05‏/11‏/2011

الرجل الذي باع نفسه للشيطان



سأل صديق على الفيس بوك عن مصدر قصة ( الرجل الذي باع نفسه للشيطان) التي ورد ذكرها في مقالي السابق (حسون الملعون) فقد أحب الاطلاع على مضمونها.. وأنا شعرت أن ذلك قد يكون جيدا أيضا
فهي إحدى القصص العالمية.. وقد قدمها التلفزيون السوري في أواسط الثمانينات من ضمن سلسلة بعنوان قصص عالمية أو قصص من العالم، لا أذكر تماما.. لكنه كان برنامجا مدبلجا للعربية بحرفية عالية وكان يرافق رواية القصص مشاهد تمثلية – حقيقية غير كرتونية- متقنة..
ومختصر القصة: أن رجل فقير كان يتمنى ان يصبح غنيا وصاحب نفوذ وسلطة.. فتجسد له الشيطان وعرض عليه ان يشتري منه نفسه ويجعله من الأثرياء.. فكان عرضه أن يحضر له كل ليلة مبلغا من المال وكمية من الذهب لمدة عشرين سنة بشرط أن لا يستحم، ولا يحلق شعرة من جسمه، ولا يستخدم العطر أو الطيب حتى انقضاء الأجل.. ويستطيع في أي لحظة أن ينسحب من هذا العرض، وما عليه من شيء إلا أن يخسر كل النقود والذهب الذي حصل عليه..
وافق الرجل وأبرم العقد، وقد حسب حساباته: بأن عمره آنذاك خمسة وعشرين عاما فلو خسر عشرين عاما سيكون مليونيرا في الخامسة والأربعين، ويستطيع أن يعيش باقي حياته في رغد وهناء..
في الأشهر الأولى شعر بسعادة غامرة وهو ينفق من المال كيف ما شاء دون أن ينفذ.. لكن مظهره أصبح مزريا ورائحته باتت كريهة فبدأ ينعزل عن الناس حتى لم يعد قادرا على الخروج من بيته إلا للضرورة..
بقي على هذا الحال سنوات.. أصبح منظره ورائحته لا تطاق.. وحالته النفسية أيضا أصبحت مزرية بسبب الوحدة والانعزال.. في حين تراكم لديه كمية كبيرة من المال والذهب..
وفي لحظة قرر أن يخرج للشارع ليوزع قسما من المال والذهب على الناس ليتواصل معهم.. لكن كل من شاهده فر من منظره ورائحته.. وقد فشل في التواصل عديدا من المرات.. وفي كل مرة كان يعود إلى بيته خائبا تراوده فكرة أن يفسخ عقده مع الشيطان ويرتاح.. لكنه كان ينظر لأكوام الذهب والأموال.. ويتذكر كم قاسى للحصول عليها.. ويحسب كم باقي من الوقت لانتهاء الأجل، تدغدغ خياله الأحلام للقادم من الأيام بعد ذلك.. فيعدل عن عزمه، وهكذا استمر الحال..  
وذات يوم من الأيام قرر سكان الحي أن يكسروا باب بيت تنبعث منه رائحة كريهة جدا.. فوجدوا جثة متعفنة بين أكوام من المال والذهب..
وكم من رجال باعوا أنفسهم للشيطان!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق