09‏/09‏/2012

مطر.. يا غياث مطر


كنت قد كتبت هذا النص في ذكرى مرور أربعين يوما على استشهاد غياث مطر وكان قد سبقها بأيام ولادة ابنه الذي تأخر موعد ولادته وحمل نفس اسم ابيه غياث وبين غياث الابن القادم والاب الراحل وقفت الكلمات حائرة مذهولوة
والآن قبيل أيام من الذكرى الأولى لاستشهاده جاءت مذبحة داريا مدينته المضرجة بالورود الحمراء والأمل.. وتقف الكلمات عاجزة مشلولة

يفتح غياث عينيه قليلا
يبهره النور
يغمض غياث عينيه طويلا
يغمره الصمت
يحرك ذراعية الغضتين
يرسم في الفراغ كلمات غير مفهومة
يسكن غياث في بوتقته الصغيرة
يخجل من كثرة العيون التي تراقبه
يسكن تعبا.. مدهوشا
يستعجل غياث  في الرحيل
ويتأخر غياث عن موعد الوصول
يخجل من كثرة العيون التي ترقبه
يأتي على مهل كعادته
لا يلوح للمنتظرين مثل الأبطال
ويبكي.. يصرخ.. مثل الأطفال
يسكن غياث في اللحد مثل الرجال
ويغمض عينيه طويلا
يسكن غياث في المهد مثل الأطفال
ويفتح عينيه طويلا
يغمره النور.. ونظرات ملهوفة
تحدق فيه طويلا
تتأمل قسماته غير المفهومة
يسمع تكبيرات.. لا يبصر قائلها
تنفرج الشفتان قليلا
وشُبه لهم.. طيف ابتسامة غير مفهومة
فيسكن في المهد قليلا
تتسمر نحوه العيون.. بنظرات مهمومة
يصرخ غياث.. يبكي منزعجا
خذوه فأرضعوه..
يسكن في المهد قليلا
يصرخ غياث.. يبكي ثانية..
خذوه فغسلوه
................
يبكي.. يصرخ من جديد
خذوه فغيروا ملابسه
.................
يبكي.. يصرخ
خذوه..
ماذا تريد يا غياث؟؟!
خذوه.. خذوه
اعطوه.. اعطوه
أي شيء يريد أعطوه
يصرخ.. يصرخ..
ماذا يريد من كان في المهد صبيا
لا أحد يفهم
أن غياث يريد: مطرا.. وحرية
مطرا.. وحرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق