04‏/09‏/2011

حاجز الصوت وحاجز الصمت


اليوم قام الطيران الحربي التابع للنظام السوري باختراق حاجز الصوت فوق حمص (عاصمة الثورة السورية) بعد ان عجزت كل محاولاته مع هذه المدينة الصامدة الممانعة الشامخة الجامعة القاطعة.. التي منذ ان قررت اختراق حاجز الصمت وانضمت لصفوف الثورة لم تهدأ ولم تتراجع رغم التضييق.. رغم الحصار.. رغم الاعتقالات والاغتيالات.. رغم استخدام الجيش والدبابات وتقطيع الاحياء بالحواجز والمتاريس..
واستطاعت تفادي الفتنة الطائفية التي راهن النظام عليها بقوة.. وكانت اول من استطاع الاعتصام في ساحة عامة وقد دفعت ثمن ذلك غاليا.. وكانت الاكثر ابداعا وتنويعا في اساليب الاحتجاج من المظاهرات الطيارة التي ارهقت الامن والشبيحة لاهثين خلفها من مكان الى مكان دون جدوى كمن يلاحق السراب.. الى نوبات التكبير المتزامن التي حطمت معنوياتهم وسببت لهم صداعا مزمنا عصيا على العلاج
وقد اضفت طابعا كوميديا على مشهد الثورة السورية الدامي.. من قاذفات البطاطا والبصل الى اشرطة البامية والالعاب النارية.. كان ذلك مهما جدا لتخفيف الوطأة النفسية للقسوة المفرطة بل الهمجية التي مارسها النظام في محاولات قمع هذه الثورة الشعبية ومدادا سخيا للانتجات السمعية والبصرية المهمة جدا في ابقاء الحدث حاضرا في وسائل الاتصال والاعلام..
لقد لعبت حمص دور الحاضن والمحرض للثورة منذ حصار محافظة درعا -التي دفعت مازالت تدفع الثمن الاكبر- وكان لثباتها الفضل في تثبيتها وتوزيعها في كافة انحاء الجمهورية فاستحقت عن جدارة لقب عاصمة الثورة
والواضح ان النظام قد عرف ذلك لكن بعد فوات الاوان.. فاليوم اراد من اختراق حاجز الصوت فوق حمص بالذات ان يرسل رسائل عدة في رأسها انه مايزال يمتلك وسائل قوة لم يستخدمها بعد وانه لم يصل الى ذروة الحل الامني بعد وانه مستمر فيه وفي تصعيده.. وثانيها انه لا يأبه للمجتمع الدولي فقد جاء ذلك بعد ايام من تقرير منظمة العفو الدولية وقرار الاتحاد الاوربي بتصعيد العقوبات
والمتظاهرون في كل انحاء سورية يستمرون بالتواجد في الشوارع في رسالة جوابية بان حاجز الخوف قد ازيل للابد وان حاجز الصمت قد اخترق وان احدا لن يستطيع ان يعيد سورية لتكون (مملكة الصمت ) بعد الان.
ويستطيع الطيران الحربي التابع لبشار اختراق حاجز الصوت مرة اخرى بل آلاف المرات وربما لالقاء القذائف ايضا وايقاع الضحايا بالمئات او الآلاف.. لكنها بالتأكيد انها لن تستطيع اعادة بناء حاجز الصمت مها اخترقت حاجز الصوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق