27‏/09‏/2012

السالب والموجب في الثورة السورية 1

هدا الاسم مسروق من اسم برنامج كان مشهور بالسبعينات والتمانينات كان يقدمه الاستاذ توفيق الحلاق –اللي اسعدني حقيقة انه انشق عن صفوف النظام بفترة مبكرة وانضم لصفوف الثورة- وإن كان خوفي انه يصير مقالي متل ما صار برنامج الحلاق اللي بدا بؤصد الظواهر السلبية والمقابلات الإيجابية في المجتمع السوري بوقتها بس انتهى بإنه صار برنامج السالب والسالب.. وأكيد هدا ما كان بسبب نقص الظواهر الإيجابية.. ولكن بسبب إغراء السالب.. ويمكن هدا طبيعة الكون بانه الشحانات السالبة أكتر جذبا من الشحنات الموجبة.. وطبيعة البشر بشكل عام والتركيبة الشرقية الأكتر انجذابا للسلبيات!! ويمكن لأنها بتنظر للإيجابيات بأنها الوضع الطبيعي اللي ما بيستحق أنه يتوقف عنده، او يلتفت إله!! وبتمنى إني ما أوقع بهالفخ، مشان هيك بحاول إني ابدى بالإيجابي قبل السلبي "والله المستعان"
أهم ظاهرة إيجابية ملفتة بهالثورة العظيمة هي المشاركة الواسعة من قطاعات كبيرة من المجتمع السوري بالأخص من جيل الشباب من سن 15 ل 25 سنة وبالتحديد من الشهر الرابع اللي اتجذرت فيه الثورة بعدة محافظات وصارت حالة شعبية شبه شاملة من الكبير للصغير للمقمط بالسرير من الغني للفقير.. من الجاهل للمتعلم.. لكبار السن لأصحاب الحاجات الخاصة..
وإن كان العبء الأكبر على فئة الشباب.. بالأخص إذا أخدنا بعين الإعتبار أنه نظرة المجتمع لهالفئة كانت سلبية جدا قبل الثورة.. وكان فيه نظرة شك دائم بقدراتهم على تحمل المسؤولية والإبداع والقدرة غلى التغير.. وما كان فيه غير نار الثورة اللي قدرت تكسر هدا الحاجز الجليدي الرهيب.. وتغير المعادلات الاجتماعية السائدة.. وتعيد صهر المجتمع السوري من جديد
واللي شفناه من الصمود والقدرة على تحمل المسؤولية.. والإبداع والنضوج ما بس رجّع لنا الثقة فيهم بس، كمان رجّع لنا الثقة بأنفسنا، والثقة بالمستقبل والماضي كمان لأنه هدول بالبداية والنهاية همة نتاج عمل المجتمع السوري ككل ومقاومته السلبية للاستبداد طوال عقود
شايفين ما قدرننا ما نذكر السلبية حتى نحن بقمة النشوة الوطنية "الطبع غالب" على ما يبدو!!
على كل ما كان هدفنا نتجاوز عن الظواهر السلبية بشكل مطلق متل ما عم يحاول البعض يساوي بحجة رفع المعنويات أو حماية الثورة –حسب اعتقادهم- وهدا من الظواهر السلبية الكبرى اللي ما عم تخليهم يشوفوا الأخطاء مهما كانت كبيرة أو عم تدفعهم يسكتوا عنها بشكل مؤقت او مطلق رغم أنه هدا مو بمصلحة الثورة لا على المدى القريب "اللي هو تقريب لحظة النصر وتقليل الكلفة البشرية والمادية للنصر الأكيد"
ولا على المدى البعيد "اللي هو إعادة بناء الدولة والحياة السياسية على أسس ديمقراطية مدنية حديثة متحضرة بتعبر عن جيل الشباب اللي حمل الراية ودفع التمن الأكبر بهالثورة"
يتبع

21‏/09‏/2012

داريا حلم سورية

تدقُّ دَارَيّا طبولَ السلمِ
وتشهرُ كل يومٍ ورودَها
تنامُ على ضفافِ الحلمِ
وتصحو على صراخِ أولادِها:
"الله.. سورية.. وحرية.."
سلمية.. سلمية..
لو قتلوا كل يوم ميّة
سلمية.. سلمية..
مطلبنا هو الحرية..
تشهرُ دَارَيّا حناجِرَها
وتشدُّ حبالها الصوتية مشانقْ
تشحذ دَارَيّا سكاكينَ الحلمِ
تقتلُ القاتلَ ألفَ مرةٍ في اليومِ
وترفعُ اللافتاتِ والبيارقْ
تشهرُ دَارَيّا غياث بن مطرْ
وتحصي الشهداءْ
بالأرقامِ والاسماءْ
تمحو بهدوءٍ آثارَ الدمارْ
تلمْلِمُ بقايا الأشلاءْ
وتخزّنُ الفيديوهات والصورْ
تنامُ فوقَ بقايا الكابوسِ داريا
وتصحو على وقعِ الحلمِ من جديدْ
مع كل صرخةٍ حرية
مع كل مظاهرة.. ونعش شهيدْ
مع كل سحابة مطر ندِيّة
مع كل فجر جديدْ
تشهرُ داريا غياثَ الوليدْ
فكيف نكلّم مَنْ كانَ في المهدِ صبيا
تصرخ من مهد التاريخ االبعيدْ
تصرخُ من تحتِ الركامِ داريا
أنا نبيُّ الحب.. أنا رسولُ السلمِ
فاقطفوا من دمي أطيبَ العناقيدْ
واعصروا من آلامي مسكّنا للألمِ
كلوا.. واشربوا..
تظاهروا.. واهتفوا..
وقروا عينا
اصلبوني..
واذبحوني من الوريد إلى الوريد
كي أَهب لكم ما تيسر من الحلمِ
فهو علي هينا
وهزوا إليكم بجذع السلمية
تساقط عليكم كرامةً.. وحرية

13‏/09‏/2012

العقل والجنان في الثورة السورية 1-4

نعيد نشر الاجزاء الاربعة الاوائل من هذا المقال كما تم نشرها قبل عدة أشهر
العقل والجنان في الثورة السورية (1)
زمان قالوا الثورة بيخطط لها الأذكياء وبينفذها الشجعان وبيورثها الجبناء.. وأخواننا المصرين غيروها مؤخرا لتكون الثورة بيخطط لها الشبان وبينفذها الشجعان وبيورثها العسكر والإخوان
بس الثورة السورية لا حدى خطط لها ولا حدى اتوقعها!! ولا بأظن أن أي حساب عقلي كان رح يوصل إنها ممكنة.. وصدق فيها المتل الشعبي: (ساعة جنان أحسن من خمسين سنة عقل)
يعني وقتها كنا بحاجة للجنان.. وما بخبي عنكم إني اخترت اسم جحا قبل الثورة بشوية لأكتب شي فيه جنان و تحريض على الجنان.. لإني حسيت انه الثورة بحاجة لمجنون واحد على الأقل.. وما كنت عارف أنه البلد رح تتعبى مجانين وانه رح يصير طوفان من الجنان.. وصل لمستوى أنه تهتف كتير مناطق: (يا برهان إذا مو سمعان.. الشعب بده قصف طيران..)
وبوسط كل الجنان صرت عم حس حالي عاقل غصب عني ويمكن صارت كتاباتي غليظة غصب عني، وما بعرف إذابكون عم اظلم البلد لو قلت هلق أنه الثورة بحاجة لعاقل واحد على الأقل (أكيد مو أنا)

العقل والجنان في الثورة السورية 2
حتى ما نظلم حالنا لازم نقول بالبداية أنه الثورة السورية أثبتت أنها أعظم ثورة بالتاريخ المعاصر من حيث اللي واجهته من قمع وقسوة من النظام ومن تقاعس دولي وإقليمي، وكل اللي بينحكى عن قمع نظام الشاه أو ماركوس.. صار لعب أولاد قدام اللي شفناه من هدا النظام.. وهي القناعة ما لازم تزعزع بكل اللي رح نقوله لاحقا
أكيد أنه الثورات -كل الثورات- ما كانت جميلة متل ما منشوفها بالكتب اللي بتنقيها بعدين وبتبروزها وبتحطها بفترينا بمتحف التاريخ لتصير للعرض فقط.. بس لو نرجع ونشوف بعض الكتب أو الجرائد اللي رصدت تفاصيلها الصغيرة أو مراحلها المختلفة وخلافتها اللي تحت السطح أو فوق السطح.. منعرف أنه ما فيه ولا ثورة خليت من الجنان!! ويمكن الثورة الفرنسية صنفت كأعظم ثورة بالتاريخ لإنها اكتر ثورة فيها جنان بالتاريخ، وصلت لحد أنها قتلت ناس من أهم القادة والمفكرين من أمثال روبسبير وغيرهم، ونصبت المقاصل خبط عشواء.. فمو كتير على الثورة السورية إنها تهاجم هيثم مناع وبرهان غليون وحسن عبد العظيم.. وميشل كيلو!!
يعني أنا شايف إنه بعض الأمور عادية ومو شاذة عن الثورات السابقة.. وبنفس الوقت هي مليانة بالجنان والعقل بوقت واحد
فلولا العقل لكانت  البلد راحت لحرب أهلية أو طائفية لإنه النظام ما ترك وسيلة لدفعها بهدا الاتجاه..
ولولا الجنان لكانت الاحتجاجات ضلت محصورة بدرعا أو حوران والنظام حاول المستحيل لحصرها، وصابه جنان حقيقي لما لاقى إنها انتقلت لعدة مناطق كانت مفاجأتها بانياس
ولولا العقل ما اتأخرت حماة عن الاشتراك بالثورة اكتر من شهرين!! ولولا الجنان ما اتجذرت الثورة بحمص وصارت عاصمتها
لولا العقل ما إجت دعوات السلمية من مناطق ريفية.. ولولا الجنان ما إجت دعوات أو محاولت استخدام السلاح من بعض المدن!!
مع هيك كل هدا بالنسبة إلي مفهوم، بس في نقطة جنان واحدة هي اللي ما عم اقدر إفهمها، وهي اصرار البعض على طلب التدخل الدولي!!
يعني ببداية الثورة يمكن كانت مبررة اكتر لإنه ما حدى كان واثق انه الثورة ممكن تستمر بدون حماية دولية، وما حدى كان متوقع أبدا أنه الخسائر ممكن تكون قليلة بهدا الشكل!! (طبعا بتمنى هون لحظة عقل لحتى ما حدى يقول إني عم استهتر بالدم السوري او تضحيات الناس اللي عالأرض) بس بصراحة لو أنه الشعب السوري عارف أنه الثورة رح تكلف بس خمس او ست ألاف شهيد أو عشرة ما كان سكت على هدا النظام أربعين سنة
بس بلحظة جنان قرر الشعب السوري يثور واتحدى أي واحد كان متوقع وقتها أنه الخسائر رح تكون أقل من عشرات الآلاف.. ومع هيك الشعب قبل التحدي وكان قدها.. وخاض معركة من أذكى وأشرس المعارك بالتاريخ وقدر يسقط النظام بأقل بكتير من الخسائر اللي كانت متوقعة وبدون أية مساعدة تذكر
أنا عم قول وأنا بكامل قواي الجنانية أنه الشعب السوري فعليا أسقط النظام والموضوع هلق بس مجرد وقت.. وأنا عارف أنه هدا الوقت بيجوز يطول أو يقصر حسب الظروف.. وأنه الوقت بالنسبة للشعب السوري هو كلفة بشرية مؤلمة وكلفة اقتصادية مو سهلة كمان
بس التدخل الدولي أو الحماية الدولية هلق ما عادت رح تحقق لنا شي يذكر مقابل الشي اللي بدها تأخده يعني هي يمكن تقصر المدة شوية (وأنا أشك أنها رح تقلل الكلفة البشرية والاقتصادية) واللي رح تطلبه شي مو معروف بالنسبة إلنا لنعرف إذا الموضوع بيستاهل
يعني قمة الجنان هلق انه نطلب تدخل أي طرف خارجي ليجي يلملم المغانم بعد ما الشعب السوري بنفسه ساوى المعجزة ودفع تمنها من دمه ودمعه وماله
والجنان الأكتر أنه نفس الناس اللي حطموا أسطورة هدا النظام ودفعوا القسم الأكبر من الفاتورة هم نفسهم اللي عم يطلبوا التدخل الخارجي ومفكرين أنه هدا بمصلحتهم!!!
فإما همة مو قادرين يشوفوا اللي قدروا يعمله نتيجة الضغط اللي فارضه النظام عليهم، أو أنا ما عم أفهمهم أو فيه طرف مندس بيننا (طرف جنان)

العقل والجنان في الثورة السورية 3
امس كانت جمعة مثالية للشرح الفكرة اللي قلتها بالجزء السابق من اختلاط العقل بالجنان بهالثورة العتيدة، فمن حيث المظاهرات كانت كبيرة وجيدة، بس اسم الجمعة (ان تنصروا الله ينصركم، والحماية الدولية مطلبنا) بيمثل قمة التناقض اللي ما ممكن يقبله عقل!! مشان هيك، فيه ناس حذفوا النُص الأول منها وناس حذفوا النُص التاني وهدا شي ممكن نتفهموا بس اللي تركوها متل ما هي فهدا هو الجنان بعينه!!
على كل قلت -من بداية هالمقال- أنه أنا مع الثورة بكل جنانها وعقلها.. يمكن لإنها بتشبهني، أنا كمان مزيج من الجنان والعقل!! ومليان تناقضات لدرجة إني كنت مخطط ابدى هالجزء بكلمات مباركة من كتاب الله (ع) وكلمات للشيطان
الاولى: (يا قومي أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم لما انهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) صدق الله العظيم
الثانية: ..الأمم المتحدة لم تنفذ أي من قراراتها بخصوص الشرق الأوسط.. إنها لا تتمتع بأية مصداقية في المنطقة.. إنها لعبة نلعبها ولا يعني أننا نصدقها..
هدا كلام صحيح مية بالمية بس أنه يقوله رئيس جمهورية بمقابلة علنية هو الغلط مية بالمية.. (طبعا هدا مو نوبة منحبكجية مفاجئة).. أنا قصدي إنه حتى الشيطان بمعظم الأحيان ما بيقول الأشياء الغلط بس هو بيوظف الأقوال في سبيل الفساد في الأرض
ما بعرف هالمقدمة قربتنا من الشي اللي كنا عم نحكي فيه ولا بعدتنا ونستنا!!
أنا لسى ما ضعت ولا ضوعت واللي بدي قوله على بلاطة هيك: أنه ما نصدق الكذبة اللي كذبناها – او كذبوها علينا- عن الحماية الدولية.. ونرجع للعقل شوية (طبعا مع استمرار جنان الثورة)
لإنه –برأيي- الحماية الدولية نزغ من عمل الشيطان.. بتبين حلوة ولذيذة متل ما الشيطان بيصور لنا الخطيئة بس آخرتها وخيمة..
والله متت من النعس منكمل بكرة (يتبع)

العقل والجنان في الثورة السورية 4
كإنه إمبارح قبل ما نام كنا عم نحكي بموضوع الحماية الدولية، مو هيك؟؟
على كل هي آخر مرة رح إحكي فيها بهالموضوع وبعدها إنتو أحرار (وما أنا إلا من غزية..)
باختصار – وتكملة للي قلناه إمبارح – إذا كانت المطالبة بالحماية الدولية لعبة عم نلعبها فهدا قمة العقل.. أما إذا كنا مصدقينها فهدا قمة الجنان
وما بخبي عنكم إمبارح لما نمت فوق الورق شفت بنومي أنه هي لعبة عم يلعبوها الثوار وهمة مو قابضينها بفرنك.. بالأخص بحمص –اللي منها أقوى الدعوات- لإنه الحماصنة مو بس جننوا النظام!! لاء جننونا معه كمان.. يعني أنا ما عدت عارف مزحهم من جدهم.. يعني طلعوا يهتفوا ضد المحافظ، ولما قاموا لهم إياه، صار بدهم إسقاط النظام.. ولما سقط النظام صار بدهم إعدام الرئيس.. وعلمك كنا عم نلعب بالفتيش وقاذف البطاطا والبصل.. وعم نتمسخر علمك قلبت جد.. وجد الجد كمان.. وبنفس الوقت ما عم أعرف ميز عندهم الجنازة من العرس من المظاهرة.. شي بيجنن
ولما كانت حمص تقريبا لحالها بالميدان بعد حصار درعا وريف الشام وكان عند العرب والغرب شكوك من استمرار الثورة ما طالبوا بالحماية الدولية!!! وهلق لما الثورة تجذرت بأربع خمس محافظات عالأقل والباقي رجله بلشت تأخد عالشارع، ولما عاد فيه شك لا بالشرق ولا بالغرب من انه الثورة مستمرة والنظام ساقط صاروا مصرين على الحماية الدولية.. إيه والله رح يشككوني باللي عم شوفه واسمعه، ليكون عن جد كله فبركات عم تصير بالدوحة!!
يعني أنا ما بظن أنه الحماصنة بالذات لحقوا ينسوا أنه حلف الناتو بليبيا ترك الناس بمصراتا شهر كامل تحت قصف صواريخ الغراد والمدفعية سقط فيها اكتر من ست ألاف شهيد لغاية في نفس يعقوب (مع إنه كان معه تفويض كامل بحماية المدنيين وقابض تمنها عالمضمون)
وما بظن نسوا في 1991 لما الأمريكان والتحالف غضوا النظر عن طيران صدام بالمناطق الممنوعة مع إنه كان في قرار واضح من الأمم المتحدة تحت الفصل السابع.
(ورح قول لكم شغلة برى الموضوع: -بس تذكروها من هالمجنون- لو صار وساووا مناطق آمنة بسورية احتمال تصير أخطر مناطق فاحذروها)
وبالسودان شو ساوت مذكرة توقيف البشير ورفاقه وتحويلهم لمحكمة الجنايات؟! وقفت القتل؟ حمت المدنيين؟ والغرب عاملوا إياها فزاعة كلما قال لاء بيرفعوا له إياها وكل ما هو ماشي على الصراط غير المستقيم بيغضوا النظر عنه.. بس المذكرة قائمة.. وعيش يا حشيش لينبت الكديش.. (لك شو حشيش ما حشيش)
خلينا نصحصح الله يرضى عليكم.. يعني أنا اللي  الله مورجيني إياه: أنه الحماية الدولية وحقوق الإنسان والمسؤولية الأخلاقية للمجتمع الدولي ومحكمة الجنايات.. كلها شغلات حلوة وصحيحة بس الإخراج سيء (مسروق من بليد)
طبعا قلت لكم أنا ما ضد أنه نلعب اللعبة – حتى لازم نلعبها صح- بس أصحى ثم أصحى أنه نصدقها!!! هون الجنان!!!
يا ربعي أنا قلت كل اللي معي.. وبعرف إني كترت اللعي.. وبقول لكم وأنا بكامل الوعي: إني معكم لو ما كنتوا معي.. وإذا بدكم تجنوا، أنا أبو الجنان كله يا بني ربعي
وأنا مع أي جنان إذا كان فيه عقل قادر بالآخر يلمه أو يضبطه
وأنا ضد كل عقل أو وعي إذا ما عنده شوية جنان تقدر تحركه
وخلص انتهينا من الموضوع.. سكرنا وجبر الله
ويلعن أخت هالحشيش اللي توزع لنا إياه الجزيرة.. شكله مضروب وفوتنا بالحيط

 



 





12‏/09‏/2012

العقل والجنان في الثورة السورية 5

ما بعرف إذا لسى متذكرين الأجزاء القديمة من هالمقال بس رح ذكركم بالمقولات الأساسية اللي بني عليها المقال وهي :
  • ساعة جنان أحسن من خمسين سنة عقل "يمكن صارت سنة ونص جنان.."
  • أنا مع أي جنان إذا كان فيه بالأخر عقل يقدر يلمه.. وأنا وضد أي عقل إذا ما كان عنده شوية جنان يحركه
  • النظام سقط.. والموضوع فقط مسألة وقت.. بس الوقت هو كلفة بشرية مؤلمة وخسائر اقتصادية فادحة.. وكلما طال الخسائر رح تكون أشد وأفدح
بس يمكن الجنان اللي ساواه النظام أكبر من اللي اتوقعه أكبر المجانين بالعالم.. وما خفي أعظم كمان
بس كمان الصراحة أنه كل الأطراف هلق صارت غرقانة ببحر من الجنان.. من أقصى اليمين لأقصى اليسار.. من أقصى الشمال لأقصى الجنوب.. من الداخل إلى الخارج..
وحتى أنا اللي كانت حلمان أني كون مجنون الثورة مو عارف لاقي لي مكان وسط هالبحر من الجنان.. وهالبحر من الدم والخراب والأشلاء والدمار..
ما عدت عرفان شو لازمنا هلق؟ جرعة أكبر من الجنان على مبدأ "داويها بالتي كانت هي الداء"
والا جرعة من العقل، ما بعرف وين بدنا نحقنها.. ولم يبقى من جسدي موضع شبر لم تصبه طلقة قناص أو قذيفة مدفع.. حتى عضامي داستها جنازير الدبابات.. ولحمي احترق بال "تي إن تي".. راسي طار بقذيفة طيارة.. وجسدي تبعثر بين شتات الداخل وشتات الخارج.. وذهني تبعثر بين معارضة الخارج برؤيتها المشوشة، وارتباطاتها المجهولة، وصراعتها وتناقضاتها الظاهرة للأعمى قبل البصير.. والا معارضة الداخل بين جزأين الأول عايش بين الكتب والتاريخ وسدود التنظير السياسي اللي مخليها تقدر تفهم كل شي عم يدور بالعالم من الشرق للغرب وبنفس الوقت مو قادرة تفهم اللي عم يدور حواليها على الأرض.. وهي كمان مفصولة عن الواقع وانفصلت حتى عن قواعدها وصارت راس بدون جسد مفتوح على العالم ومغلق علىى الواقع.. وعيون شايفة الأفق البعيد ومو شايفة بين رجليها..
ومعارضة عايشة الواقع بكل آلامه.. وعم تقود كل جنان الحراك الثوري المدني والعسكري.. ومو شايفة شي من اللي عم يدور بالعالم.. ولا شايفة غير الجنان اللي عم يساويه بقايا نظام اتحول لعصابة إجرام شامل ما إلها هدف إلا الدمار والخراب والقتل لوجه القتل..
ويمكن قمة الجنان أنه نفكر أنه الشي اللي عم نحكيه أو نكتبه بالصحف أو بالإنترنت أو عالفضائيات.. عم يوصلهم!! لأنه هدول ناس صاروا مشردين بين الجبال والأحراش أو وسط الدمار بلا كهربا ولا نت..لا تلفزيون ولا خ.. ولا وقت إلا المسافة بين القذيفة والقذيفة.. وما عم يقرؤوا إلا ما بين سطور الدمار والقتل.. وإشارات الاستفهام والتعجب اللي عم يزرعها الحقد والعنف.. فهل للعقل مكان وسط هذا!!؟
أكيد انه جنان العصابة الحاكمة بسورية قدر يفصل بين جسد الثورة و رأسها "مجازا طبعا" ولو أنه أهم ميزة للثورة السورية أنها ثورة بلا رأس لذلك استعصى القضاء عليها رغم استخدام كل وسائل العنف والجنان.. والميزة الأهم أنه كل خلية عم تقدر تقوم بكل وظائف الجسد ولو بالحد الأدنى الكافي لاستمرار الحياة "الثورة"
وين مكان العقل هلق؟ وشو الخيار العاقل؟
الحوار!!! أكيد هدا صار جنان بعد كل هالدمار
وأظن أنه فشلت كل المراهنات الدولية والداخلية على انه يطلع جزء من النظام يساوي اختراق لهدا البحر من الجنان السلطوي المنفلت من كل القيود
وأظن أنه فشلت كل المراهنات الدولية أنه الشعب السوري ينهك ويستسلم ويقبل بشي أقل بكتير من حجم التضحيات اللي قدمها.. وحتى لو قبل فيه جزء من المعارضة.. فشو اللي بيضمن الناس اللي قلنا عنهم أنهم يقبلوا او يلتزموا؟!
وبين كل هدا باعتين لنا الرجل الأخضر بعد ما احترق الأخضر واليابس!
وين عقل "المجتمع الدولي"؟؟! أكيد ضايع بين صراع المصالح الدولية والإقليمية
وشو بده يساوي الرجل الأخضر أكتر من اللي ساواه الرجل الأسود على بلاطة بيضا وبين برك الدم الأحمر؟
وهي على فكرة ألوان علم الثورة.. علامة من علامات النصر.. مهما كان الجنان.. بالآخر ما بيغير من الحقيقة اللي بيدركها أي حدى عنده ذرة عقل

09‏/09‏/2012

مطر.. يا غياث مطر


كنت قد كتبت هذا النص في ذكرى مرور أربعين يوما على استشهاد غياث مطر وكان قد سبقها بأيام ولادة ابنه الذي تأخر موعد ولادته وحمل نفس اسم ابيه غياث وبين غياث الابن القادم والاب الراحل وقفت الكلمات حائرة مذهولوة
والآن قبيل أيام من الذكرى الأولى لاستشهاده جاءت مذبحة داريا مدينته المضرجة بالورود الحمراء والأمل.. وتقف الكلمات عاجزة مشلولة

يفتح غياث عينيه قليلا
يبهره النور
يغمض غياث عينيه طويلا
يغمره الصمت
يحرك ذراعية الغضتين
يرسم في الفراغ كلمات غير مفهومة
يسكن غياث في بوتقته الصغيرة
يخجل من كثرة العيون التي تراقبه
يسكن تعبا.. مدهوشا
يستعجل غياث  في الرحيل
ويتأخر غياث عن موعد الوصول
يخجل من كثرة العيون التي ترقبه
يأتي على مهل كعادته
لا يلوح للمنتظرين مثل الأبطال
ويبكي.. يصرخ.. مثل الأطفال
يسكن غياث في اللحد مثل الرجال
ويغمض عينيه طويلا
يسكن غياث في المهد مثل الأطفال
ويفتح عينيه طويلا
يغمره النور.. ونظرات ملهوفة
تحدق فيه طويلا
تتأمل قسماته غير المفهومة
يسمع تكبيرات.. لا يبصر قائلها
تنفرج الشفتان قليلا
وشُبه لهم.. طيف ابتسامة غير مفهومة
فيسكن في المهد قليلا
تتسمر نحوه العيون.. بنظرات مهمومة
يصرخ غياث.. يبكي منزعجا
خذوه فأرضعوه..
يسكن في المهد قليلا
يصرخ غياث.. يبكي ثانية..
خذوه فغسلوه
................
يبكي.. يصرخ من جديد
خذوه فغيروا ملابسه
.................
يبكي.. يصرخ
خذوه..
ماذا تريد يا غياث؟؟!
خذوه.. خذوه
اعطوه.. اعطوه
أي شيء يريد أعطوه
يصرخ.. يصرخ..
ماذا يريد من كان في المهد صبيا
لا أحد يفهم
أن غياث يريد: مطرا.. وحرية
مطرا.. وحرية