25‏/02‏/2012

اعتذار وتوضيح

اعتذر عن الغياب طيلة ثلاثة اسابيع قاسية، أدمت قلبي حقيقة.. لشدة النزف من دمي السوري.. لكنها لم تحطم نفسي
ولا أخفيكم أنني لم أتفاجأ بما حدث تماما.. وكنت تنبأت به في أكثر من مقال سابق منشور على المدونة.. وحتى منذ البداية من قبل بدأ الثورة في آذار.. بل منذ الارهصات الاولى للثورة مطلع العام الماضي.. كنت أتوقع أن الشعب السوري ماض في اختيار التحدي والسير على طريق الحرية.. وكنت أتوقع أن هذا الخيار سوف يرافقه مشاهد ومحطات قاسية جدا في مواجهة نظام مجرم متجرد من كل قيم الانسانية..
وكان خياري بأن أشارك بهذه الطريقة من الكتابة الساخرة وبهذا الاسم منذ مطلع العام الماضي من واقع ادراكي أن افضل طريقة للتغلب على قسوة هذه المشاهد وتجاوزها هي السخرية.. وذلك لقناعتي بأن السخرية تخفف من وقع المآسي وتساعد على تجاوزها وتعطي القوة الدافعة للاستمرار..
عندما انطلقت الشرارة من دمشق وتفجرت في درعا ثم انتقلت الثورة الى بانياس ودوما وداريا  فقد كانت مليئة بالشجاعة والتضحية.. والفداء.. لكنها كانت ايضا معبأة بالجدية ومثقلة بالكآبة.. وعندما استلمت حمص الشعلة.. فقد احدثت الفارق النوعي بتجذير روح الاستمرار عن طريق السخرية والنكات والتنويع.. وقد جعل الغناء والرقص حول النعوش جنازات الثورة السورية أسطورة من أساطير العصر الحديث.. لقد أعادت حمص انتاج الثورة من جديد واعطتها دفعة قوية.. واعادت تصديرها الى كافة انحاء سورية.
لقد طبقت حمص نظريتي بنجاح خارق وجعلت الفكرة واقعا على الأرض.. وان يكن سحر السلاح قد طغى في الآونة الاخيرة وقد جعل الثورة تأخذ منحى جديد مفتوح على احتمالات مختلفة
وكما قلت كنت اتوقع ان النظام سوف يقوم بسلسلة مجازر دامية.. ولا أخفيكم بأنني لم اتوقع أن تكون المجزرة في حمص فقد كنت ارجح ان تكون في ادلب لأنها الأقرب ان تكون منطقة عازلة وان كان خيار حمص او حماة غير مستبعد..
ولكن مع هذا الاستعداد النفسي عندما شاهدت مناظر القصف وجثث الشهداء تحت الانقاض وجدت قلمي يمتنع عن الكتابة وتستعصي الكلمات رغم انه قد دار في رأسي آلاف الأفكار ولكنني لم استطع التعبير عنها
لست متشائما ابدا من الناحية السياسية  (لكني فقط حزين من الناحية الإنسانية) وأنا مؤمن كما قلت سابقا أن النظام قد سقط – وليس سيسقط – ولم يبقى سوى الاعلان الرسمي عن ذلك.. والأصعب هو استكمال دفع الثمن الغالي من ارواح الشعب السوري.. وليس لدي أدنى شك أن ما يفعله النظام منذ أكثر من شهر هو ضربة اليائس.. وهي لن تفيده من الناحية السياسية.. وفقط سوف تؤلم الشعب السوري لكنها لن تثنيه عن تحقيق اهدافه في الحرية والكرامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق