا بالدم الذي سال على رمال صحراء العرب..

والحقيقة ان سهم كليب قد خلط أيضا كل الأوراق..

يتبع
 

 

 

05‏/08‏/2013

الأساطير المؤسسة للعقل العربي " 1 "


مقدمة

بيجوز يعتقد البعض انه الاساطير هي مجرد حكايات بتنقال بالمقاهي والسهرات.. او هي مجرد خيال.. او ماضي سحيق، ما عاد إله أثر

بس لما بيكون فيه بعض الأساطير بتكرر بشكل متواتر بخطها العام بس مع تغير باللباس والاسماء والتفاصيل.. بتكون حاكمة للعقل الجماعي للمجتمع بدون ما نشعر..

من اهم هالأساطير هي سيرة المهلهل ابو ليلى اللي سردت عبر تاريخنا مئات آلاف المرات بأشكل متعددة.. والاسم لحاله لغز، ليش تم هدا التحوير لأنه الحقيقة أنها سيرة حرب "البسوس"، اللي لازم نبحث عن جذورها لنشوف إذا إلها فروع في حاضرنا، وإلا هي مجرد اسطورة فعلا بتنحكى للتسلية بالليالي الخالية

 
"كليب والتجربة الانبهارية"

قال الراوي يا سادة يا كرام "بعد الفطار والذي منه.."  أنه كليب كان شيخ  "أهله وعشيرته" وكان متل كل شيوخ العشاير بهداك الوقت اللي عايشة بصحراء العرب وكانت إله سلطة وكلمته مسموعة..

بس كليب بيوم من الأيام صار له رحلة إلى بلاد اليمن "اللي كان سعيد" وبهي الرحلة شاف شي بحياته ما شافه.. فالرجال انبهر بالاشياء اللي شافها عند سعداء اليمن.. وبعملية ضرب أخماس بأسداس بسيطة خلال أيام.. طلع معه أنه ممكن ينسخ التجربة اليمنية السعيدة إلى مضارب قبيلته التعيسة!

وأهم شي من نسخة كليب كان أنه يتحول من شيخ عشيرة إلى ملك "يملك ويحكم" طبعا

وفيما يبدو لي "حسب تحليلي الشخصي" أنه الجماهير الكادحة بوقتها بالقبائل اللي كانت عايشة بهديك المنطقة اقتنعوا او استسلموا لحلم كليب بأنه لو قبلوا فيه ملك رح يصيروا متل سعداء اليمن إذا مو أسعد كمان!!

وهيك يا سادة يا كرام أخد كليب الشرعية و صار ملك على الرعية.. ولف الزمن ودار.. وهالحلم السعيد لا كان ولا صار.. إلا بالقصائد والأشعار "لإنو بوقتها ما كان فيه نشرات أخبار" ومسكين هالملك ما كان عنده قناة الجزيرة ولا الدنيا.. ولا "صوت الصحراء" حتى!  كلهم كم شاعر وكم ربابة ومع هيك قدروا يخلوا سيرته عايشة الف خمس مية سنة!

بس مو هون بيت القصيد، بيت القصيد انه الناس بعد هالزمن حسوا أنه ما فيه شي اتغير بحياتهم للأحسن، وبالعكس تماما، لأنه ملك البدو أولا ما قدر يطلع من جلده "قصدي من فكرة الانتماء القبلي" وضل عم يتصرف أنه ابن قبيلة تغلب بكل تبعاتها بدون ما يستوعب أنه صار من المفروض أنه ملك لكل القبائل اللي قبلت فيه، وبدون ما يستوعب أنه الشرعية اللي أخدها أصلا هي شرعية الحلم اللي طرحه، ومو شرعية أنه قبيلته هي الأقوى والأكتر عددا وعدة بين القبائل اللي صارت خاضعة لنفوذه  وسلطته وبس

وبطبيعة الحال متل اي نظام - بالماضي او الحاضر او المستقبل- بيحتكر السلطة رح يحتكر الثروة كمان، صحيح الأعراب بهداك الزمان ما كان عندهم شي يذكر "كم شاة وكم ناقة.. وصلى الله وبارك.." مع هيك صار احتكار اهم ثروة! فبيوم من الأيام الملك كليب أصدر فرمان "شفهي أكيد" باحتكار أحسن مرعى في المنطقة.. ومنع أي حدى يرعى فيها غير نياقه الملكية المدللة..

طبعا شو تبريره لهدا القرار؟! مو متذكر والله، أو أنه الروايات مشوشة بشأنها "يعني معظم الرواة اعتبروها شغلة عرضية تافهة بالقصة كلها!!!"  بس أظن أنه في كتير تبريرات عبر التاريخ لهيك قرار.. بإمكانكم تختاروا شي واحد منها من هون ليصير وقت الحلقة التالية

يتبع