30‏/11‏/2011

الإعدام بالغاز


سقط نظام بشار.. والله وقعه بإيدين الحماصنة.. و خطفوه لحمص.. وعقدوا له مجلس حمصي طارئ بساحة الساعة الجديدة.. وبنتيجة المشاورات حكموا عليه بالإعدام.. واعطوه أربع خيارات
1-      الإعدام بالمشنقة 2- الإعدام بالكهربا 3- الإعدام بالخازوق 4- الإعدام بالغاز
قال لهم: ممكن احذف إجابتين..
الكمبيوتر الحمصي حذف له (المشنقة والكهربا)
قال لحاله: ممكن استعين بصديق!! بس بعد سقوط الكرسي ما فيه صديق!! إيه.. إذا باتصل على خامنئي ذاته ما بقى يتعرف علي
وإذا بدي استعين بالجمهور أكيد رح يختاروا لي الخازوق
رد عليهم: الرابع.. الغاز
متأكد؟؟!
متأكد
جواب نهائي؟؟؟
جواب نهائي
أخدوه على غرفة الإعدام بالغاز.. وهي غرفة متر ونص بمتر ونص وارتفاعها أكتر من عشر أمتار.. وقفلوا الباب
لما فاق بشار من الصدمة اتطلع لفوق، لاقى الغرفة بلا سقف.. ولاقى على الزاوية في سلم  واصل لفوق..
قال خليهم يضخوا غاز ليشبعوا.. الحمد لله اللي وقعني بإيدين الحماثنة الهبلان.. وما وقعني بإيدين الحموية..
وطلع على السلم ركيد بأقصى سرعة..
لما وصل لنص الإرتفاع، اتطلع لفوق..
شاف واحد حمصي رافع بإيدتينو جرة غاز.. و جاهز على شد الزناد

29‏/11‏/2011

البطنة تذهب الفطنة

فوق أزمة المازوت، وأزمة الغاز، وأزمة الكهربا.. اللي إلها شهور.. وأزمة الثقة اللي إلها سنين.. زاد على الطنبور نغما بأزمة أدوية رهيبة بعد المؤتمر الصحفي التاريخي اللي ساواه وليد المعلك..
والله وكيلكم إذا بتدروا كل صيدليات سورية هلق ما بتلاقي حبة ضغط.. أو حبة منع الإقياء.. أو حبة منع الإسهال.. ولا أي مسكن أو حب وجع راس.. ولا أي دوا إله علاقة بالقلب.. أو الكبد..
يقطع عمره شي غليظ!!!
شي بارد (وهي بالشامي مسبة مو قليلة) وبالفلاحي بقولوا: أبرد من طين الشتا!!!
وهلق بزمن الثورة.. منقول: ابرد من غرفة على السطح بلا طاسة مازوت.. يقطع عمره شي طاسة!!!
حاولت لاقي من العلاك اللي اجتره شي اقدر علق عليه ما لا قيت شي يستهل الملقط اللي بدي علق فيه..
يضرب بهالمنطق!!!
بس أول ما شفته – يضرب له بهالكسم- ذكرني بالنكتة المشهورة: لما تشرشل التقى مع برنارد شو فقال له: اللي بيشوفك بيفكر أنه في مجاعة ببريطانيا.. جاوبه بسرعة: واللي بيشوفك بيعرف سبب هالمجاعة.. وكان سمين زيادة..
ورغم إنه لكل قاعدة شواذ، فما كذب اللي قال: البطنة تذهب الفطنة.. فإذا كان هدا البطين قال: هدول ما بيعرفوا تاريخ سورية.. فمنقول له نحن منعرف منيح انه جنابك عندك كتاب بيحمل اسمك عن تا ريخ سورية الحديت – يا إنك ألفته وقت اللي كنت نحيف، يا إنك لاطشه  متل طلاس – وهو بيغطي من مطلع القرن الماضي لنهاية الخمسينات وما ننكر أنه واحد من المراجع المهمة في دراسة تاريخ سورية بس يبدو أنه تركم الدهون والشحوم بيروح الذاكرة، مشان هيك منقول لك ارجع اقرأ كتابك نفسه لتعرف مين شعب سورية.. يا معل..

23‏/11‏/2011

مطر.. يا غياث مطر

يفتح غياث عينيه قليلا
يبهره النور
يغمض غياث عينيه طويلا
يغمره الصمت
يحرك ذراعية الغضتين
يرسم في الفراغ كلمات غير مفهومة
يسكن غياث في بوتقته الصغيرة
يخجل من كثرة العيون التي تراقبه
يسكن تعبا.. مدهوشا
يستعجل غياث  في الرحيل
ويتأخر غياث عن موعد الوصول
يخجل من كثرة العيون التي ترقبه
يأتي على مهل كعادته
لا يلوح للمنتظرين مثل الأبطال
ويبكي.. يصرخ.. مثل الأطفال
يسكن غياث في اللحد مثل الرجال
ويغمض عينيه طويلا
يسكن غياث في المهد مثل الأطفال
ويفتح عينيه طويلا
يغمره النور.. ونظرات ملهوفة
تحدق فيه طويلا
تتأمل قسماته غير المفهومة
يسمع تكبيرات.. لا يبصر قائلها
تنفرج الشفتان قليلا
وشُبه لهم.. طيف ابتسامة غير مفهومة
فيسكن في المهد قليلا
تتسمر نحوه العيون.. بنظرات مهمومة
يصرخ غياث.. يبكي منزعجا
خذوه فأرضعوه..
يسكن في المهد قليلا
يصرخ غياث.. يبكي ثانية..
خذوه فغسلوه
................
يبكي.. يصرخ من جديد
خذوه فغيروا ملابسه
.................
يبكي.. يصرخ
خذوه..
ماذا تريد يا غياث؟؟!
خذوه.. خذوه
اعطوه.. اعطوه
أي شيء يريد أعطوه
يصرخ.. يصرخ..
ولا أحد يفهم
أن غياث يريد: مطرا.. وحرية
مطرا.. وحرية

22‏/11‏/2011

نظام السفرجل

قال شو بدكن حرية!!
طيب هي الحرية.. ما فيه مازوت.. مافيه غاز.. ما فيه كهربا.. مافي.. وبالآخر ما في حرية كمان
يعني النظام البائد هلق عم يحاول يربط ما بين الأزمات المعيشية والمطالبة بالحرية، وكأنه قبل هيك كنا عايشين بجنة عدن!! (قبل ثورة اليمن طبعا)
طيب أنا عمري من عمر النظام تقريبا (الأب والابن والروح النىجس) ومن يوم ما وعيت على الدنيا وأنا ما بسمع إلا بأزمات.. وما بتلحق أزمة تخلص إلا بتبدى أزمة تانية أو بتلحقها قبل ما تخلص.. هدا غير الأزمات المزمنة.. والأزمات المتناوبة اللي  بتروح وبتجي، بتطلع وبتنزل، بس ما تنتهي..
 من أزمة الإسمنت ومواد البناء.. لأزمة السكن.. لأزمة الكهربا.. لأزمة المية.. لأزمة المواصلات..لأزمة التضخم.. لأزمة البطالة والفقر.. لأهم أزمة اللي هي أزمة الثقة.
ولسى ما نسينا فترة التمانينات اللي كان فيها أزمة كل شي.. حتى أزمة فراطة.. وياما صفينا ادوار وطوابير على السمنة والزيت والسكر و.. وعلب المحارم..
وحتى الليمون والبصل والبندورة.. والطحين صار عليها أزمات لفترات طويلة مع أنها منتجات وطنية.. مو متل الموز مثلا اللي أزمته صارت من أساطير الشعب السوري.. وكل الشعوب العربية كانوا يعلموا اولادهم انه حرف الراء متل الموزة ونحن كانوا يقولوا لنا وقتها أنه الموزة متل حرف الراء!!!
يعني الأزمات على أبو موزة.. وشو بدنا نتذكر من هدا النظام اللي ما عيشنا يوم هني بكل العمر.. يعني متل السفرجل كل عضة بغصة.. وكل غصة بدمعة.. وكل دمعة بوجع.. وكل وجع بمرض.. إيه.. هلك بدنا وتلف أعصابنا  و افنى أعمارنا، أربعين سنة!!  وهلق جاي يقول: أنه الحرية او المطالبة بالحرية سبب الأزمات!!!!!!!!
إيه يروح ياكل ... سفرجل
منعرف أنه عندنا كتير أزمات ما رح يحلها سقوط النظام بس أكيد سقوط النظام –نظام الأزمات المزمنة- هو البداية الحقيقية لحل أي أزمة بهالبلد
طبعا النظام متخيل أنه ما فيه اي احتمال انه يسقط متل كل ديكتاتور، فعلى ذكر السفرجل اتذكرت أنه لما سقطت نظم أوربة الشرقية سألوا تشاوشيسكو إذا كان فيه احتمال يصيبه ما اصابهم، فقال: متل احتمال أنو يحمل شجر الحور سفرجل.. مشان هيك لما طلعت المظاهرة الكبرى ضده حملوا أغصان حور وعلقوا فيها  حبات سفرجل.
أنا باقترح على شباب الثورة انهم يسموا جمعة باسم (جمعة السفرجل) ولا تظنوا أنه النظام ما رح يفهم معناها، لانه حافظ كان كتير معجب بتشاوشيسكو واخد معظم خبرات نظامه منه، ولما سقط اصابته حالة رعب.. ولازم بشار يتذكر مصيره

13‏/11‏/2011

دم على ورق

قال مندوب النظام أن قرار الجامعة لا يساوي الحبر الذي كتب به.. متناسيا أن القرار لم يكتب بالحبر بل كتب بدماء أربعة آلاف شهيد، وآلام عشرين ألف معتقل، وأشواق ثلاثين ألف مشرد.. وتوق عشرين مليون سوري للحرية والكرامة..
لذلك جاء قرار الجامعة اليوم مهما جدا وعظيما جدا لعدة أسباب:
  • لم نتعود من قبل أن تكون قرارات الجامعة سريعة بهذا الشكل، وغالبا ما كانت تأتي غير واضحة ومطاطة وحمالة أوجه.. ونتمنى أن تكون هذه سابقة يقاس عليها لتفعيل دور هذه المنظمة في كل القضايا الإقليمية
  • جاء القرار بما يشبه الإجماع.. فرفض لبنان في ظل الحكومة الحالية لا يعول عليه لأنه أصبح مرتهنا لفصيل بعينه.. واليمن سيكون هذا اخر تصويت له في ظل نظام صالح وكل العالم يعرف موقف الشعب اليمني من القضية السورية بل استطيع القول انه اصبح هناك ارتباط عضوي وعاطفي وثيق بين الثورتين السورية واليمنية.. أما العراق فلا يشك أحد انه واقع تحت احتلال أمروفارسي.. وإن نجاح الثورة السورية هي المقدمة الأكيدة لتحريره عسكريا وسياسيا..
  • جاء القرار مطمئنا لكل فئات الشعب السوري المتخوفة من مخاطر التدويل.. حيث حصر التدويل بالمنظمات الانسانية والأمم المتحدة وربطها بالتنسيق مع المعارضة السورية
  • إن دعوة كافة اطياف المعارضة السورية للاجتماع في مقر الجامعة العربية هي أهم ما في القرار من الناحية السياسية لإيجاد رؤية موحدة وحل للخروج من المرحلة الانتقالية بأقل الخسائر
  • إن دعوة الجامعة الموجهة للجيش السوري بشكل مباشر لعدم المشاركة في أعمال القتل يعتبر خروجا عن كل تقاليد الجامعة التي دأبت على تأكيد عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لأعضاءها وكان طموح كل الشعوب العربية وبالأخص في سورية –قلب العروبة النابض- بكسر هذه القاعدة.. وقد حققتها تضحيات الشهداء والرجال الذين نزلوا بصدورهم العارية متحدين الموت والرصاص الحي
إنني متأكد أن هذا القرار لن يمنع النظام من القتل.. بل سيدفعه لممارسة عنف وإجرام أكبر وربما تكون الخسائر البشرية في الأيام القادمة أكبر.. ولكنه بالمقابل سوف يشكل دعما معنويا كبيرا للشعب السوري وتشجيع الفئات الصامتة على الانضمام لصفوف الثورة وانشقاق المزيد من عناصر وضباط الجيش.. وربما نشهد أيضا انشقاقات سياسية وتصدع منظومة الحكم الشمولي  لأعتى نظام توتالوري إجرامي في العصر الحديث

11‏/11‏/2011

انا بين نارين

من كام يوم وأنا عم تضل ترن براسي اغنية (انا بين نارين) لأني بصراحة بين نارين حقيقة.. يعني إذا قلت إني مع الحماية الدولية للشعب السوري.. فأنا عارف تماما انه هدا شي مو بإيدنا وما بعرف شلون رح ينفذوا هالحماية.. ومتأكد أنه هدا رح يكون إله تمن كبير.. ما بعرف مين رح يدفعوا انا والا اولادي والا أحفادي.. طيب إذا انا كنت مو مع الحماية الدولية.. فكل يوم عم يستشهد العشرات ويعتقل المئات وينهان الآلاف تنذل الملايين من شعبنا.. (انا بين نارين)
أنا عم حاول كون مع مبادرة الجامعة العربية.. وبتمنى من قلبي أنه تنجح أو تقدر تقدم شي.. بس ما شايف انها قادرة تساوي شي مستاهل ولا انا واثق انه قرارها مستقل.. طيب أنا ضد مبادرة الجامعة ورح قول انها ماتت او انولدت ميتة.. طيب شو البديل؟؟
تدويل القضية أكيد.. بس يمكن الأعمى بيشوف انه صار توافق أمريكي روسي صيني أوربي تركي أنه التدويل لازم يصير عن طريق الجامعة العربية.. وإنه ما رح يصير تدويل لتقتنع هي الدول أنه الجامعة استنفذت فرصتها.. ولحد ما تصير عندهم هالقناعة قديش رح يكون بقي من الشعب السوري!؟
أنا مع سلمية الثورة للنهاية.. بس أكيد مو قادر لوم اللي عم يرفع السلاح أو يدعي لحمله.. ولا قادر إني اقنعه رغم اني مقتنع انه السلمية أقوى من السلاح.. يمكن لإنه النظام ما ترك للسلمية مطرح.. ولا للسياسة محل.. ولا للعقل دور
(أنا بين نارين) إذا الثورة تحولت للسلاح أنا شو بدي ساوي أنا مو زلمة سلاح أنا زلمة  قلم كلمة والكلمة ما ممكن تنسمع بين ازيز الرصاص ودوي المدافع.. وإذا الثورة ما اتحولت للسلاح مين اللي بده يكبح هالوحش الهايج ومين بده يفهم هالجحش اللي قاعد قلوبنا
إذا الثورة صارت مسلحة أكيد عدد الضحايا رح يكون كبير جدا ومن الطرفين وأنا ضده.. بس إذا الثورة ضلت سلمية مين بيقدر يضمن أنه ما يصير مدابح ومجازر
إذا الثورة تحولت لمسلحة أو تطورت لحرب أهلية أكيد رح يكون إلها امتداد إقليمي.. وأكيد رح يصير تدخل خارجي.. وبصراحة انا مو واثق انه هالتدخل الخارجي رح يكون لصالح الشعب السوري، ويمكن يصفي حساباته بالمنطقة ويخلي الشعب السوري وقودها..
بس بنفس الوقت مين قال أنه مو من أول ما بدت الثورة فيه تدخل إقليمي ودولي واضح!!
أنا متأكد أنه اللي عم تقوله هيئة التنسيق الوطنية فيه شي كتير من الصحة.. وفيه نضج سياسي.. وهدا كلام المنطق والعقل.. بس ما قادر إلا إني قول قلبي مع الثوار وتنسيقياتهم والمجلس الوطني.. وأنا بين نارين
طيب بالنهاية شو نساوي نترك الثورة ونرجع لبيوتنا كأنه شي ما صار؟؟ حتى هدا ما عاد ممكن أبدا إذا ما كان أسوأ حل بظل هيك نظام..
طيب شو الحل اليأس.. لاء يابني شعبي.. انا متأكد أنه رح ينطبق علينا قول الشاعر:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها       فرجت وكنت اظنها لا تفرج

10‏/11‏/2011

الحماية الدولية بالبيض والبندورة

ليس هناك من شك أن الجيش المصري العظيم هو من حمى الثورة المصرية العظيمة والثوار أيضا.. ولا يمكن ان ينكر أحد فضله رغم أن صمود الثوار وتضحياتهم هي الأساس في نجاحها تأكيدا.. واليوم قام الجيش المصري العظيم بإدخال تعديل على الإعلان الدستوري يفرض صلاحيات غير مسبوقة للجيش والمجلس العسكري.. وبرأيي هذا ليس غريبا.. بل أنا مستغرب من ممن يستغرب ذلك.. ففي السياسة لا يوجد أي طرف داخلي أو خارجي يقدم شيئا بالمجان ومن يقدم الحماية اليوم سوف يمد يده غدا ليقبض الثمن.. هذا ما أردت أن أوضحه لأبناء شعبي بالأخص الذين يطالبون بالحماية الدولية.. ولا أريد أن أعارضهم فقد رأيت ما حصل في القاهرة اليوم أمام الجامعة العربية لكنهم هم لم يروا ما حدث في الطرف الآخر من القاهرة.. وبصراحة لا أريد شيئا.. كل ما أريده فقط أن أعرف أو يعرفوا ما هو الثمن؟؟ وهل سنستطيع أن ندفع الثمن؟؟ ومن سيدفع الثمن؟؟
ولا حدى يقول لي أنه ما فيه ثمن!! أو أنه الثمن ليس غاليا!!
لأني وأنا أهبل واحد بسورية ما فيتة بمخي أبدا!!
ممكن يقولوا لي: إنه ما فيه حل بديل.. أو أنه الثمن ما أكبر من النتائج.. أو أي شي تاني
يمكن اقتنع بكلامهم.. أو ممكن يصفقوني كم بيضة وكم بندورية أكيد رح اقتنع غصب عن..
فهي أحسن طريقة للإقناع والحوار..
وما بخبي عنكم أني خايف وعم أرجف قصب.. ومين ما بيخاف إذا شهادة التخوين ما عاد بدها أكتر من سطرين على الإنترنيت.. وانسى كل شي قبل أو بعد..
فالنظام بدباباته وقناصته وشبيحته وجيشه الإلكتروني من أمامكم.. وثوار البيض والبندورة.. وشبيحتهم العاديين والإلكترونيين من وراءكم
وبقولوا لي ليش يا جحا صرت مجنون  

05‏/11‏/2011

الرجل الذي باع نفسه للشيطان



سأل صديق على الفيس بوك عن مصدر قصة ( الرجل الذي باع نفسه للشيطان) التي ورد ذكرها في مقالي السابق (حسون الملعون) فقد أحب الاطلاع على مضمونها.. وأنا شعرت أن ذلك قد يكون جيدا أيضا
فهي إحدى القصص العالمية.. وقد قدمها التلفزيون السوري في أواسط الثمانينات من ضمن سلسلة بعنوان قصص عالمية أو قصص من العالم، لا أذكر تماما.. لكنه كان برنامجا مدبلجا للعربية بحرفية عالية وكان يرافق رواية القصص مشاهد تمثلية – حقيقية غير كرتونية- متقنة..
ومختصر القصة: أن رجل فقير كان يتمنى ان يصبح غنيا وصاحب نفوذ وسلطة.. فتجسد له الشيطان وعرض عليه ان يشتري منه نفسه ويجعله من الأثرياء.. فكان عرضه أن يحضر له كل ليلة مبلغا من المال وكمية من الذهب لمدة عشرين سنة بشرط أن لا يستحم، ولا يحلق شعرة من جسمه، ولا يستخدم العطر أو الطيب حتى انقضاء الأجل.. ويستطيع في أي لحظة أن ينسحب من هذا العرض، وما عليه من شيء إلا أن يخسر كل النقود والذهب الذي حصل عليه..
وافق الرجل وأبرم العقد، وقد حسب حساباته: بأن عمره آنذاك خمسة وعشرين عاما فلو خسر عشرين عاما سيكون مليونيرا في الخامسة والأربعين، ويستطيع أن يعيش باقي حياته في رغد وهناء..
في الأشهر الأولى شعر بسعادة غامرة وهو ينفق من المال كيف ما شاء دون أن ينفذ.. لكن مظهره أصبح مزريا ورائحته باتت كريهة فبدأ ينعزل عن الناس حتى لم يعد قادرا على الخروج من بيته إلا للضرورة..
بقي على هذا الحال سنوات.. أصبح منظره ورائحته لا تطاق.. وحالته النفسية أيضا أصبحت مزرية بسبب الوحدة والانعزال.. في حين تراكم لديه كمية كبيرة من المال والذهب..
وفي لحظة قرر أن يخرج للشارع ليوزع قسما من المال والذهب على الناس ليتواصل معهم.. لكن كل من شاهده فر من منظره ورائحته.. وقد فشل في التواصل عديدا من المرات.. وفي كل مرة كان يعود إلى بيته خائبا تراوده فكرة أن يفسخ عقده مع الشيطان ويرتاح.. لكنه كان ينظر لأكوام الذهب والأموال.. ويتذكر كم قاسى للحصول عليها.. ويحسب كم باقي من الوقت لانتهاء الأجل، تدغدغ خياله الأحلام للقادم من الأيام بعد ذلك.. فيعدل عن عزمه، وهكذا استمر الحال..  
وذات يوم من الأيام قرر سكان الحي أن يكسروا باب بيت تنبعث منه رائحة كريهة جدا.. فوجدوا جثة متعفنة بين أكوام من المال والذهب..
وكم من رجال باعوا أنفسهم للشيطان!!!

04‏/11‏/2011

حسون الملعون


كأنه هدا اسم شخصية كرتونية كانت مشهورة زمان.. ومشهور كان أنه بيطلع فجأة لينزع على الباقي فرحتهم أو يخرب لهم مخططاتهم..
واللي خلاني اتذكره أمس هو تصريحات أحمد حسون "الملعون" اللي من أول أيام الثورة كل مرة بيطلع بيدج له دجة ما أنزل الله بها من سلطان.. وبيرجع بينام ليشوف له منام تاني..
الغريب أنه كتير من الناس اتوقعوا انه بعد موتة ابنه يمكن ينعدل.. ويراجع حاله.. ويرجع للصراط المستقيم!!!
بس هدا ذكرني بحادثة قديمة من التسعينات.. لما كان نائب محافظ ريف دمشق - وهو واحد من القيادات بالبعث- مرشح حاله للدورة التانية من الانتخابات المحلية وكان هالحكي بزمن ولاية علي زيود احد آساطين الفساد في النظام الأسدي.. وكان صاحبنا اللي عم نحكي عنه واحد من المفاتيح المهمة  (كل السوريين بيعرفوا شو يعني مفتاح.. بس هدا كان غير.. يعني "ماستر كي")
وبلا طول سيرة اثناء عملية التزين في جوقة الانتخابات اصابت ابنه صعقة كهربائية ومات فورا قبل الانتخابات بأسبوع واتوقع كتير من الناس بوقتها أنه يكون فهم الإنذار الإلاهي وانه أكيد رح ينسحب من الانتخابات..
بس فالهم راح على فاشوش.. لانه صاحبنا كمل بعد التعزية وتاجر بدم ابنه كمان.. وكمل مسيرة الفساد بزخم اكبر بالدورة التانية.. مع زيود وبعد زيود..
يعني متل هدول الناس بينطبق عليهم وصف القصة العالمية المشهورة (الرجل الذي باع نفسه للشيطان).. ورغم معرفة بطل تلك القصة ويقينه أنه قد سلك طريق الضلال لكنه لم يعد قادرا على العودة.. رغم أن القرار في يده لكن إيمانه بقدرة الشيطان أصبحت أقوى من إيمانه بالله..
أذكر ايضا هنا قصة حدثت منذ سنوات في المملكة السعودية وكانت بمثابة زلزال عنيف في اوساط رجال الدين والوسط الشعبي أيضا.. فلما حضر الموت واحد من المحسوبين من كبار العلماء وهو قاض ايضا.. طلب حضور كل اولاده  واحفاده وكانوا بيزيدوا عن تلاتين.. وطلب منهم ان يحضروا له المصحف.. ولما أمسكه قال لهم: شفتوا هدا الكتاب؟ لقد درسته تلاتين سنة.. ودرسته تلاتين سنة.. وما كنت مؤمن بكلمة واحدة منه.. قالها في لحظة صدق مع الذات قبل الموت..
فشلون اللي يؤمن بالله وكتابه أن يقف مع الظلم؟! أو يخدم الظلام؟!  أو يخافهم أكثر من الله نفسه!!..  بس معظمهم ما بيقدوا حتى على لحظة صدق قبل الموت ولو كانوا في أرذل العمر
فهدول الأشخاص مثل البوطي وحسون ومن لف لفهم ما عاد فيه أمل من عودتهم الى جادة الصواب.. وكلما جاءهم انذار يزدادون عنادا وصلفا في الضلال.. فعليهم لعنة الله والناس أجمعين

03‏/11‏/2011

عنب الشام وبلح اليمن

انا باعتذر لاني كنت اتحفظت على تسمية جمعة "الحرية للشام واليمن".. وكان هدا من باب التطير وبس لأنه عندنا متل بيدل على الخيبة بيقول " لا طلنا عنب الشام ولا بلح اليمن"
بس اليوم بقول لكم اني غيرت رأيي بعد ما وافق النظام السوري على المبادرة العربية.. لانه صار واضح أنه النظامين بسورية واليمن عم يتبادلوا الدعم والخبرات والتنسيق.. فعبد الله صالح عم يتعلم من بشار الإجرام والعنف والقتل على ابو جنب.. وبشار عم يتعلم من صالح المراوغة والمماطلة والمطمطة اللي بتطلع الروح.. حتى أنه تبنى أسلوبه بالاسبوع الأخير بتسير المظاهرات المنحبكجية..
وقبل أسبوع شفنا رأس جبل الجليد بعد موت الطيارين السوريين في اليمن.. والله أعلم ما يكون عندنا طيارين يمنيين بسورية ونحن مو عارفين!! لإنه شكله الشباب عم يتبادلوا الخبرات والقوات كمان
كمان فيه شغلة تانية بينتها بعض التصويتات على الانترنت.. أنه فيه كتير من اللي صوتوا للنظام السوري كانوا من اليمن والجزائر إضافة لشبيحة النظام الالكترونيين في سورية ولبنان
يعني التنسيق بين الساقطين على كل المستويات.. وهدا بس الظاهر وما خفي أعظم
مشان هيك أنا بقول انه هلق كتير ضروري يصير تنسيق كبير بين الثورتين بسورية واليمن، وضروري الدعم المتبادل بين اللشعبين والبلدين اللي بحالة ولادة مستعصية.. والاتنين محتاجين دعم الدول اللي الله قامها بالسلامة.. بالأخص اللي خلصت النفاس..
وان شا الله رح نطول عنب الشام وبلح اليمن.. متل ما طلنا زيتون تونس ومنجا النيل وتمر ليبيا..
ولسى ما فيه شجرة إلا رح يهزها الهوا