ما بين الجمعة العظيمة في نيسان 2011 وجمعة من جهز غازيا.. 2012 قد جرت دماء كثيرة على الأرض
يعني بالشامي الفصيح تغيرت كتير اشياء من سنة لهلق.. وتلخبط العالم والمنطقة تكركبت والجامعة العربية تعصورت والامم المتحدة تنحنحت.. وجنوا جنوا البعثية.. ومع هيك هالثورة مستمرة من جمعة لجمعة..
فقديش هالثورة عظيمة!! والله مبارك فيها.. وواقف معها.. لتستمر وتبقى شوكة بعين العالم
بس معقولة هالثورة اللي بدت بجمعة الكرامة ولحقتها العزة والجمعة العظيمة وأطفال الحرية وحرائر سورية وأزادي وحماة الديار.. توصل لعند "التدخل العسكري الفوري" و "من جهز غازيا فقد عزا" أكيد في شي غلط بالموضوع!!
طبعا أنا مو معترض على انه يكون فيه مضمون ديني للتسمية.. وقبل هيك كان في أكتر من جمعة تسميتها كان إلها هيك مضمون متل جمعة الله أكبر –رغم انه البعض انتقدها بوقتها- لإنها ممكن تثير مخاوف الاقليات، بس حقيقة هي إجت بمرحلة لعب فيها التكبير دور كبير برفع معنويات الناس وقدر يجذب مجموعات وفئات كتيرة لمناصرة الثورة من اللي ما بيقدروا يطلعوا يتظاهروا بس بيقدروا يفتحوا شبابيك الحرية ويكبروا..
كمان جمعة ما منركع إلا لله وبوقتها سمعت حتى من بعض المسيحيين أنهم كانوا معجبين –او راضيين- باسمها لانه المضمون متفق مع كل الاديان السماوية
بس المشكلة بالاسم الاخير انه فيه شبهة استغلال الدين.. واقتباس جزء من حديث شريف بلحظة ملتبسة من عمر الثورة مو منطقي ولا موفق لأنه حيخليه موضع اختلاف
وبغض النظر عن درجة الحديث من حيث تصنيف الرواة للصحة بس الرسول "ص" بشكل عام ما كان يستخدم كلمة غزو لأنه مضمونها سلبي عند العرب وكان يستخدم كلمة الجهاد لأنه مضمونها إيجابي.. وحتى لما كان يستخدم كلمة القتال كان يتبعها دائما بعبارة "في سبيل اللله" لينقلها من المجال السلبي للمجال الإيجابي
بذكر بأول أيام الثورة العظيمة كنا وقتها عم نحاول نتعلم من النشطاء المصريين والتوانسة اللي سبقونا.. وكانت نصائحهم انه تكون الشعارات والتسميات إيجابية.. وعامة ما تعطي صبغة لحزب أو فكر أو فئة معينة.. وأنه تكون رسالتها واضحة قدر الإمكان ومختصرة أكتر من الإمكان..
وبذكر بالثورة المصرية انه كان فيه كتير محاولات لجر الثورة باتجاهات معينة محسوبة على تيارات محددة وكان وقتها النشطاء المحركين يحتوها بهتاف "إيد واحدة.. إيد واحدة" لحد ما ترجع الامور لنصابها.. وكأننا بالثورة السورية هلق بأمس الحاجة لجمعة "إيد واحدة.."
بدايتنا كانت رائعة.. وتسمياتنا كان فيها رسائل تألف للقلوب ودعوة لكل فئات المجتمع.. أزادي للأكراد، العظيمة للمسيحيين، صالح العلي للعلويين، حماة الديار لأفراد الجيش.. حتى العشائر والمرأة والأطفال نالهم نصيب
رسائلها كانت إيجابية ومختصرة وإلها طاقة رمزية فاعلة.. كانت تخلينا نستنى يوم الجمعة بفارغ الصبر
بس من يوم جمعة الحظر الجوي.. لجمعة المناطق الآمنة.. للتدخل العسكري الفوري وبينهم جمعة إعلان الجهاد وصولا الى "من جهز غازيا.."
رسائل متضاربة، سلبية، مثيرة للجدل، مضيعة العنوان.. والأهم أنه فيها غباء سياسي بدون حدود!! يعني حتى لو افترضنا انه الشعب توافق على أنه بده تدخل عسكري خارجي أكيد هدا مو متل طلب وجبة سريعة عالتليفون.. ولا حتى طلب استيراد سلعة.. ولا هدا رح يصير لو كل الشعب السوري كتبها على نعوشه ما رفعها بكم لافتة هون وهنيك.. وإذا هالدول ما شافت انه من مصلحتها أنه تتدخل عسكريا، ما رح تتدخل ولا رح تساوي شي.. وأصلا هدا شي إذا كان فعلا بدنا إياه لازم نعرف أنه هدا ما بيصير على شاشات الإعلام.. هدا بيتناقش في أروقة الدبلوماسية على أساس المصالح والترتيبات المستقبلية.. "وبظن التمن رح يكون غالي"
اكيد رح تقول لي: كأننا عم نسمع هيثم مناع!!! "من باب المسخرة طبعا"
وأنا بقول: ما إلي علاقة سواء كنت عم اتقاطع معه أو مع غيره أنا عم أقول قناعتي.. و الحكمة ضالة الثورة حيث وجدتها اخذتها دون حرج
ومتل ما منقول: خذوا الحكمة من افواه المجانين.. وأنا اكبر مجنون.. مشان هيك أنا بقول لكم يا شعبي العظيم جنوا قد ما بدكم أنا معكم.. وانا عارف انه ما في ثورة بالتاريخ ما كان فيها جنان من الثورة الفرنسية وانتو جايين..
بس كمان وقت الجنان يزيد عن حده لازم نحاول نفرمله ليصير فيه توازن.. يعني إذا بدنا نسلم للعقل بشكل كامل يمكن نجهض هالثورة ونخسر تضحياتها.. ولو بدنا نضل على نفس هالجنان يمكن نصل لجمعة "دخول الحمام بالرجل اليسار والطلعة باليمين"
والمشكلة اننا فتنا الحمام بالرجلتين! والفوتة مو متل الطلعة.. وما مهم بأي رجل رح نطلع المهم لما نطلع ونحن نضاف تمام من كل نجاسات الاستبداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق