05‏/04‏/2012

مهرجان المدن المنسية "معاد"

من كم سنة -ومع موضة المهرجانات السياحية- احتارت وزارتنا العتيدة بوقتها بتفريخ هالمهرجانات واخر تفتيقاتها كانت شي سموه مهرجان المدن المنسية!!
وطبعا متل تلات أرباع مهرجاناتها كان فاشل فشل ذريع.. وحتى بسورية يا  دوب يلتقى مين سمع فيه!!
بس مع انتشار الثورة السورية أول الصيف الماضي، وأنا كل أسبوع بتذكر مهرجان المدن المنسية وأنا عم شوف أجمل وأزخم المظاهرات طالعة من هالمدن والضيع اللي كانت منسية أوغير مذكورة حتى بعد سنين من مهرجان وزارة السياحة العتيدة اللي كان هدفه التعريف بها والترويج لها بلا فايدة تذكر (يعني ما جاب همه)
هلق بعد كم شهر بس من وصول الثورة لمحافظة إدلب وحماة مين لسى ما بيعرف (كفر نبل، سرمدا، حاس، كفر تخاريم، بنش.. كرناز، تفتناز، جرجناز، كفرومة، طيبة الإمام..)
طبعا هدا غير أحياء و ضيع وقرى حمص اللي حفظناها زنقة زنقة.. دار دار.. شهيد شهيد
من بابا عمرو لباب السباع مرورا بباب الدريب والخالدية والانشاءات..
من تلبيسة إلى الرستن  إلى الحولة والقصير وتلكلخ.. والبياضة فالوعر.. ومن تدمر إلى قلعة الحصن
حتى ريف حلب بدى يرسخ في الذاكرة الدائمة للثورة (مارع، عندان، بيانون، الباب.. كوباني)
وأكيد ما ممكن ننسى حوران اللي ترسخت فيها الثورة كبرت فيها ومعها، وكان في مناطق  صغيرة ومو معروفة متل الجيزة صارت أشهر من المدن الكبرى، أو النصيب اللي كنا نعرفها كمعبر حدودي وصارت معبر ثوري.. وداعل والمسيفرة والكرك وبصرى الحرير.. إلى جاسم وخربة غزالة..
هالثورة قلبت الموازين، وخلت بعض المدن الصغيرة كبيرة والعكس، والعجيب أنه تطلع أكبر إبداعات الثورة (الفنية والأدبية والسياسية) من هالمناطق اللي ما كان متوفر لها وسائل التواصل الثقافية والتعليمية وفي تقصير رهيب بحقها من حيث الخدمات والبنية التحتية..
صارت هي المناطق تنذكر عشرات المرات أكتر من المدن الكبرى بما فيها العاصمة دمشق اللي يبدو أنها مدن شاخت وبلغت أرذل العمر.. أو أن التلوث البيئي قد جعلها باهتة بليدة مترهلة من تورم المناطق العشوائية الهجينة اللي خلخلت بنيتها الاجتماعية والثقافية.. ويمكن هدا الشي اللي خطط له النظام من زمان..
وإذا ما قدرت تنفض عن حالها حالة الخمول اللي هي فيها هلق وقبل فوات الآوان يمكن تصير المدن المنسية بسورية هي (دمشق، حلب، طرطوس، اللاذقية..)
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق