26‏/07‏/2012

بشار الكيماوي.. شو ناوي؟!

كلما عم افتح على قناة أو إذاعة او صحيفة ما عم لاقي إلهم سيرة غير قصة الكيماوي..
بصراحة الفار لعب بعبي!!
أنا حاسس أنه ما صدقوا لاقوا لهم سيرة يلهوا فيها العالم عن القتل والتدمير والقصف بالطيران على المدن والمناطق السكنية... وكأنه كل هدا صار مقبول مقابل المتوقع من الخساير إذا استخدموا الكيماوي.. متل ما صار -من قبل- موضوع المعتقلين مهمش قدام مناظر القتل اليومي بالعشرات والمئات.. غير المصابين والمهجرين..
وكأنه ضمير "آبلة حكمت" الدولي بده كل شوية جرعة مخدر أقوى من اللي قبلها ليقدر يهضم أنه شاف وسمع وقرأ عن كل هالجرائم والمجازر وما تحركت له شعرة لسى إلا شعرات لسانه "ونحن طلع على لساننا شعر كمان"
وإذا بشار استخدم الكيماوي؟! ويمكن هدا مو بعيد عليه!! ..شو ببالكم رح يساووا.. أكتر من الحكي!! ورح يقولوا يا ويله بس إذا استخدم الجرثومي.. ولو استخدم البيولوجي رح يقولوا يا ويله لو كان عنده نووي.. يعني اطمنوا ضمير العالم في سبات عميق وجرعات المخدر المناسب متوفرة "أكتر من الهم على قلوب السوريين"
يعني كتير في فرق بين خمس وعشرين ألف شهيد بخمسة عشر شهر، وخمسة وعشرين الف شهيد بخمس دقايق؟!
وإلا في حدى عاقل مفكر انه هدا شي كتير  مؤثر على السياسة الدولية من الطرفين اللي كل واحد أخ.. من التاني
اللي عم ينحكى عن السلاح الكيماوي أبدا مو مقصود فيه أنه ما يستخدم ضد الشعب السوري لأنه هدا آخر همهم.. والمهم عندهم أنه هالسلاح أو جزء منه ما يوقع بإيدين مو مأمونة بالنسبة إلهم ويستخدم –عاجلا أم آجلا- ضدهم أو ضد مصالحهم بالمنطقة.. هدا جل الموضوع والباقي من نافلة القول
ومن هالزاوية بس خوفهم أنه اثناء تحريك هي الترسانة أو استخدامها أنه يتم الاستيلاء عليها او على جزء منها.. لك حتى عم يتحسبوا انه ممكن بعض ضباط بشار يبيعوها بالسوق السودا إذا انفلتت الامور.. أما الشعب السوري وضحايا الشعب السوري.. فيا الله ما إلنا غيرك يا الله
وبصراحة حاسس أنه مهم نطلع القذافي من قبره شوية ليقول للمجتمع الدولي كلمته المشهورة.. وياخد بشار الكيماوي بإيده ويرجع

17‏/07‏/2012

طيور الموت وأحلامي "مجزررة التريمسة"

حلّقت طيور الموتِ
وأحلامي تحلّقُ
حلّقت طيور الموتِ
فوق أطلالها
تُردي القتلى
واحداً.. واحداً
وأحلامي تحلّق فوقها
تحصي الشهداء
واحداً.. واحداً
وتحفر بكل أناةٍ
لحوداً بعدد الشهداء
تتوقف لحظة صمتٍ
وتبدأ فرز بقايا الأشلاء
من قتلوا قصفاً
من قتلوا ذبحاً
من قتلوا قنصاً
من قتلوا غدراً
من قتلوا رعباً..
تدفنهم مجموعاتٍ.. مجموعاتٍ
وتهيل فوق قصصهم
أوجاع الباقين على قيد الحزن
وتحلّقُ أحلامي ثانيةً
لا وقت الآن، لذرف الدمعِ
تتحدى أحلامي طيورَ الموتِ
وتحلّق أعلى.. أعلى
تقصفها بكل الأسلحة
تهبط أحلامي ثانيةً
تعدُّ الشهداءَ
تحصيهم فرداً فرداً
تدفنهم لحداً.. لحداً
وتحلّق أعلى..أعلى.. أعلى
تقصفها طيورُ الموتِ
تنسفها
تجرحها
تدميها..
تموتُ طيور الموتِ
وأحلامي لا تموتُ

15‏/07‏/2012

لعنة النفط والموقع والتدخل الخارجي

كتير باسمع عبارة: "أنه لو عندنا نفط لكان الغرب اتدخل بدون مماطلة.. وخلصنا"
وأنا دائما عم علق عليهم: "إنه اللي عندنا أهم من النفط!!!"
وأنا ما عم امزح او خرّف.. بس يمكن الناس صار عندهم هدا الوهم من المقارنة مع الوضع بليبيا والسرعة اللي اتدخل فيها الغرب وبدون شروط تذكر.. يعني اكتر ما فيها أكدوا انه هدا يكون بطلب من الجامعة العربية.. وهي ما كذبت خبر
حتى بدون ما تطلب حسابها سلف متل ما ساوت بالعراق.. لانه المعادلات سهلة.. وكل الاحتمالات كانت مقبولة بالنسبة إلها "سواء حرب أهلية.. التقسيم..حتى بقاء القذافي على جزء من ليبيا او كلها!! ما كان حيأثر معهم.. وما هو بعضمة لسانه اترجاهم أنه يا جماعة تعوا لنقعد ونتفاوض وحطوا الشروط اللي بدكم اياها بس خلوني بالحكم.."
الوضع بسورية مو بهالبساطة، لانه سورية ما عندها نفط صحيح بس عندها –وهون قصدي سورية الطبيعية- تاني أهم موقع بالعالم بعد مصر من الناحية الإستراتيجية لأسباب كتيرة بيذكرها الخبراء بهالمجال
وبإيدها مفاتيح كتير من قضايا المنطقة من فلسطين واللاجئين للأمن القومي العربي للنفط والتنمية والتوازن الإقليمي.. والصراع الدولي
ويمكن هدا الكلام وقت كنا نقوله قبل أشهر الناس كانت ما تتفهمه، بس أظن أنه هلق صار واقع متجسد على الأرض وما خافي على حدى
وأظن أنه المشكلة الحقيقية أنه كل الدول خايفة من التغيير بسورية رغم قناعتهم أنه حصل وانتهى الأمر.. وانه النظام مو قابل للاستمرار بس عم يمدوا بعمره لبين ما يرتبوا اوراقهم.. وهمة أكيد مو مرتاحين أو مبسوطين بهالثورة اللي طلعت لهم من أقصى درجات اللامتوقع في عالم السياسة.. لأنه التقارير اللي سبقتها سواء من النظام السوري او البعثات الغربية والشرقية والإسرائيلية كمان كانت بتستبعد حصول أكتر من أحداث محدودة وانه النظام قادر يستوعبها وينهيها.. بس الشعب السوري فاجأ الجميع حتى نفسه.. حتى أنا "اتصوروا لهلق وأنا متفاجئ منها"
أكيد الروس مو أغبياء أو بلا أحاسيس.. وهمة عارفين تماما أنهم بكل يوم عم يخسروا أخلاقيا وأدبيا وسياسيا من موقفهم هدا بس الموقف حساس جدا بالنسبة إلهم وخايفين من أي خطأ بالحسابات أو أي مفاجأة أو فخ سياسي ومو من السهل أنهم يقتنعوا بتطمينات شفهية بسيطة أو مكتوبة.. وعم يحاولوا يمدوا الأزمة أطول وقت ممكن للحصول على أقصى ما يمكن من تطمينات من الأطراف الأخرى والحصول على أكبر قدر من المكاسب على الصعيد الدولي كمان.. لا سيما أنه ما عندهم كتير أوراق للعب.. بس ما بتخيل أنها بالنهاية مستعدة توصل لحرب سياسية كرمى لبشار الأسد ونظامه
الأمريكان مترددين أضعاف أضعاف الروس.. وبإيدهم أوراق لعب أكتر بكتير.. بس التانيين عندهم خوف كبير من البديل اللي بالنسبة إلهم مو واضح.. لأنهم ما بيهتموا بس بالقوى اللي عالسطح.. ويمكن تجربتهم بالعراق وأفغانستان خلتهم يحسبوا ألف حساب للقوى المتغلغة داخل المجتمع.. وهي من الصعب اكتشافها أو سبر نواياها او التعامل معها.. وكل كلامها عن وحدة المعارضة أو ما شابه بيعني بالسياسة: "انه بالمشرمحي مين بيقدر يضمن السيطرة على القوى المجتمعية هي بعد سقوط النظام؟؟!"
وبصراحة لهلق ما عندها ثقة بأي طرف.. ولا عندها القدرة على المغامرة بمنطقة حساسة وبسنة انتخابات وبظل أزمة مالية عالمية وازمة سياسية إقليمية.. وما بظن أبدا انه حساباتها واقفة عند سورية بدون ما تحسب تأثيراتها على الأردن والعراق والسعودية وبالتأكيد إسرائيل
أوربة عندها رغبة كبيرة أنه يصير تغيير بسورية بس ما مستعدة تساهم بتكاليف التغيير لا المادية ولا البشرية.. إضافة لكل المخاوف السابقة واضف لها العلاقة مع روسيا "المصدر الأساسي للطاقة في أوربة"
الصين حابة أنه توسع دورها العالمي وهي الآن اكبر مستورد لنفط الخليج ووضع المنطقة بيأثر عليها.. وهي دائما واقعة بإطار التناقض بين حجم امكانياتها ودورها.. وبين انها تنافس الدور السياسي للولايات المتحدة وهي في نفس الوقت أكبر مستثمر فيها وأكبر شريك تجاري إلها على عكس الروس الحليف السياسي الحالي!!
اعتقد أننا أمام أعقد مشكلة سياسية في العالم منذ عقود.. وبطلها الأسطوري هو الشعب السوري وثواره اللذين فاقت تضحياتهم حد الخيال لأي سياسي في العالم
وأنا أجزم بأن النظام قد مُنح من الفرص الكثير ليخلّص السياسة الدولية من محنتها وبالتواطؤ الضمني بين جميع القوى الفاعلة في المنطقة ورفعت الكوتا المقبولة من الخسائر البشرية مرة بعد مرة دون جدوى
لا أصدق ولن أصدق أبدا أن التدخل الخارجي سيكون لمصلحة الشعب السوري بل سيكون للسيطرة على الشعب السوري في المرحلة التي يفقد فيها النظام السيطرة تماما.. فمن ذا الذي مازال يدعوا للتدخل الخارجي الآن بعد فوات الآوان
النظام قد سقط منذ شهور والعالم كله يدرك ذلك فهو يستطيع أن يكبد الشعب السوري مزيدا من الوقت والخسائر البشرية لكنه لا يستطيع الاستمرار.. فإذا استطعنا تحمل ذلك فعندها سنكون حقا أحرار


14‏/07‏/2012

السياسة والثورة وكوفي عنان

أنا  بصراحة مو فاهم ليش كل هالهجوم الشامل على كوفي بن عنان من قبل المجلس الوطني وفعاليات الثورة المختلفة بالأخص الفيسبوكية منها!! لدرجة اني ظنيت وكأنه هو اللي عم يقتل ويدمر.. ويسوي هالمجازر!!
يعني أنا مو فاهم شو بدنا منه، يعني يجي ينضم للثورة.. ويطلع له بكم مظاهرة.. والا ينضم للجيش الحر ليصير يعجبنا.. وتعجبنا آراءه!!!
ما هي الشغلة مفهومة وواضحة، يعني الزلمة لا هو لينين ولا كيفارا.. ولا.. وما إله علاقة بالثورات والثورجية.. الزلمة سياسي خريج المنظمات الأممية.. يعني بالعربي: زلمة تبع توافقات.. وحلول وسط.. وحلول مطاطة.. وتبويس دقون.. فشو متوقعين منه يعني؟!
وبطبيعة الحال هي السياسة هيك، يعني بتتعامل مع الواقع ومعادلاته.. مع الممكن واحتمالاته وتدرجاته.. وهدا الشي اللي عم يشتغل فيه عنان بكل برود ودبلوماسية.. وأنا شخصيا باعتبر أنه الزلمة –بمجاله- شاطر.. "ولو خالفتوني بالرأي طبعا"
بس الموضوع باختصار أنه اللي قائم في سورية ما هو أزمة سياسية عارضة أو عميقة، اللي قائم هو ثورة شعبية.. والثورة ما بتتعامل مع الواقع وتوازناته ولا مع المنطق وحساباته ولا مع الممكن واحتمالات وتدرجاته الزمنية..
كل هدا برا حسابات الثورة.. لو كانت الشغلة بتنحسب هيك بالعقل او بالمنطق أكيد ما كانت قامت هالثورة ولا استمرت.. ولا يمكن انها تستمر هلق إذا بدها تأخد بكل هالحسابات والمعادلات اللي ما إلها حل!!
يعني ثورتنا وكوفي عنان كل واحد عم يعني بوادي
بس لما المستر عنان بيتفضل وبيقول: "..انه ما فيه غير حل سياسي للأزمة بسورية.."
أكيد الرد عليه مو لازم يكون بالشتائم والردح واللعنات.. وجمعة مظاهرات نهدرها عليه..
الرد بالمنطق بسيط، وبكلمتين نضاف: إنه ما في شعب في العالم هلق أو عبر التاريخ ثار قبل ما يستنفذ كل الحلول والطرق السياسية.. وقدّ الشعب السوري ما حدى صبر، أو أعطى فرص..
أكيد هدا الحكي صعب يفوت براس عنان بسبب تكوينه وشخصيته.. وبصراحة اللي اختاروه من الشرق والغرب عارفين هالحكي.. وهدا كان المطلوب " شرا الوقت، المطمطة.. وتحويل الثورة لأزمة سياسية إلها طرفين، وبالتالي إلها حل وسط.. يعني نص ثورة" لأنه ما عاد فيه امكانية إلغاء حقيقة أنه الثورة قامت والساعة ما بترجع لورا.. فممكن يقبلو بربع أو نص ثورة "متل ما قال مظفر النواب بلا مستحى منكم"
بصراحة أنا ما بلوم عنان على شي، الزلمة موظف وعم يساوي وظيفته بالشكل الأنسب حسب ما هو شايف وبحساباته طبعا
بس أنا بلوم الممثلين السياسيين للثورة السورية لأنهم من البداية قبلوا بخطة عنان الاولى مع أنها غير معترفة بالثورة السورية اللي هي الأساس بكل هالموضوع.. وغير مربوطة بجدول زمني للتنفيذ.. وغيره وغيراته..
وأنا عارف انه أعدقاء سورية كان إلهم دور كبير بالضغط على المعارضة بالخارج للقبول، لانه هدا الحد الأدنى اللي تم التوافق الدولي عليه..
بس الكويس أنه بهالمنعطف قدرت الثورة تضل مستمرة بطرفيها السلمي والعسكري.. وهدا الأهم، لأنه أكبر فخ هو تحويل الثورة لأزمة وتصير على مقاس عنان وأدواته
وبصراحة الزلمة فاهم أدواته وفاهم شغله.. وأكيد مو المطلوب إسقاطه أو اتهامه.. المطلوب نحن نعرف أدواتنا ونفهم شغلنا ونعرف نتعامل معه ومع كل الأطراف بشكل فعال ما نحاول نغطي العجز بالاتهامات
وأهم شي لازم نفهمه أنه مو نحن الطرف الأضعف، طالما أنه الشعب السوري قادر يتحمل الخسائر ويستمر بالثورة فهو الطرف الأقوى والكل.. الكل.. الكل سيأتوه صاغرين
النقطة التانية اللي فيها الضعف الأهم هي طريقة وأدوات التمثيل السياسي لهالثورة العظيمة وهي بيتحملها اطراف متعددة مو طرف بعينه بما فيها قوى الحراك الشعبي.. وأكيد من وقت مبادرة عنان لجمعة اسقاط عنان بيّن قديش فيه خلل.. وحقيقة ما عم ينبذل جهد كافي لدراسته وتحسينه والحل السحري لتغطيته كان هدا الهجوم العشوائي اللي ما إله معنى بالمفهوم السياسي.. وما بظن أنه مفيد للثورة

13‏/07‏/2012

قاشوش الثورة ..والثورة قاشوش

قصيدة مهداة الى روح الشهيد إبراهيم قاشوش بمناسبة مرور عام على استشهاده على مذبح الحرية
لقد كان إبراهيم ثورة
وكان العاصي ثورة
وكان الغاب ثورة
وكانت الشام ثورة
وكانت الأمة ثورة
وكانت الثورة قاشوشْ
سيلٌ يقشُّ التالف واليابسْ
يطهِّرُ أرضَ العربان من الدسائسْ
يسوّي بالأرضِ كثبان الرملِ
التي جمعتها رياحُ السَمُومِ
في أعوامِ القحط والجنونْ
ويمحو حدود الخوف والسكونْ
وينبش الجمر الذي كان مدفونْ
ليشعل النارَ في الهشيمِ
ويشعل الثورة في النفوسْ
لقد كان إبراهيم ثورة
وكانت الثورة قاشوشْ
تقشُّ العروشَ والكروشْ
عروش قامت فوق جماجم ابنائنا
فَرْشُها من جلدنا المسلوخْ
مسندها من خوفنا الموروثْ
ومن بقايا وعينا المغشوشْ
تاجروا بكل قضايانا
الكبرى والصغرى.. وما بينهما
من فلسطين الى نيكرجوا
من العدالة إلى الوحدة
من التعليم إلى الصحة
من السلاح إلى الرغيف المنقوشْ
وكروش امتلأت من قوتنا
من جوعنا
من كدّنا
من فقرنا
من عجزنا
من صمتنا
تضخّمتْ.. تكوَّرتْ..
تورَّمتْ.. تعملقتْ..
وصارت كالشحم المنفوشْ
لقد كان إبراهيم ثورةً
وكانت الثورةُ صيحةً
وكانت الصيحةُ مزلزلةْ
نفضت عنا غبار الصمت والذِلّةْ
واسكنتنا فسيح جنات الحرية
في القبور واللحود
بين الغار والورود
في المعتقلات والسجون
بين النار والبارود..
كل الأماكن صارت أرحبْ
كل الأشياء صار لها طعم الحرية
كل الأشياء صارت أجمل وأحلى
حتى الموت.. و الجنائز.. والنعوشْ
لقد كانت الثورة قاشوشْ
وكان إبراهيم ثورةً
وكانت الثورةُ أغنيةً
تدندنها حنجرةٌ جذلى
وترددها جناجرُ حبلى
بالشوق لنور الفجر
ونسمات الحرية
وحنجرةٌ جُزَّتْ بحدِّ السيف
لتصبح حناجرنا سيوفا شامية
تفتح العالم من الشرق إلى الغرب
بحد الصوت و الكرامة
لقد كان ابراهيم ثورة
وكانت ثورتنا كرامةً وحرية




11‏/07‏/2012

أنشودة التيه

أربعون عاماً من التيهِ
في غربة الصحارى القواحلِ
أربعون عاما من التيهِ
لا ظل يجمعنا
لا حلم يجمعنا
لا أرض تحملنا
لا سقف يظللنا
سوى أرضيةِ البصطارِ القديمِ
أربعون عاماً في حَمْأةِ القيظِ
وصُبَّارةِ البردِ
جاثين على أقدامنا
في انتظارِ الوعدِ
الرملُ يعبر من خياشيمنا
جيئةً وذهاباً في عدِّ الوقتِ
ساعتنا متوقِّفةٌ
والزمنُ شبعَ من الموتِ
ورمينا حِلِينا طوعاً وكُرهاً
لصنعِ العِجْلِ
أخذتنا الرجْفَةُ
وخشعنا لخوارِ الثورِ الفحلِ
فتحنا أفواهنا الخاويةَ
لهطول المنِّ والسلوى
وبِتْنا جياعاً.. بلا مأوى
وصِحْنا يحيا الثورُ.. يحيى
ومرَّت أربعون سنةً عجافاً
تجرُّ الليالي أذيالها السوداء
لتمسح دماء القتلى
وتكتم صرخات الثكالى
تشفط دموع السجناء
وتسدُّ جراح الجرحى
ثم تمحُ ملامحنا
وتزيل حناجرنا
وتمسحُ ألوان جلودنا..
كي يغفر لنا الثورُ.. وعنا يرضى
تمحُ ذاكرة الماضي
آمال الحاضر
وأحلام المستقبل
وتمسح من المعجم
كل الكلمات الحرة
وتطمس كل الأشياء الحلوة
كي يبقى الثورُ.. ويحيى
وحدها ضحكاتُ الأطفالِ استعصتْ
وحدها صرخاتُ الأطفالِ استأبت
وفي ليلة آذارٍ حُبلى
اجتمع الأطفال بلا خطة
وصرخت حناجرها الغضة
"إجاااك الدووور.. يا تووور.."
فجاء ميعاد ربك يسعى
فنسفوه في اليم بصرخة




01‏/07‏/2012

أنشودة المجازر

يا بلادي يا أرض المجازرْ
يا بلادي يا مهبطَ التاريخ
ونقطة استعصاء الخرائط
اخترعتِ أبجديةَ الحرفِ
وأبجديةَ الحبِّ.. وأبجدية القتلِ
ونمت فوقَ جرحٍ غائرْ
فوقَ كل تجعيدةٍ من وجهِكِ الكريمِ
مرَّ سفّاحٌ.. وقُتِلَ ثائرْ
من الإسكندر الكبيرِ
إلى هرقلَ.. وهولاكو
وجنكيزَ.. وتيمورَ ذي الجرائرْ
والفرس والروم.. والفرنجة والمماليك
والترك.. والتتار والسلجوق
ولورنس.. وغورو.. وكل غائرْ
فوق كل تجعيدةٍ من وجهكِ الكريمِ
مرَّ سفاحٌ.. وقُتل ثائرْ
ويشهدُ رأسُ الحسين
ورأسُ غيلانَ الدمشقي
وقبر ابن عربي.. والمعري
وابن تيمية.. وابن عساكرْ
وقبرُ يوسفَ العظمة
وقبر سيدي خالد.. وأبي عبيدة بن عامرْ
يا بلادي.. يا بلاد المقابرْ
مقبرةُ الصحابةِ.. مقبرةُ الدحداحِ
مقبرةُ بابِ الصغير.. وباب الكبير
والشيخ رسلان.. وسيدي القسّام
وسيدي... وسادتي.. والأشراف
مقابرُ تحاصرها مقابرْ
وقبورٌ تفورُ كالبراكينِ
وتقذف جثثاً خارج زحامِ المقابر
صارت الأرصفةُ.. والحدائقُ
ودوّاراتُ الشوارعِ.. والكرومُ
مقابرَ ليست كالمقابرْ
يفوحُ منها المسكُ والبارودُ
والتمرّدُ والحريةُ.. والكرامة
يا بلادي يا بلاد الحرائرْ
يا بلادَ الخُصوبةِ والخصيبِ
والبرقِ والرعدِ.. والغمامِ الماطرْ
يا بلاد الملاحمِ.. والمعجزاتِ
تلِدُ النساءُ فوق بلاطِكِ الشهداء
كي يكفّنوا الشهداء
اللذين كانوا يشيعون الشهداء
اللذين أنجبوا الشهداء
كي يلقِّحوا بنطفةِ الحريةِ الحرائرْ
يا بلادي يا مقبرةَ الغزاةِ
ومقبرة الأبطالِ والأحرارِ
مقبرة الطامعين.. والمغامرين
مقبرة الصحابة.. والمنافقين والكفارْ
المجاهدين الفاتحين.. والمغول والتتارْ
مقبرة العلماء والأساطينْ
والأقزام.. والمهابيلْ
القديسين.. والشياطينْ
يا بلادي..
يا مقصلة كل سفّاحٍ مكابرْ
يا بلادي.. ما كان بشار
ولا كان أبوه من قبلِ ومن بعد
شيئاً مذكوراً في الهوامشِ
أو بين السطور
يا بلادي.. ما كان بشار...
لكنها بشائرْ
بشائرُ الحريةِ المضرّجةِ بالدماءِ
يا بلادَ الأحرارِ والحرائرْ
تنامين على التاريخ
وتصبحين على المستقبلِ
يا سيدةَ الحاضرْ