بعد مقالي الطويل "السالب والموجب في الثورة السورية" بحلقاته الخمسة علق صديق "فيس بوكي": بأنه ما كتير مهم نعد ونعدد السلبيات أو الإيجابيات.. ما نحن كلنا شايفينها وعارفينها.. ما ضروري تضوع وقتنا بخمس حلقات..
طبعا أول شي بقول له على مسمع الأشهاد: على راسي كلامك.. بس احمد الله اني كنت جحا الدمشقي مو جحا المكسيكي أو التركي.. يمكن كانت راحت معك خمسين حلقة على الأقل
على كل ما بنكر فضله بأنه هو اللي جاب فكرة هالمقال: شلون ممكن الواحد يكون إيجابي بمسيرة الثورة
ويمكن اللي رح نقوله مجرد أفكار ممكن الكل يساهم بتطويرها أو تكميلها
أول فكرة خطرت لي مستلهمة من الثورة المصرية "لا تستهين أو تزهد بمساهمة أي واحد.." يعني لا تقول أبدا هدا شو بيطلع بإيده.. وهدا شو بيفهموا.. وهداك شو بيعرفه.. واعتبر انه مساهمة أي حدى مهما كانت صغيرة أو بسيطة يمكن تكون القشة اللي تقصم ظهر الحمار.. يعني ما نقتصر مشاركتنا وتواصلنا مع الناشطين أو المثقفين أو المتابعين.. بالعكس خلي هدفك الاول الناس غير المهتمين أو غير المتابعين.. أو المهمشين.. هدول ممكن يطلع من عندهم أفكار أو رؤى غير متوقعة تقلب الموازين أحيانا.. وبالثورة المصرية كان فيه حملة اسمها "علّم البواب والبقال والكومسري.." ونشطت أكتر بعد سقوط النظام بانتخابات مجلس الشعب والرئاسة.. ويمكن لازم تستمر
لا تنظر بتعالي أو فوقية لهي الفئات.. علّمهم كيف يوصلوا للأخبار والمعلومات.. علمهم كيف يستعملوا الموبايل والكمبيوتر والفيس بوك.. علمهم كيف يتواصلوا.. خبرهم عن الصفحات المهمة.. خبرهم بالنشاطات اللي ممكن يساهموا فيها ببساطة ويسر.. ولا تساءل شو الفائدة؟!
كل شي بزمن الثورات ممكن.. ولا ننسى أنه امرأة أمية بسيطة في الفورة الاولى للثورة الفرنسية صرخت –بوعي أو دون وعي: "إلى الباستيل" وصرختها قلبت مسار الثورة.. ويمكن كانت أهم من كل شي كتبه وفكّر فيه مثقفي عصر النهضة بأوربا
ولاننسى المرأة السوداء اللي رفضت توقف لرجل ابيض بالباص اللي فجرت ثورة الحقوق عند الزنوج بأمريكا.. بدون ما يخطر ببالها شو كان موقفها رح يساوي
ولا ننسى الطفل بالقصة -اللي كانوا يدرسونا إياها بالمناهج التعليمية بسورية- لما صرخ: الملك عاري
كلنا كنا عراة قبل كم شهر، وكنا ساكتين على الذل والمهانة والاستبداد قبل ما أطفال درعا يساووا لنا الحيطان مرايا تخلينا نشوف الحقيقة.. ويجبرونا نصرخ: الموت ولا المذلة
الفكرة التانية كمان من الثورة المصرية: لا تقول أبدا هي الفكرة مو مهمة أو تافهة.. أو هلق مو وقتها.. أو إنها مو متماشية مع مزاج الناس..
اللي بتحسوا بنفسك أو بتفكر فيه.. قولوه ولا تستحي أو تخاف يمكن يفجر أفكار تانية أحسن أو يمكن يكون فيه كتير ناس تانية عم تفكر فيه أو مقتنعة فيه بس مترددة أو متخوفة متلك..
وأي معلومة بتوصلك أو فكرة بتخطر لك.. لا تفترض أنه الكل بيعرفوها أو سمعوها بالعكس افترض أنه ما حدى بيعرفها غيرك وابعتها للكل حتى لنفسك و اللي بعت لك إياها نفسه "بس هون قصدي المعلومة أو الفكرة مو الإشاعة أو الشطحة" لأنه لما بتسمع المعلومة أو الفكرة أكتر من مرة بتترسخ بذهنك ولما بتسمعها أو بقرأها أكتر بتصير جزء من تفكيرك.. ولما بتنتشر أكتر بتصير جزء من التفكير الجماعي كمان
قديش أنا زعلان أنه فيه كتير أفكار رهيبة انطرحت بهالثورة، بس انتست أو ضاعت بسبب تقاعس أصحابها عن إعادة نشرها مرارا وتكرارا.. وتقاعس الآخرين عن نشرها وترويجها رغم قناعتهم بأهميتها
الفكرة التالتة: دائما وأولا فكر شو بتقدر تقدّم بمجال اختصاصك انت.. سواء كنت طبيب أو مهندس أو مدرس.. أو مقاول أو صناعي أو فني أو مهني.. أنت الأقدر والأحسن بمجالك.. مو ضروري كلنا نكون محللين سياسيين أو صحفيين أو..
والثورة مو بس مظاهرات وهتافات وشعارات.. أوبوستات على الفيس بوك.. ولا بس سلاح ومعارك.. ولا بس إغاثة ومساعدات.. الثورة منظومة عمل كاملة.. ومنظومة بناء كاملة.. وفي كتير أدوار ومهمات شاغرة وكتير خدمات ناقصة بالأخص بالمجالات التخصصية.. ورح اضرب مثل وحيد بموضوع الدعم النفسي بالأخص للأطفال اللي مروا بأحداث قاسية ممكن تترك أثر كبير بنفسيتهم إذا ما أخدوا جرعة علاج أو دعم نفسي تخصصي.. وبتسآل هون: وين عشرات آلاف الخرجين من أقسام علم النفس والاجتماع اللي خرجتهم جامعاتنا المصونة.. الموضوع مو بس اسعاف الجرحى والمصابين.. وما أكتر الجروح بهالثورة!!
بيكفي اليوم.. خلينا نروح نعمل شي إيجابي أحسن.. ومنلتقي بحلقة جديدة من المسلسل السوري المطبلج "كيف تكون إيجابيا"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق