أما على صعيد الخدمات الاجتماعية والإنسانية من جمع المساعدات المالية والعينية.. وتوزيعها وإيواء اللاجئين.. والطبابة.. وإسعاف الجرحى وتقديم الخدمات الطبية..
ما عندي أدنى شك أنه المجتمع السوري فاجأ كل الكون حتى نفسه بهدا القدر من التضامن التكافل الاجتماعي اللي ساد خلال فترة الثورة والإيثار والتضحية.. وعندي كتير من القصص الحقيقية اللي ممكن لو رويتها يفكرها الناس من محض الخيال أو أنها مسروقة من كتب التراث بقمة عصر الزهو الحضاري.. وفيه كتير من الشباب اللي ضحوا بحياتهم لإنقاذ أسر أو أطفال أو حتى لإخلاء جثث الشهداء من الشوارع المزروعة بالقناصة والقذائف.. وكتير من الناس اللي قسمت اللقمة أو حرمت أولادها لتقيت اللاجئين أو تصرف على العمل الثوري.. ورغم طول المدة، وضخامة الاحتياجات.. وعدم وضوح المستقبل.. ما خمدت هي الروح الإيجابية ولا خفت عند الأكترية.. رغم أنه مؤسسات التضامن الاجتماعي قبل الثورة كانت مدمرة أو مخترقة أو مفتقدة بسبب القمع وهيمنة النظام وفساده.. والفردية والسلبية كانت مسيطرة على المجتمع السوري لعقود.. وهدا بيستحق منا التغطية والإشهار والدراسة بشكل موسع بالمستقبل لنقدر نستغل المكامن الإيجابية في المجتمع في بناء سورية المستقبل
بس كمان عندي قصص عن ناس استغلت الموقف للتربح اوالشحادة المادية والمعنوية على اسم الثورة وعلى حاجات الشعب السوري واللاجئين.. وهدا بالتأكيد سلبي ولازم بالمستقبل أنه يتغطى بشكل أكبر وينفضح –بعد التحقيق الدقيق- لنقدر نتجاوز هي الظواهر السلبية في مسيرة بناء المستقبل للأجيال اللي ضحت من أجل الثورة
بس أنا متأكد أنه الإيجابي كان أكتر بكتير من السلبي في هدا المجال
وكتير من الناس اللي عملت بمجال الإغاثة قدموا تضحيات وبذلوا جهود خارقة ليقدروا يغطوا بأكتر من حدود الممكن بكتير بالأخص في المناطق اللي بقت فيها سيطرة النظام قوية وهدا إيجابي
بس بنفس الوقت انطبقت معظم السلبيات اللي قلناها عن العمل الإعلامي على العمل الإغاثي.. من الفردية والفوضوية.. وعدم التدقيق وعدم الاحترافية.. وعدم بذل جهد في التعلم والاستفادة من تجارب سابقة..وعدم بذل جهد كافي لتطوير معايير بتعتمد على الاحصاء وتراكم المعلومات وتبادلها بشكل جيد وشفاف.. وهدا ساوى كتير من المشاكل والأخطاء في توزيع المساعدات وتوجيهها
وكمان كتير من المغتربين والمهاجرين السوريين بذلوا جهود، وقدموا ما باستطاعتهم من مساعدات مالية وعينية.. "إيجابي" والبعض الآخر ما قدموا شي بيتناسب مع امكانياتهم ولا بيتناسب مع حجم الأحداث والاحتياجات.. ويمكن كان إلهم حجج من ضمن السلبيات اللي ذكرناها.. مشان هيك بقول أنه لازم نتجاوزها بالمستقبل بالأخص موضوع الشفافية والآليات الواضحة في هدا المجال اللي يمكن يضل من الأشياء الملحة لسنوات بعد سقوط النظام
العمل في المجال الطبي والإسعافي كان من أروع ملاحم الثورة السورية.. والمشافي الميدانية والمراكز المؤقتة للعلاج والخدمات الطبية اللي أنشئت تحت القصف والحصار في الداخل أو على الحدود أو مخيمات اللاجئين قدمت نموذج رائع للعمل التطوعي..
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق