قصيدة مهداة الى روح الشهيد إبراهيم قاشوش بمناسبة مرور عام على استشهاده على مذبح الحرية
لقد كان إبراهيم ثورة
وكان العاصي ثورة
وكان الغاب ثورة
وكانت الشام ثورة
وكانت الأمة ثورة
وكانت الثورة قاشوشْ
سيلٌ يقشُّ التالف واليابسْ
يطهِّرُ أرضَ العربان من الدسائسْ
يسوّي بالأرضِ كثبان الرملِ
التي جمعتها رياحُ السَمُومِ
في أعوامِ القحط والجنونْ
ويمحو حدود الخوف والسكونْ
وينبش الجمر الذي كان مدفونْ
ليشعل النارَ في الهشيمِ
ويشعل الثورة في النفوسْ
لقد كان إبراهيم ثورة
وكانت الثورة قاشوشْ
تقشُّ العروشَ والكروشْ
عروش قامت فوق جماجم ابنائنا
فَرْشُها من جلدنا المسلوخْ
مسندها من خوفنا الموروثْ
ومن بقايا وعينا المغشوشْ
تاجروا بكل قضايانا
الكبرى والصغرى.. وما بينهما
من فلسطين الى نيكرجوا
من العدالة إلى الوحدة
من التعليم إلى الصحة
من السلاح إلى الرغيف المنقوشْ
وكروش امتلأت من قوتنا
من جوعنا
من كدّنا
من فقرنا
من عجزنا
من صمتنا
تضخّمتْ.. تكوَّرتْ..
تورَّمتْ.. تعملقتْ..
وصارت كالشحم المنفوشْ
لقد كان إبراهيم ثورةً
وكانت الثورةُ صيحةً
وكانت الصيحةُ مزلزلةْ
نفضت عنا غبار الصمت والذِلّةْ
واسكنتنا فسيح جنات الحرية
في القبور واللحود
بين الغار والورود
في المعتقلات والسجون
بين النار والبارود..
كل الأماكن صارت أرحبْ
كل الأشياء صار لها طعم الحرية
كل الأشياء صارت أجمل وأحلى
حتى الموت.. و الجنائز.. والنعوشْ
لقد كانت الثورة قاشوشْ
وكان إبراهيم ثورةً
وكانت الثورةُ أغنيةً
تدندنها حنجرةٌ جذلى
وترددها جناجرُ حبلى
بالشوق لنور الفجر
ونسمات الحرية
وحنجرةٌ جُزَّتْ بحدِّ السيف
لتصبح حناجرنا سيوفا شامية
تفتح العالم من الشرق إلى الغرب
بحد الصوت و الكرامة
لقد كان ابراهيم ثورة
وكانت ثورتنا كرامةً وحرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق