بهدا الجزء اللي يمكن هو الاخير من هدا المقال رح ننااقش الموضوع الأكتر حساسية في الثورة السورية وهو الجيش الحر والعمل المسلح
ما بعرف إذا بتذكروا ببداية الثورة وبالتحديد بمطلع آب 2011 كنت كتبت مقال بعنوان "الجيش السوري أزمة الماضي وعقدة المستقبل" وكان هدا بمناسبتين شبه متزامنتين "ذكرى تأسيس الجيش السوري، وقرار النظام بزج الجيش في مواجهة الثورة الشعبية"
طبعا التانية كانت بداية للانشقاقات اللي شكلت بعدين الجيش الحر وهي السبب المباشر أما الأسباب الكامنة فهي طبيعة وتكوين الجيش السوري ومكامن الخلل اللي استعرضها مقالنا السابق.. واللي في جزء منها رح يضل مؤثر في المستقبل..
ونتيجة تشكيل فصائل مسلحة كان هدفها المعلن بالبداية حماية المدنيين وحماية الحراك الشعبي هو اللي خلق الجدل العظيم في الثورة السورية بين الحفاظ على سلمية الثورة وعسكرتها أو الانتقال للعمل الثوري المسلح.. وأنا –بكل تواضع- كنت طرف في بهدا لو بشطر كلمة
وبالمحصلة النهائية لازم نعترف –نحن دعاة السلمية- بانتصار مرحلي للطرف الآخر.. وما لازم ننكر أبدا بأننا فشلنا في إقناع المجتمع والأطراف الفاعلة على الأرض بالحفاظ على السلمية وجدوها.. يمكن بسبب التقاعس أو ضعف الحجة أو نقص إيماننا بالفكرة أو... فما مهم الأسباب بقدر النتائج
فالمحصلة كانت هيمنة العمل المسلح على فعاليات الثورة.. وأنا شخصيا ما بحب إني شوف الأمور من باب السلبية المطلقة.. وكنت نوهت بأكتر من مرة أنه ما في ثورة بالتاريخ مشت وفق مخطط مرسوم أو تصور نظري مسبق.. وكل ثورة هي تعبير عن الكوامن ضمن أي مجتمع إنساني.. ويمكن أكبر سلبية كانت عند المثقفين والسياسيين والمتعلمين السوريين هي انفصالها عن المجتمع.. وعدم القدرة على التواصل والتفاعل الحقيقي معه.. فكانت متل قشرة رقيقة سهل إزالتها لتبيين من تحتها الحقايق الكامنة بتركيبة المجتمع وثقافته.. وكذلك كانت هيمنة النظام وبنية دولته الاستبدادية قشرة أرق وأهش.. أزالتها أول أيام الثورة
هدا حديث يمكن يطول وأنا بدي انتقل لمناقشة الوضع الراهن بظل الصراع المسلح بين سلطة غاشمة مكشوفة وفصائل مسلحة بافترض انها مؤمنة بإمكانية التغيير بالقوة المسلحة
وقلت إني –رغم قناعاتي- ما بدي أنظر للظاهرة بشكل سلبي بالمطلق، ورح حاول شوف المكامن الإيجابية فيها، فمن بدايتها كان اختيار بعض الضباط وصف الضباط والجنود رفض إطاعة الأوامر العسكرية ورفض إطلاق النار على العزل.. ومن ثم الانشقاق عن الجيش الرسمي -اللي كان بحكم تكوينه وتاريخه جيش غير مهني وطائفي.. والأهم أنه جيش النظام وليس جيش الدولة أو الشعب السوري- شي إيجابي، بالأخص لو أخدنا بعين الاعتبار حجم المخاطر اللي كانت مترتبة على هدا القرار
محاولة التجمع في كتائب أو فصائل –لو منفصلة عسكريا وجغرافيا- لتحديد مهام وخطط جزئية أو مرحلية.. كمان إيجابي
محاولة البحث عن إطار جامع تحت مظلة اسم الجيش الحر اللي كان مأمول أنه يكون إله قيادة واضحة وأليات عمل محددة "إيجابي"
انضمام مجموعة من المدنيين لهدا التشكيل "إيجابي" من ناحية أنهم ضحّوا بكل شي حتى حياتهم في سبيل المساهمة بتخليص المجتمع السوري من السلطة المستبدة.. وهدا كان فوق مستوى المتوقع قبل الثورة لدرجة خلتنا للحظات نشك بأنه لسى في روح التضحية والانتماء الوطني بعد عقود من الاستبداد.. واختزال الدولة في السلطة.. ومحق المجتمع
محاولة حماية الحراك الشعبي –حسب تصورهم- من بطش السلطة وطغيانها.. كمان "إيجابي"
بس التجمع في المناطق السكنية وإدارة العمليات العسكرية من قلبها واللي تحولت بكتير من الأحيان للاحتماء بالمدنيين بدل حمايتهم "سلبي"
عدم المهنية والاحترافية في التخطيط والتنفيذ.. وعدم القدرة على موائمة الأهداف العسكرية مع النتائج السياسية.. "سلبي" ويمكن هي أحد أسبابها أنهم جاين من جيش غير مهني أصلا
بالنتيجة تغليب العمل المسلح خلى مراكز ثقل القرار برى سورية وبرى إيدين السوريين "سلبي"
الصراع المسلح والفوضى سمحت بدخول فصائل وتنظيمات من الخارج ما إلها أية علاقة بالثورة وأهدافها.. وبنفس الوقت تشكيل فصائل وكتائب بالداخل غير منضبطة أو منضوية تحت أية قيادة سياسية أو عسكرية.. وممارستها أحيانا أبشع من ممارسات النظام نفسه.. "سلبي"
منرجع اللي بدينا فيه مو العبرة هلق بالأسباب أو الظواهر العبرة بالنتائج والتاريخ رح يكون أجدر بتقييمها
ما خلص المقال.. بس خلصت الذخيرة.. رح نضطر نساوي انسحاب تكتيكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق