13‏/11‏/2011

دم على ورق

قال مندوب النظام أن قرار الجامعة لا يساوي الحبر الذي كتب به.. متناسيا أن القرار لم يكتب بالحبر بل كتب بدماء أربعة آلاف شهيد، وآلام عشرين ألف معتقل، وأشواق ثلاثين ألف مشرد.. وتوق عشرين مليون سوري للحرية والكرامة..
لذلك جاء قرار الجامعة اليوم مهما جدا وعظيما جدا لعدة أسباب:
  • لم نتعود من قبل أن تكون قرارات الجامعة سريعة بهذا الشكل، وغالبا ما كانت تأتي غير واضحة ومطاطة وحمالة أوجه.. ونتمنى أن تكون هذه سابقة يقاس عليها لتفعيل دور هذه المنظمة في كل القضايا الإقليمية
  • جاء القرار بما يشبه الإجماع.. فرفض لبنان في ظل الحكومة الحالية لا يعول عليه لأنه أصبح مرتهنا لفصيل بعينه.. واليمن سيكون هذا اخر تصويت له في ظل نظام صالح وكل العالم يعرف موقف الشعب اليمني من القضية السورية بل استطيع القول انه اصبح هناك ارتباط عضوي وعاطفي وثيق بين الثورتين السورية واليمنية.. أما العراق فلا يشك أحد انه واقع تحت احتلال أمروفارسي.. وإن نجاح الثورة السورية هي المقدمة الأكيدة لتحريره عسكريا وسياسيا..
  • جاء القرار مطمئنا لكل فئات الشعب السوري المتخوفة من مخاطر التدويل.. حيث حصر التدويل بالمنظمات الانسانية والأمم المتحدة وربطها بالتنسيق مع المعارضة السورية
  • إن دعوة كافة اطياف المعارضة السورية للاجتماع في مقر الجامعة العربية هي أهم ما في القرار من الناحية السياسية لإيجاد رؤية موحدة وحل للخروج من المرحلة الانتقالية بأقل الخسائر
  • إن دعوة الجامعة الموجهة للجيش السوري بشكل مباشر لعدم المشاركة في أعمال القتل يعتبر خروجا عن كل تقاليد الجامعة التي دأبت على تأكيد عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لأعضاءها وكان طموح كل الشعوب العربية وبالأخص في سورية –قلب العروبة النابض- بكسر هذه القاعدة.. وقد حققتها تضحيات الشهداء والرجال الذين نزلوا بصدورهم العارية متحدين الموت والرصاص الحي
إنني متأكد أن هذا القرار لن يمنع النظام من القتل.. بل سيدفعه لممارسة عنف وإجرام أكبر وربما تكون الخسائر البشرية في الأيام القادمة أكبر.. ولكنه بالمقابل سوف يشكل دعما معنويا كبيرا للشعب السوري وتشجيع الفئات الصامتة على الانضمام لصفوف الثورة وانشقاق المزيد من عناصر وضباط الجيش.. وربما نشهد أيضا انشقاقات سياسية وتصدع منظومة الحكم الشمولي  لأعتى نظام توتالوري إجرامي في العصر الحديث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق