- شو هي سندروم ولك عمي جحا؟! منين جيبت لنا إياها هي؟؟ لتكون شي مسبة؟؟ ترى أنا إذا حدى قال لي سندروم بالشارع ابق بطنه بقيق..
- طول بالك يا حباب ما وصلت لهون!!
- شو بدك إياها توصل أكتر من السندروم كمان!!
- قل لنا لك: طول بالك.. يا قلبي: هي السندروم هي وصف بينقال لما الواحد بتسيطر عليه تجربة ناجحة بحياته –أو هو بيعتبرها ناجحة – بشكل مبهر لدرجة أنها بتصير مسيطرة على عقله بشكل كبير بيخليه يتخيل أنه ممكن يعيدها أكتر من مرة بغض النظر عن تغير الظروف والزمن والدنيا كلها.. بس هون السندروم بيشتغل وما بيخلي المصاب فيه يشوف او يقدر هدا التغيير.. وبيكون مقتنع تماما انه لو عمل نفس اللي عمله بالمرة السابقة رح ينجح مية بالمية بغض النظر عن كل شي.. ومشان هيك ما بيكلف حاله ابدا انه يقيم النتائج بكل مرحلة او يدرسها.. او يقيس ردود الافعال..
- ولك عمي جحا والله ما فهمت عليك! لو تضرب لنا شي مثال هيك
- حبيبي: جحا من جماعة (اللاعنف) مشان هيك ما رح نضرب المثال و لا رح نطرحه.. ولا أي شي من هالالفاظ العنفية.. بس رح نذكركم تذكير بمثال كتير مشهور ومهم.. يعني كان فيه كاتب أجنبي حلل قرار الانسحاب اللي اخدته القيادة العسكرية بمصر بحرب 1967 بأنه كان بدافع من سندروم تجربة حرب 1956 لما اتخذت القيادة العسكرية قرار بالانسحاب من سيناء لغرب القناة مشان ما يتحاصر الجيش بين مثلث قوى اسرائيلي فرنسي انكليزي أيام العدوان الثلاثي وكان القرار ناجح جدا باعتراف القاصي والداني وحقق النتيجة السياسة المطلوبة تماما.. مشان هيك تهيأ لهم أنه ممكن يعيدوها بحذافيرها بحرب حزيران.. فكانت النتجة كارثية.. (وعمك هيكل صرعنا بهدا التحليل السندرومي..)
هلق ممكن أي حدى يقول: شو هالسخافة ؟! شو هالغباء ؟! معقول ما قدروا يشوفوا أو يقروا كل هالمتغيرات ؟! ومعقول.. و ومعقول..؟!!!
منقول له: معقول.. طبعا معقول..لإنه هدا هو السندروم
- هاه.. فهمت عليك عمي جحا.. قصدك هدا اللي عم تقول عنه مرض نفسي مو هيك؟؟.. ترى والله مرة كان عندنا أستاذ (مدرس يعني) قال عبارة حلوة اعجبت كل الطلاب.. ويمكن صابه هدا اللي عم تقول عنه وصار عالطالعة والنازلة يعيد هالعبارة لقرفنا بعيشتنا
- يعني هو السندروم مو مصنف كمرض نفسي او عقلي.. بس هو حالة من أسلوب التفكير والسلوك.. ومنشوفها كتير بالحياة.. بس هدا الكاتب اللي مو متذكر اسمه هلق هو أول من اعطاه إسقاط سياسي بشكل علمي لما درس حالة حرب 1967
- طيب عمي جحا الله يخليك –على قولة اخواننا المصريين قبل الثورة- ما تجيب من الآخر
- اللي بدي قوله باختصار: انه النظام السوري هلق من تحليل كل تصرفاته باين تماما انه منصاب بحالة سندروم تجربة الثمانينات.. اللي هو بيعتبرها كانت ناجحة نجاح أكتر من مبهر.. لإنه بآواخر السبعينات كان في حراك سياسي نقابي مهم بس النظام قدر بوقتها يستدرج فريق من الإخوان للصراع المسلح وبهالحجة استخدم القوة بكل الأسلحة والاجهزة.. (الشرطة والأمن والجيش..) وبطريقه كمان قضى على كل الحراك السياسي والاجتماعي والنقابي بكل اطيافه وأنواعه.. ودشن مرحلة الخوف والرعب والجمود.. وفتح المجال للتجاوزات والفساد بكل بحرية وآمان.. وبنفس الوقت قدر يفرض على كل المجتمع السوري انه يقبل بالغصب التعامل والتأقلم مع الوضع الجديد بدون اي اعتراض.. وانه ينسى او يتناسى الماضي الدموي والحاضر المزري والمستقبل المجهول.. وبنفس الوقت قدر يسوق الموضوع على المجتمع الدولي والإقليمي بحجة الاستقرار والخوف من القوى المتطرفة وتوازن القوى الدولية.. وهدا مو بس خلاه مقبول.. لاء خلاه مطلوب ليساوي أي دور إقليمي بحاجة للعنف المفرط او للحل والعمل أمني..
واضح تمام هلق إنه النظام عم يحاول يعيد التجربة بحذافيرها.. فالأعمى بيقدر يشوف قديش عم يحاول يستفز أي فريق لصراع مسلح بأي شكل.. ونفس طرق الاستفزاز الديني والاجتماعي.. والتخويف الطائفي.. و.. و.. حتى لدرجة أنه عم يرجع يجيب نفس الشخصيات اللي قادت حركة التمانينات متل علي دوبا والشعار.. وحتى عم ينطرح إنه يجيبوا رفعت نفسه.. والاستنساخ صار واضح تمام هلق بعد اغتيالات الأساتذة الجامعيين.. واللي حافظ تسلسل أحداث التمانينات بيعرف انه بعدها بتجي التفجيرات.. وبعدها مجزرة كبرى تقدر تخمد الحراك بشكل كامل..
طبعا بدكم تقولوا لي انه هدا سيناريو مو واقعي لإنه الظروف اتغيرت وصار فيه إعلام وإنترنيت ووسائل اتصال.. والمجتمع الدولي اتغير وما عاد فيه قطبين.. وصار فيه مجلس حقوق إنسان ومحكمة الجنايات الدولية.. ومنظمات حقوقية وإنسانية.. وأهم نقطة أنه فيه الربيع العربي من المحيط للخليج.. وأنا رح قول لكم إني موافقكم وباصم لكم بالعشرة.. بس كل هدا ما رح يقدر يشوفه او يقرأه النظام او يحس فيه لإنه ببساطة هدا سندروم التجربة اللي حكينا عنه
- على راسي والله عمي جحا.. يا شباب اللي بيشوف سندروم عالأرض أصحى يدعسه أو يكبه.. رجاء يبوسه ويحطه على الحيط.. منيح هيك عمي جحا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق