عم اسمع بهالايام كتير أصوات صرعت راسي أكتر مما هو مصروع، وكلها على نفس النغمة، أو على نفس الوتر، كأنه ما فيه بتاريخنا غير الربابة!!
"شو هالثورة هي؟!.. نحن كنا مع الثورة بأولها، بس هلق لاء..!! اللي عم يصير تخبيص!!.. ما فيه رؤية!!.. ما فيه استراطيجة!!!.. ما فيه ما بعرف شو؟!!"
و ما بخبي عنكم أنا بهالفترة كنت حاسس أنه كلامي ما عم يقدم شي، وكنت ناوي إني استقيل من منصب "جحا الدمشقي" بس هالكلام خلاني اتراجع –متل أي زعيم عربي بيخطر بباله لحظة انه يستقيل- وارجع امسك قلمي من جديد.. وخلاني اتذكر إني طبيب "اخصائي ثورات" كمان، فطلّعت عدتي وقلت خليني اكشف عالثورة لشوف شو وجعها هلق؟
1- النبض: طبيعي جدا
2- الضغط: ضعيف شوية، بس ضمن المقبول بالنسبة لسنها
3- تحليل الدم: غزارة في الكريات الحمراء
4- تحليل البول والبراز: طبيعي.. ما فيه شي يذكر
يعني الوضع كله طبيعي.. فليش كل هالصريخ والوعوعة اللي ما إلها معنى!!
بس كمان طبيعي أنه يكون فيه ناس كتير موسوسة من المرض.. وبتخاف من أي شي مو روتيني، بالأخص من مثقفينا الأشاوس.. وأكادميينا الأوادم، و...
ومعظمهم عندهم تصورات مثالية ما إلها علاقة بالواقع، قبل الثورة، وأثناء الثورة، وبعد الثورة كمان
يعني أنا مو شايف أي شي مو طبيعي بهالثورة، أو بيختلف عن غيرها من الثورات، لا من حيث المروي أو الموثق بالكتب.. بس آآخ من علة القراءة الانتقائية!!
يعني لو إنه الشباب قرأوا التفاصيل اللي كانت بالثورة الفرنسية –اللي عملوا لنا فيها معلقات من المدائح- لقالوا عنها أكبر مؤامرة بالتاريخ، أو أكبر مسخرة.. أو..
ونفس الشي بالنسبة للثورة البلشفية، أو حتى بالنسبة للثورة الإنكليزية اللي كانت مظلومة تاريخيا.. يمكن لأنها رجعت الملكية بالأخر
وبينسوا انها هي اللي أسست لمفهوم الملكية الدستورية، اللي هي مطلب واقعي لكتير من الشعوب العربية هلق.. ويمكن حتى همة بيقبلوه!!
يعني الشغلة ما بدها كل هدا!! بالأخص بالنسبة للثورة السورية
يعني أنا بشوف أنه كل اللي عم بيصير طبيعي، وفيه كتير تشابه مع اللي صار بالثورات العالمية الكبرى
لانه الثورة مو تصور ذهني.. أو صورة مبروزة متل ما نقلتها بعض الكتب
الثورة كائن طبيعي متلها متل أي كائن، ولما بتطوّل شوية بيصير عندها احتياجات طبيعية.. يعني –بالمشرمحي- بدها تتبول.. وإذا طوّلت أكتر بدها تخرى "إنتو أكبر قدر"
بس هدا ما بيعني أنه كل شي جواتها خرى!!!
لازم ناخد الموضوع ببساطة، ونفهم أنه هدا شي طبيعي، وما بقلل من قيمة أي كائن، لإنه هي هي الحياة.. كل كائن بياكل.. بيهضم كتير اشياء بياخد منها الطاقة والفائدة.. وبيطلع فضالات.. وبيخزن أشياء غير مفيدة.. "وتستمر الحياة"
يعني بصراحة: أي شي بتجيبه الثورة أحسن من الخ.. اللي نحن فيه بظل هدا النظام الخرى
أما اللي مو عاجبه هدا المنطق من مثقفينا المهذبين وبده يضل يحكي عن الثورة بهدا الشكل فبجاوبه: بمنطق تاني –على مبدأ أرسطو- وبقول له: إذا كنت كل يوم بتخرى، فهل أنت خرى؟؟!
هدا اللي عندي ونقطة انتهى
ومع عدم الاعتذار عن الألفاظ البذيئة، لأنه هدا كمان طبيعي، والا نسيتوا أنه يجوز ل جحا ما لا يجوز لغيره
هذا عنوان مهذب لمقال غير مهذب
ردحذف