05‏/12‏/2012

قائدنا للأبد..


كثيرة هي الشعارات التي رفعتها الثورة السورية في مراحلها المتعددة منذ انطلاقتها.. بعضها كان موفقا، وبعضها كان عاديا.. وبعضها كان غير واقعيا مثل الشعار الذي رُفع في مظاهرة الحريقة 2011 "الشعب السوري ما بينذل" متناسيا أننا قبلنا ثلالثة عقود من العيش الذليل.. لكن سرعان ما استبدل بشعار أكثر ملائمة مع انطلاق انتفاضة درعا "الموت ولا المذلة" الذي كان بمثابة قطع مع الماضي واستشراف لمستقبل غير مسموح فيه القبول بالذل ولو كان الثمن هو الموت من أجل أن تعيش الأجيال القادمة بعز وكرامة.. وقد تجلى هذا الوعي بما سمي في أدبيات الثورة بالقسم العمري "نقسم بالله أن لا نقبل لأبنائنا نفس الحياة التي قبل بها أباؤنا لنا" وهو القسم الذي تعاهد عليه مجموعة من شباب درعا المعتصمين في ساحة المسجد العمري في إحدى ليالي العز في مهد الثورة الأول

وبعضها كان مبهرا مثل شعار "الله.. سورية وحرية وبس" الذي انطلق في مظاهرة دمشق 15 آذار 2011 والذي اسقط بشار وعصره وعصر ابيه واستبدله بالحرية فكان شعارا جامعا قاطعا مانعا في تكثيفه وترتيبه واشتماله خيارات وأولويات الشعب السوري في فجره الجديد

وبعضها كان مستعارا من وحي الربيع العربي في زهرته السورية.. وأنا سمعته أول مرة من مدينة دوما البطولة "الشعب يريد إسقاط النظام" ولم يكن وقتها مطلبا عاما، حيث كان هناك الكثيرين يأملون بإصلاح النظام والكثيرين الذين لم يكونوا قد حسموا خيارهم بعد، بالأخص خارج ريف دمشق الذي كان له السبق في الرؤيا.. ولكنه ما لبث أن اصبح شعارا عاما في كل المحافظات مع استمرار خيار النظام بالحسم الأمني.. بل تطرف إلى "الشعب يريد إعدام الرئيس.. او الشعب يريد محاكمة النظام.."

و من بعدها توالت الشعارات بعضها جزئي من باب الشعب يريد... "وكل يضع ما يريد!!".. وبعضها مرحلي او وقتي مثل "يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان" أو "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس"

ومع تقدم مرحلة استخدام السلاح برزت شعارات كثيرة كان اشملهلها وأكثرها انتشارا "الله محيي الجيش الحر" الذي عبر عن حسم جزء غير قليل من الشعب السوري خياره لإسقاط النظام بالقوة العسكرية وإن كان هذا الخيار أكبر شرخ حدث في صفوف الثورة بالأخص حول ما رافقه من طلب التدخل الخارجي او حظر الطيران او المناطق العازلة..

ومع بروز وتبلور الوجه الإسلامي "المسيس" والنزعات الجهادية اظهر الكثير من الشعارات ابتدأت من شعار "هي لله.. هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه" الذي كان مقبولا من شرائح واسعة لما يحمل من طهر ثوري.. لتصل إلى  "الشعب يريد إعلان الجهاد" إلى"الشعب يريد تطبيق الشريعة" أو "الشعب يريد دولة إسلامية" وهي كانت محصورة في مناطق معينة ومثيرة لجدل كبير لسنا في مجال الخوض فيه هنا، وفي هذا الوقت.

ولكن الشعار الذي سوف نتوقف عنده هو "قائدنا للأبد سيدنا محمد"

وهو شعار ينتشر بشكل أوسع من سابقيه.. وأقل إثارة للجدل والاستفزاز لكنه يستحق الوقوف عنده وبحثه

يتبع  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق