الشي اللي بيعجّب فعلا انه يكون فيه هالاتفاق بين النظام من جهة وأمريكا
وأوربا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية الدولية بعدم
استخدام كلمة ثورة أو أي من مشتقاتها لوصف الوضع في سورية ولو كانوا مختلفين عن
خطابه المتبني لنظرية المؤامرة الخارجية وعبارة الحرب على سورية فهمة بيستخدموا
عبارة الحرب في سورية أو الصراع في سورية أو الأزمة في سورية.. أو النزاع المسلح..
وكل هي التعابير بتعني وجود طرفين متساويين من الناحية النظرية ولو اختلفت
موازين القوى.. وبكل الأحوال وكل التعابير مو بس بتلغي وجود ثورة أو انتفاضة شعبية
بس.. كمان بتلغي وجود الشعب السوري من أصله كقوة موجودة على الأرض إله إرادة
سياسية أو مطالب مشروعة بالحرية وحكم نفسه بنفسه كأي شعب من شعوب الأرض.. وكل
توصيفهم إله كلاجئين.. أو مدنيين محاصرين.. أو منكوبين أو معتقلين أو مشرديين..
وحتى تعبير المعارضة صار عندهم متبوع بصفة المسلحة حصرا.. متجاهلة كل
الصفات التانية.. وهدا بيعني بالضرورة أنه فيه طرفين متنازعين على السلطة فقط
وبينهم فيه ضحايا لهدا الصراع المسلح.. وهدا أكبر ظلم وإهانة للشعب السوري اللي
اشعل الثورة وتحمل نتائجها بكل عزم وإرادة
ويمكن هدا مشان يعفي ضميرهم من تبعات تحمل أي مسؤولية سياسية أو اخلاقية
باستثناء تعاطف خجول مع بعض الحالات الانسانية الفردية..
وهدا بيذكرنا بموقف الغرب من القضية الفلسطينية وثورة الشعب الفلسطيني من
أجل تحرير أرضه والحصول على حقوقه السياسية والانسانية.. وتحويلها من قضية شعب إلى
قضايا لاجئين ومشردين.. مع خلط متعمد مع كل قضايا العالم من إرهاب وتوازنات القوى
وتقسيم المصالح..
على كل ما بيكفي ننظر لموقف الاخرين ولازم ننظر لموقفنا نحن، ونشوف دورنا
بتكريس هي النظرة العوراء لثورة الشعب السوري
فلو تابعنا إعلام الثورة بالآونة الآخيرة منلاحظ أنه بيغلب عليها أخبار
القتال والقتل والمجازر والمآسي.. وكل هدا بيتوافق مع صورة الحرب الأهلية
في حين انه فيه تهميش لكل النشاطات والفعاليات السلمية والشعبية.. وفي
تراجع للانتاج الفني والأدبي والفكري.. وإذا صار أي تغطية بتكون خجولة أو هامشية
بتمر بدون توقف أو تحليل أو إبراز تحت بقعة الضوء..
هدا مو من طبيعة الثورة اللي بتسعى لكل مشاركة حتى لو بشق ابتسامة أو نكتة
أو..
وكنا قد ذكرنا في مقال سابق: أن حمص هي اللي حولت الانتفاضة السورية إلى
ثورة لما حولت المظاهرات لحفلات سمر.. والجنازات لأعراس.. والاحتجاجات إلى نكت
وطرائف وكليبات.. وغناء ورقص.. حتى استخدام السلاح خلته مسخرة وخلت جناد الرصاص
حبل بامية وقذائف البيتنجان والبطاطا.. ومحت كل الفواصل بين الحزن والفرح بين الجد
والهزل.. الحلم والحقيقة.. وهي هي الثورة بعينها
الثورة مو بس مظاهرات مو بس قتال واعتقال ومآسي وصور أطفال مضرجين و رؤوس
مقطوعة وجثث مشوهة..
وإذا كانت الثورة الفلسطينية جاهدت لترسم صورتها بإيدتين، واحدة تحمل
بالندقية والتانية غصن الزيتون فهدا خلها ثورة بسيطة وبائسة!!!
الثورة لازم يكون إلها عشرات الأيادي.. ممكن واحدة تحمل السلاح والتانية
تحمل غصن الغار والتالتة تحمل اغنية واخرى قصيدة وأخرى نكتة وأخرى لافتة وكاركتير
وصورة شهيد وصورة طفل بنظرة تصميم.. وأهم شي إيد تحمل صورة صديقي اللي قلت لكم
سابقا انه راح يزور خالته من شهور وشبطت فيه بنت الحرام..
ومراية نشوف فيه وجوهنا كيف صارت بعد كل يوم من أيام الثورة.. وإذا كانت
الابتسامة لسى موجودة ونظرة الأمل لسى موجودة عندنا فلا غالب لكم
الثورة حلم.. الثورة أمل.. الثورة بسمة في وجه الظلم تزلزل كيان كل يوم حتى
يخر متصدعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق