27‏/08‏/2012

شقونا المنشقين

بعد اسبوعين من صرعة الراس عن فاروق الشرع اذا كان انشق والا ما انشق.. راح ضحيتها مئات من السوريين الابرياء.. ودُمر بحجتها قرى ومدن فوق روس ساكنيها.. ونُسج حولها أساطير من نجوم الإعلام وثوار الفيس بوك..
وبعد ما انشق راسي عن جسمي، فكرت اسأل حالي شو كان رح يقدم او يأخر يعني انشقاق "روقة"؟!
يعني الثورة كان نلقصها قائد مثلا؟؟ وإجى بوقته!!
والا هو الشعب السوري كان عنده استعداد انه يتقبله بهيك وضع؟ّ!!
والا كان ممكن يضعضع بنية النظام؟؟
ما هو نظامنا ونحن عارفين أنه بنيته أمنية عسكرية مع شوية مافيا اقتصادية مرتبطة ارتباط عضوي مع الأوليين.. مع قشرة سياسية رقيقة انشلعت أصلا من بداية الثورة.. والنظام هو أول مين عارف أنه هدول شوية طراطير, لا نافعين يكونوا قياديين.. او مؤثرين.. أو حتى سياسيين..
وعلى كل حال، ليش النظام عم يشتغل شي على المستوى السياسي من سنة ونص؟؟ والا شفتوا شي حدى من كل الزمبليطة اللي كان لاممها حوليه من أمثال روقة والمعلك.. ومن لف لفهم كان إله دور أو صوت؟!
طبعا غير انه يكونوا ديكور قبيح بالخلفية.. أو كومبارس صامت كمان.. أو ساعي بريد فاشل يوصل رسائل الطغمة الأمنية، فيما ندرسواء بزمن الثورة أو من قبل كمان
وما ننسى مرة لما إذاعة لندن سألت روقة وهو بعز مرحلة صعوده الإعلامي: " هل يشاركك المقبور أفكارك حول عملية السلام؟" كيف اصفر واخضر.. وتلعثم –ويمكن عملها على حاله- وقال: أنا اللي بشارك الرئيس بأفكاره بعد موشح مدائح طبعا
يعني هدول كل عمرهم رضوا انهم يكون حاصل جمع أصفار وقت كان ممكن يكون للسياسة مكان أو قيمة.. فكيف هلق لما أعلن النظام حربه المفتوحة على الشعب السوري؟!
أنا بشوف انه انشقاق مساعد بالأمن.. أو جندي من اللي عم ينفذوا أوامر القتل هلق أهم من الشرع والمقداد والمعلك والأحمر والأضفر مجتمعين
واللي بده يقول لي: بس هدا بيقوض الشرعية السياسية للنظام.. وإعلاميا مهم كمان
بقول لهم: انشق راسي من عبارات: " النظام يكاد يفقد شرعيته.. النظام فقد شرعيته.. أيامه أصبحت مع دودة.. أو مع حرباية.."
بس اللي عم نشوفه على الأرض أنه إيامه أصبحت مع عقربة لدغاتها كل يوم عم تزداد سميّة
وواضح انه النظام عم بيخوض حرب بقاء مستعد معها يروح لأبعد حدود التدمير والإجرام.. وآخر همه أنه يفكر بالشرعية السياسة بمفهومها التقليدي.. وهو عارف وفاهم اللي عم يساويه.. مو مهتم بباقي الأشياء وعنده قناعة تامة أنه بيقدر يرممها اذا انتصر بالمعركة اللي اختارها هو، واجبرنا عليها
بس نحن فاهيمين شو بدنا من هالانشقاقات اللي عم نطبل لها ليل نهار؟
عارفين شو ممكن نستفيد منها؟ أو شو الدور اللي ممكن يلعبوه السادة المنشقين؟
وشو استفدنا من المنشقين الكبار"الفارس، طلاس، حجاب.." ؟
والله أنا اللي شفته أنهم فرقوا أكتر مما جمعوا.. وشوشوا أكتر مما وضحوا.. ويمكن ضروا أكتر مما نفعوا.. لك حتى من حيث المعلومات والأسرار، حسيت أنه شب صغيير متل بركات اللي كان بخلية الأزمة أعط معلومات ووثائق أحسن منهم مجتمعين "وهمة مفروض كانوا بمراكز القرار"
بعدين اشتهيت من قلبي شي واحد بس من المنشقين يقدم اعتذار او ما يشبه الاعتذار للشعب السوري عن اللي ساواه أثناء خدمة النظام اللي انشق عنه.. أو حتى يعترف لو بالتلميح أنه أخطأ بحق الشعب والثورة.. وأنه مستعد للحساب على قدر مسؤوليته بعد نجاح الثورة..
يمكن كان عندنا الاستعداد للصفح.. وأنا كنت أول مين بيقول هدا يمثلني.. لأنه ما لازم ننسى أنه كل واحد مننا كمان بيتحمل مسؤولية ولو بسيطة من خطيئة بقاء هدا النظام المجرم كل هالمدة
بس للأسف.. كل واحد منهم طلع على الإعلام وعملي فيها عنتر زمانه وإنه كان مع الثورة من البداية.. وحتى ساهم فيها بالسر.. وأنه ما كان إله علاقة بمنظومات الفساد والاستبداد.. وكأنه موعود بشي كبير بسورية الجديدة وجاي ومستني مننا نحن المدبوحين أنه نحمله عالاكتاف.. أو نرفع صوره ونهلل لمهدي الثورة المنتظر.. ونصرخ بأعلى الصوت: خِياركم في الجاهلية.. خياركم في..
وبصراحة بقول لهم: أنتوا ما كانتوا خيارنا لا بكسر الخاء ولا بفتحها.. واللي بده ينشق، ينشق مشان حاله هو.. مشان يلاقي له ركن صغير  في تاريخ الثورة المجيد أحسن إله من المزبلة.. ولا يطلب مننا شي مقابل هدا قبل ما تشفى الجراح وتنام..
وبصراحة أكتر بقول لهم: شقيتونا شق يا سادتي المنشقين
واللي بيقول اني عم ثبط الهمم عن الانشقاق.. وعم خرب اللي عم يساووه.. بقول لهم: إيه وعندي الاستعداد اتحمل المسؤولية.. حاكم بهالأيام كل مين عم يدور على حدى يحملوه مسؤولية التعثر والإنسداد.. وأنا بقول إني مستعد لإني شايف الأفق مفتوح رغم كل تلال الأخطاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق