16‏/10‏/2012

السالب والموجب في الثورة السورية 2


قلنا بالجزء الاول انه المشاركة الواسعة من فئات كبيرة بالأخص من جيل الشباب هي أهم إيجابية في الثورة السورية بالأخص انه المجتمع السوري كان محروم من عقود انه يشترك بالشأن العام لدرجة انه خلت السلبية هي الغالبية بالأخص في المدن
وأهم المجالات اللي عم بيصير فيها المشاركة هي الجوانب الإنسانية والاجتماعية.. من المساعدات الغذائية والإيواء والخدمات الإدارية.. والناحية الإعلامية.. من تصوير واحصاء ونشر للصور والفيديوهات.. وبدرجة أقل من الناحية الثقافية.. هدا كله ظواهر إيجابية بتستحق الاحترام والتقدير.. والدراسة كمان
ولو بدينا بالناحية الثقافية،اللي للأسف انه معظم المجتمع السوري عم ينظر لها باستخفاف وكأنها شي هامشي –على البيعة يعني- وهدا الشي السلبي بالموضوع، أما الإيجابي أنه الثورة كانت محفز كبير لكتير من الشباب والأدباء المتقاعدين وما بينهما للإبداع والانتاج من شعر شعبي وفصيح وقصص ومقالات.. وبدرجة أقل بكتير الدراسات.. ومع هيك بقدر أقول أنه هدا إيجابي وصحي
لكن رغم الغزارة والإبداع من حيث المضمون القيمي والمواضيع وتنوعها.. بس ما في جهد كافي لتطوير الشكل الفني والأدبي وتطوير الأدوات ليتناسب مع حجم الحدث وقوة تأثيره وعمقه.. وفيه إتكال كبير على قوة الأحداث برفع النصوص وترويجها بالشكل الآني بدل ما يكون النص هو الأقوى والأقدر على تفعيل وتقوية تأثير الحدث وتخليده.. وقليل ما اقرأ نص أو شوف صورة أو كاريكاتير مشغول عليه لدرجة تخليه يعيش بعد انتهاء الحدث وسقوطه بالتقادم.. فالنص المبدع ممكن يكون أخلد من الحدث نفسه بعد زمن متل قصيدة أبو تمام مثلا الخالدة رغم أنه معركة عمورية صارت مجرد حدث يذكر في التاريخ بدون ما حدى غير مختص يهتم أو يعرف عن تفاصيلها.. "وهدا الجانب السلبي اللي حبيت نوه عنه"
في الجانب الإعلامي اللي يمكن يكون الأكتر تفاعلا بهالمرحلة، يمكن لانه الشبكة العنكبوتية فتحت مجالات واسعة وكسرت احتكار الجهات الإعلامية اللي كانت بسورية محتكرة لصالح النظام بشكل شبه مطلق.. وهلق صارت متاحة للجميع بإمكانيات بسيطة وكلف زهيدة.. وتعب أقل بكتير مما كانت عليه وسرعة انتشار خارقة لحدود التصور!!
ورغم أنه ما ممكن ننكر أنه كتير من الشباب بذلوا جهود خارقة في تصوير ورصد الأحداث بالأخص بالأشهر الأولى.. ودفعوا تمن غالي إلها.. بعضهم دفع حياته وبعضهم اعتقل أو استهدفت منازلهم وعائلاتهم.. مع هيك ما قدر النظام –حتى وهو في قمة جبروته- أنه يوقف هدا السيل من الصور والفيديوهات والروايات.. أو يمنع وصولها للشبكة العالمية والقنوات الفضائية ووكالات الأنباء!! وهدا الشي من أهم الأعمال اللي رافقت الثورة وأقوى إيجابياتها
بس كمان رافق هدا كتير من الظواهر السلبية أهمها عدم الاحترافية أو بالأصح عدم بذل الجهد من قبل معظم من عملوا بهدا الجانب للتعلم والتدريب أو التعاون والتكامل مع الآخرين.. وهدا ضيع كتير من الجهود وشتتها.. خلى رسائلها متضاربة وتأثيرها أقل بكتير من الجهد والمخاطرة المبذولة في سبيلها.. بالأخص المبالغة الزائدة وعدم الدقة.. وعدم التحقق من الأخبار والفيديوهات المنقولة.. وعدم التواصل مع الهيئات الوكالات المختصة.. وهدا أدى لضعفها وتقليل مصداقيتها وتقليل تأثيرها في الداخل والخارج بدرجة أكبر
حتى المجموعات والشبكات الكبيرة  والصفحات اللي تشكلت مع بداية الثورة متل شبكة شام الإخبارية وأغاريت.. والتنسيقيات.. وصفحات الثورة المختلفة.. فشلت بتطوير العمل الجماعي أو تشكيل سياسة تحريرية أو تدريب وتأهيل مراسلين أوصياغ أخبار أو تطوير الشكل والأدوات.. رغم ما أتيح لها من إمكانيات وجهود تطوعية واحترافية..
وضلت كلها وكأنها مجموعات غير متجانسة.. وبدون رسالة إعلامية واضحة تناسب كل مرحلة من المراحل اللي مرت فيها الثورة.. وبدون رؤية سياسية واضحة أو نواظم ضابطة لنقل الأخبار والأحداث.. أو –وهو الأهم- تشكيل رؤية واضحة للمستقبل
وبالعكس كتير منها استسلمت بسهولة للشعبوية والفوضوية.. حتى انجرت بسهولة للخطابات التحريضية وهيمنة الرؤى المسبقة بضغط الشعبوية بمفهومها السلبي طبعا!! حتى أنه بعضها انجرت لتخدم سياسات النظام في تعامله مع الثورة.. بالأخص موضوع التحريض الطائفي.. وتكريس صور سلبية عن الثورة والثوار..
وبتمنى أنه ما تكون الظواهر السلبية أثقل من الظواهر الإيجابية فيها بالأخص أنه الفرصة لسىى متاحة للنقد والتطوير والتأثير لحتى ما تضيع جهود وتضحيات كتير من الناس اللي عملوا بهالمجال
فلازم كمان ما ننسى أنه فيه جهود فردية كبيرة بذلها كتير من العاملين بإعلام الثورة قدروا يطوروا إمكانياتهم الذاتية ويقموا بتدريب ذاتي وتأهيل.. وبيجوز يطلع منهم مراسلين ومحررين بدرجة احترافية يمكن تفيد بتطوير الإعلام والوعي السوري في المستقبل إذا أحسن استغلاله "وهدا إيجابي على المدى القريب والبعيد.. الذاتي والعام كمان"
أما على صعيد الخدمات الاجتماعية والإنسانية من جمع المساعدات المالية والعينية.. وتوزيعها وإيواء اللاجئين.. والطبابة إسعاف الجرحى وتقديم الخدمات الطبية..
يتبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق