24‏/09‏/2011

عد وأعداد


العالم مشغول.. خير ان شا الله بشو مشغول العالم ؟؟ بدورة الأمم المتحدة بنيويورك ؟!
لاء.. العالم مشغول بالعد!!
عد شو؟.. قصدك بالإحصاء ؟
لاء.. لاء.. بالعد.. بالأعداد يعني.. 15 .. 18 .. 21.. 47.. 1800 .. 2100.. 2700 ..3498 ... والسلسلة بتزايد
العالم مشغول بعد القتلى كل يوم في سورية.. وما في يوم عاد عم يخلى من العد.. يوم اكتر شوية يوم اقل شوية من معدل الهطول.. وبيجمعوا لنا المحصلة من 15 آذار لليوم.. والارقام بتتغير يوميا.. والعالم مشغول
اليابانيين عم يعملوا مخطط بياني للأعداد.. الفرنسيين عم يفرزوا الارقام قديش أطفال.. قديش نسوان.. قديش اللي فوق الستين.. البريطانيين عم بيقولوا الارقام باردة لازمها تسخين (أنا نفسي أفهم بس شلون بيقدروا يشربوا الشاي بارد!!).. الأمريكان مو مهتمين أبدا بالأرقام.. قال هي تفاصيل ما بتهمهم لانهم مهتمين بس بالاستراتجيا الكلية.. إسرائيل عاملة حالها مو مهتمة بالموضوع.. بس بالحقيقة عم تراقب بعشر عيون.. تركيا يظهرعندها فشل عددي.. كل ما بتحسبها بطريقة ما بتظبط.. أما روسيا عم تحسب الصفقات أول وتقارنها.. مختلطة عندها الارقام بالأوهام بالاحلام..
العالم مشغول والأعداد عم تزيد يوم ورا يوم.. والأهم أنه أكبر مأساة أنه نتعامل مع القضية كأنها قضية أرقام.. أو سجلات ندون فيها البينات ومنقلب الصفحة لما تتعبى
هدول مو ارقام تنعد ولا اسماء تتسجل –على اهمية التوثيق- بس الاهم من تسجيل الاعداد والاسماء والصور.. أنه نعرف ونوثق الجوانب الإنسانية لكل حادثة.. لازم نعرف أنه ورا كل شهيد عم ينقتل فيه مأساة.. فيه أطفال عم يصيروا أيتام.. فيه مرة عم تصير أرملة.. أو فيه خطيبة.. أو حبيبة.. فيه اصدقاء مصدومين.. فيه أم مكلومة.. فيه أب مفجوع..
مع كل شهيد فيه مشروع عم يتوقف.. فيه احلام صغيرة عم تموت.. فيه طاقة عم تنهدر.. فيه ناس حياتهم رح تتغيير للأبد.. فيه مآسي.. مأسي..
يمكن تكون الفيديوهات اللي عم تنشر عن الشهداء اللي عم يتودعوا بالورود والزغاريد حتى من الأم والأخوات.. تكون رسالة مهمة بتهون الموت قدام مطلب اهم هو الحرية
بس مهم جدا انه ما نخلي هدا يطلع القضية عن مضمونها الانساني حتى عن تفاصيلها الصغيرة.. هدا ممكن يكون مؤثر اكتر بكتير من الصورة النمطية المروجة
اذكر انه بقصة الكاتبة احلام مستغانمي (ذاكرة الجسد) بتقول على لسان بطلها خالد وصف رائع للحظة استشهاد والده في الثورة الجزائرية وبيقول لما اجى النبأ: (جلست أمي وسط البيت تبكي وتندب خلافا لما تقوله اساطير الثورة..) ويصف تأثير الحادث عليه وهو فتى في العاشرة وتغيير حياته بعدها.. هدا كان مؤثر اكتر من اي فيديو كان ممكن يتصور بأيام الثورة الجزائرية أم المليون شهيد ونيف
بعيد الشر عنكم.. كش برا وبعيد.. ربك لا يقولها.. وكل الكلمات المشابهة كمان
الحرية اللي عم نطالب فيها هي حالة إنسانية مو فكرة مجردة.. والشهادة حالة انسانية فيها تفاصيل آثار.. والاعتقال حالة انسانية فيها تفاصيل آثار.. لا نضيع البوصلة.. ونتحول لحالة نمطية بعيدة عن مضمونها الانساني
تصبحوا على حرية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق