13‏/11‏/2012

من الشيخ تاج إلى الشيخ معاذ "سورية يا حبيبتي"


من تلات أيام وأنا متردد بكتابة هالمقال من خوفي إني أنزع على الناس فرحتهم بالاتفاق اللي صار بالدوحة.. والناس ما صدقت أنه يصير متل هيك اتفاق ليجدد الأمل بالخلاص من هالنظام اللي ما إله وصف بمعجم السياسة "على قولة عزمي بشارة"

بس بالآخر لاقيت أنه الأحسن أني كون صادق مع نفسي وإحساسي، وإذا كانت ثورتنا بالأساس ثورة للحرية والكرامة.. فإذا ما كنت رح اقدر قول اللي بنفسي وعبّر عنه بصراحة فشو فائدة هالثورة؟! لشو كانت كل هالتضحيات؟!

وبصراحة اللي رح قوله أصلا مو مبني على معلومات أدّعي امتلاكها دون غيري –وانا ما عندي جهاز مخابرات خاص- وإنما مبنية على ملاحظات وهواجس بس، ويمكن تكون خاطئة ويمكن يكون فيها شي من الصحة او مقاربة للحقيقة.. وعلى كل إذا ما اعجبتكم اعتبروها مجرد شطحة مجنون مو أكتر

يعني أول ملاحظة: أني حسيت حالي قدام برنامج ما يطلبه الجمهور!! يعني بدكم مسيحي؟ طيب، هي جورج صبرا رئيس للمجلس الوطني.. يعني زعلتو أنتو ومعشر الحريم بسورية والعالم أنه الأمانة العامة للمجلس ما طلع فيها ولا امرأة! طيب، هي سهير الأتاسي نائب لرئيس التحالف، شو بدكم أحسن من هيك؟!.. بدكم الداخل؟ حاضرين هي تمثيل للداخل.. بدكم العسكر والجيش الحر والمجاس العسكرية؟ بس اتدللوا.. شو بدكم بعد؟!..ما بدكم تحلوا المجلس الوطني أو تنهوا دوره؟ طيب خلّوه.. وخلّيه يصير الراعي الرسمي للمبادرة!.. ما عاد إلكم ثقة بالسياسيين التقليديين؟ طيب هي الشيخ معاذ الخطيب رئيس

طيب شي حلو كتير.. ومع احترامي لكل اللي انذكروا، بس هدا توافق والا اتفاق والا استرضاء؟!

الملاحظة التانية: أنه تصير الاجتماعات بالتزامن مع الانتخابات الامريكية، والاتفاق بعدها دغري وبقطر.. وبتمنى ما تفهموني بالعقلية العربية التقليدية الميالة للتخوين ونظرية العمالة والمؤامرة.. وأنا مو معترض على المبدأ لو كان معلن.. ومو عيب أننا نتعامل مع الحقايق بالسياسة، والحقيقة أنه أمريكا قوة عظمى في العالم وإلها دور مؤثر بالمنطقة سواء اعجبنا هالشي أو لاء! بس محاولة التبرير بحكم الصدفة في السياسة هو أكبر غباء أو استغباء!!

الملاحظة التالتة: أنه بتغطية الجزيرة للاجتماعات كان أكتر شخص عم يظهر باللقطات وبمختلف الوضعيات هو الشيخ معاذ الخطيب.. وبعدها يكون –بالصدفة أيضا- رئيس التحالف! ومع احترامي للرجل بس هدا اعطاني الإحساس أنه الطبخة مطبوخة من قبل وأنه الاجتماعات بس مجرد البهارات الناقصة قبل تقديم طبق اليوم!

وبصراحة حسيت بجرح للكرامة –اللي كانت اول عناوين الثورة- وأنا عم شوف "قطر- الجزيرة" عم ترسم مستقبل سورية مهد الحضارة "متل ما قال السيد الرئيس بخطابه"

ومعلش قولوا عني مجنون، بس هدا ذكرني بحادثة من تاريخ النضال الوطني السوري ضد الاحتلال الفرنسي لما جابوا الشيخ تاج الدين الحسيني! وقبل ما يكتب التاريخ حروفه كان الشيخ تاج لما صعد المنصة شاب ذكي متعلم متدين معتدل منفتح وعالم.. وابن أكبر علماء الشام "الشيخ بدر الدين الحسيني" ونال اختياره الرضا والاستحسان لدرجة انه الشعب السوري طلع بمظاهرات التأييد يهتف له: "يا شيخ تاج.. ويا أبونا الفرنسية نهبونا.." وبعد أشهر طلعت المظاهرات تهتف ضده: "يا شيخ تاج ويا بومة.. يا ابو الدقن المبرومة.." لأنه مشروعه طلع لتكريس الاحتلال مو مشروع التحرر اللي كان الشعب السوري متأمل فيه

على كل أنا ما بدي كون غراب البين –حسب المأثور الشعبي- اللي ما بيجيب إلا الأخبار السيئة.. واللي متابع كتاباتي بيعرف أنه أنا ابدا ما كنت متصيد أخطاء أو مهول لها.. بالعكس أنا كنت مع وضعها ضمن سياقها الطبيعي "مو تبريرها" والتعامل معها لأني كنت ومازلت مقتنع أنه الثورة مو عمل مثالي أو درس نظري وانما عمل شعبي بشري.. والأخطاء من من طبيعية أي عمل بشري.. وأكبر خطأ أنه نزيل البعد الإنساني من سياق ثورة الشعب السوري العظيم "طبعا إذا ما كانت هالأخطاء بتغيير السياق العام للثورة"

كان ممكن المقال ينتهي هون بس أنا حبت بس أذكر نقطة واحدة من خطاب الشيخ معاذ أظن أنها كاشفة للعقلية السياسية للنخبة الجديدة اللي اجتمعت "تحت الجذر التكعيبي فوق رمال الدوحة" وهي مقولة: "أننا لم نقدم أي تنازل لأية جهة.."

طبعا أنا ومن أمامي كل الشعب السوري نتمنى أن تكون هي الحقيقة.. بس للأسف، ويمكن أنا وحدي أشك بهالشي.. وكنت بتمنى من كل قلبي لو كان عند هالنخبة الجرأة والشجاعة أنها تقول الحقيقة متل ما هي، بدل ما نخفيها بخطبة عصماء لخطيب مفوه مقتدر.. ويكون وراء الأكمة ما وراءها

كنت بتمنى من كل قلبي أنه يقول: أننا وبصراحة مع الذات ومع الداخل والخارج، بأننا –رغم كل الجهود والتضحيات- فشلنا بإزالة هدا النظام المتجذّر المتشبع بروح الإجرام.. بإمكاناتنا الذاتية، وإننا بحاجة لمساعدات حقيقية من أعدقاء سورية "لأنه بالسياسة ما فيه أصدقاء" للخلاص وللدخول في مرحلة جديدة من تاريخ سورية والمنطقة.. بس هي المساعدات رح يكون إلها تمن.. وبيجوز يكون تمن غالي "لأنه بالسياسة ما فيه شي ببلاش" وأن يكن حتى هدا التمن مو قدر محتوم ويمكن ثورتنا لازم تستمر لتجاوزه في المستقبل المفتوح لإرادة الشعوب..

يمكن هدا الخطاب ما كان ينال التصفيق والتهليل اللي أخده خطاب السيد الرئيس.. بس يمكن وقتها يكون التفويض أكتر مصداقية وجذرية واظن انه الشعب السوري بهاللحظة بالذات كان عنده الاستعداد لتقبله واستيعابه.. واظن أنه كان أحسن بكتير من خطاب ينبني عليه آمال أكبر بكتير من معطيات الواقع وكان أحسن لمستقبل سورية.. ولمستقبل السيد معاذ نفسه، لأنه شعبنا بيحب بلا حدود إذا أثرتَ عواطفه.. وبيكره بلا حدود إذا خييبت الأمال اللي عشمته فيها.. ومشان هيك استحضرت قصة الشيخ تاج، يا شيخ معاذ

ومعاذ الله ان أكون من الشامتين.. فسورية –وليس الأشخاص أو التكتلات- قضيتي   

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق