12‏/09‏/2012

العقل والجنان في الثورة السورية 5

ما بعرف إذا لسى متذكرين الأجزاء القديمة من هالمقال بس رح ذكركم بالمقولات الأساسية اللي بني عليها المقال وهي :
  • ساعة جنان أحسن من خمسين سنة عقل "يمكن صارت سنة ونص جنان.."
  • أنا مع أي جنان إذا كان فيه بالأخر عقل يقدر يلمه.. وأنا وضد أي عقل إذا ما كان عنده شوية جنان يحركه
  • النظام سقط.. والموضوع فقط مسألة وقت.. بس الوقت هو كلفة بشرية مؤلمة وخسائر اقتصادية فادحة.. وكلما طال الخسائر رح تكون أشد وأفدح
بس يمكن الجنان اللي ساواه النظام أكبر من اللي اتوقعه أكبر المجانين بالعالم.. وما خفي أعظم كمان
بس كمان الصراحة أنه كل الأطراف هلق صارت غرقانة ببحر من الجنان.. من أقصى اليمين لأقصى اليسار.. من أقصى الشمال لأقصى الجنوب.. من الداخل إلى الخارج..
وحتى أنا اللي كانت حلمان أني كون مجنون الثورة مو عارف لاقي لي مكان وسط هالبحر من الجنان.. وهالبحر من الدم والخراب والأشلاء والدمار..
ما عدت عرفان شو لازمنا هلق؟ جرعة أكبر من الجنان على مبدأ "داويها بالتي كانت هي الداء"
والا جرعة من العقل، ما بعرف وين بدنا نحقنها.. ولم يبقى من جسدي موضع شبر لم تصبه طلقة قناص أو قذيفة مدفع.. حتى عضامي داستها جنازير الدبابات.. ولحمي احترق بال "تي إن تي".. راسي طار بقذيفة طيارة.. وجسدي تبعثر بين شتات الداخل وشتات الخارج.. وذهني تبعثر بين معارضة الخارج برؤيتها المشوشة، وارتباطاتها المجهولة، وصراعتها وتناقضاتها الظاهرة للأعمى قبل البصير.. والا معارضة الداخل بين جزأين الأول عايش بين الكتب والتاريخ وسدود التنظير السياسي اللي مخليها تقدر تفهم كل شي عم يدور بالعالم من الشرق للغرب وبنفس الوقت مو قادرة تفهم اللي عم يدور حواليها على الأرض.. وهي كمان مفصولة عن الواقع وانفصلت حتى عن قواعدها وصارت راس بدون جسد مفتوح على العالم ومغلق علىى الواقع.. وعيون شايفة الأفق البعيد ومو شايفة بين رجليها..
ومعارضة عايشة الواقع بكل آلامه.. وعم تقود كل جنان الحراك الثوري المدني والعسكري.. ومو شايفة شي من اللي عم يدور بالعالم.. ولا شايفة غير الجنان اللي عم يساويه بقايا نظام اتحول لعصابة إجرام شامل ما إلها هدف إلا الدمار والخراب والقتل لوجه القتل..
ويمكن قمة الجنان أنه نفكر أنه الشي اللي عم نحكيه أو نكتبه بالصحف أو بالإنترنت أو عالفضائيات.. عم يوصلهم!! لأنه هدول ناس صاروا مشردين بين الجبال والأحراش أو وسط الدمار بلا كهربا ولا نت..لا تلفزيون ولا خ.. ولا وقت إلا المسافة بين القذيفة والقذيفة.. وما عم يقرؤوا إلا ما بين سطور الدمار والقتل.. وإشارات الاستفهام والتعجب اللي عم يزرعها الحقد والعنف.. فهل للعقل مكان وسط هذا!!؟
أكيد انه جنان العصابة الحاكمة بسورية قدر يفصل بين جسد الثورة و رأسها "مجازا طبعا" ولو أنه أهم ميزة للثورة السورية أنها ثورة بلا رأس لذلك استعصى القضاء عليها رغم استخدام كل وسائل العنف والجنان.. والميزة الأهم أنه كل خلية عم تقدر تقوم بكل وظائف الجسد ولو بالحد الأدنى الكافي لاستمرار الحياة "الثورة"
وين مكان العقل هلق؟ وشو الخيار العاقل؟
الحوار!!! أكيد هدا صار جنان بعد كل هالدمار
وأظن أنه فشلت كل المراهنات الدولية والداخلية على انه يطلع جزء من النظام يساوي اختراق لهدا البحر من الجنان السلطوي المنفلت من كل القيود
وأظن أنه فشلت كل المراهنات الدولية أنه الشعب السوري ينهك ويستسلم ويقبل بشي أقل بكتير من حجم التضحيات اللي قدمها.. وحتى لو قبل فيه جزء من المعارضة.. فشو اللي بيضمن الناس اللي قلنا عنهم أنهم يقبلوا او يلتزموا؟!
وبين كل هدا باعتين لنا الرجل الأخضر بعد ما احترق الأخضر واليابس!
وين عقل "المجتمع الدولي"؟؟! أكيد ضايع بين صراع المصالح الدولية والإقليمية
وشو بده يساوي الرجل الأخضر أكتر من اللي ساواه الرجل الأسود على بلاطة بيضا وبين برك الدم الأحمر؟
وهي على فكرة ألوان علم الثورة.. علامة من علامات النصر.. مهما كان الجنان.. بالآخر ما بيغير من الحقيقة اللي بيدركها أي حدى عنده ذرة عقل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق